• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : توضيح للسلطان بخصوص أشعاري .
                          • الكاتب : د . بهجت عبد الرضا .

توضيح للسلطان بخصوص أشعاري

ياسيدي
ياأيها المحروسُ من كل المخاطرْ..
لاتخش من كلمات شاعرْ..
بل إخش من جوع الفقيرِ
ومن معاناة اليتامى والأراملِ
إنها مثل القنابل في الضمائرْ..
لاتخش من شعري
فإن الشعر عندي كالهواءِ
أقوله كي لا أموت 
ولم أقله لكي أقود تمردا وأكونَ ثائرْ..
واخش الجماهير التي قد أيقظت فيّ المشاعرْ..
من عاملٍ أو عاطلٍ
أو ربة للبيتِ   
أو طفل يتيمٍ أوهموهُ بأن والده مسافرْ..
ياسيدي لاتخش مني
لست أطلب غير بيتِ الشـِـعـر أسكنهُ
وأرخي في جوانبه الستائرْ..
لكنّ من خلفي حشودا دون مأوى
تطلب البيت المـُـشـيـّـدَ
فانتبه جدا وحاذرْ..
بسطاءُ هـُــمْ
لكنهم ليسوا كمثلي يقنعون بفكرةٍ
وتخيـُّــلٍ
وبلاغة فوق المنابرْ..
هم يطلبون مطالبا أخرى
ويبدو لي بأنك لست تسمعها
لأنك مثل من سبقوك
مغرور مغامرْ..
ياواثقا من نفسهِ
ويظن أن الشعب لايقوى على التغيير
رأيك خاطئ جدا وخاسرْ..
الشعب يـُـبـقي دولة ويزيلها
الشعبُ،
لا دولٌ كبارٌ
كل غايتها المصالح والتجاره..
هم يطلبون مساكنا للكادحين
وليس قصرا واسعا
فيه المرايا والإناره..
يامن سكنتَ القصر وحدك
وهـْـو يكفي ألف إنسانٍ
تكدسَ في جـحـورٍ كالمحاره..  
هم يطلبون معيشة كالآدميين الذين نراهـُـمُ
في شاشة التلفاز
في دول العدالة
والسعادة
والحضاره..
هم يطلبون حدائقا
وتنفسا
لايطلبون جنان خلدٍ
أو إثاره..
وبأن يمر اليوم دون مخاوفٍ
فالحقدُ والعبواتُ ترقد في الرصيف 
وفي وجوه العابرين
وفي إشارات المرور
والاستداره..
هم يطلبون
يطالبون
ويصرخون
وأنت مشغول بحاشية الإماره..
ياسيدي
يامن تحصنَ بالجنودِ
وبالكلابِ
كما تحصنَ بالقداسه..
والشعب في الطرقات مكشوف
يسير بلا حراسه..
هل أنت تدرك حجم مأساة البلاد
وحجم هذي الإنتكاسه..
الشعب ليس جواريا
تصطف في سوق النخاسه..
ياسيدي إني بلا وعي أخط قصائدي
مابين أوراقي
يخدرني بياض الوجه فيها والملاسه..
فاغفر حماقاتي الصغيرة
واندفاعي
فالتسامحُ من ضروراتِ السياسه.. 
مادمتَ صالحتَ العتاة المجرمين
فإنني أولى بعفوكَ 
ياشهيرا بالدراية والفراسه..  
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52069
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28