• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تضيع المال وقتل الناس جريمة لا تغتفر أمام الله والإنسانية !! .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

تضيع المال وقتل الناس جريمة لا تغتفر أمام الله والإنسانية !!

بسم الله الرحمن الرحيم
(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ) الشعراء /128 
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ) العنكبوت /68 
(أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) النساء /59 
(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ) الإسراء /33 
(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة /32 
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ) سورة النساء/93 
وقد عبر القرآن الكريم عن هذا التحريم بصيغة الاستنكار الذي وجهه إلى أولئك الذين يبنون ويشيدون للعبث والسعي من أجل تضيع الجهد والمال والوقت الإنساني الثمين .. وكما حرم القرآن بنقده اللاّذع لمثل هذا العبث . وأن كان لا مبررا معقول لهذا الإتلاف وضياع الوقت والمال ..وللأسف أن هؤلاء الإرهابيين هم أخطر من صدام المقبور والاحتلال ، لأنهم السبب لقتل الأبرياء من المواطنين وهدم البناء التحتية للعراق بسبب التفجيرات للمنشأة الحكومية ، وهذا هو العبث والإسراف بشرع الله والشرائع السماوية والدولية وهدر ثروة البلاد
وضربة لتوازن الحياة الاقتصادية .. وهذه خيانة لأمر الباري عز وجل لعدم طاعة الله حيث أمرنا الله بطاعة أوامره ونواهيه لقوله : ( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) النساء /59 . ــ "وأمر بطاعة أولي الأمر، وهم الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط أن لا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". إن الذين يفتون لأتباعهم بجواز قتل أنفسهم بقيامهم بعمليات انتحارية مع علمهم بقول الله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم) وقوله تعالى : (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ) الإسراء /33 . وقوله تعالى : (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة /32 . وقوله تعالى : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ) النساء/93
- إن الذين يقومون بتفجيرات وقتل عشوائي يسقط ضحيته مدنين ونساء وأطفال وشيوخ) أين كان دينهم ( وقد يصاب من تصادف مروره من المسلمين مع علمهم بنهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قتل النساء والأطفال والشيوخ (عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة مقتولة في بعض الطريق فنهى عن قتل النساء والصبيان ( أخرجه البخاري ومسلم ) , ومع علمهم بقول الله تعالى : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ) سورة النساء/93 . ومع علمهم أنه في حجة الوداع خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جموع المسلمين فقال : إن أموالكم وأعراضكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا! ومع ذلك يقدمون قياسهم الفاسد على فتوى منسوبة لشخص بقتل المسلمين !!
إن هؤلاء قد أجرموا بمخالفة صريح القرآن ومخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وقدموا بين يدى الله ورسوله ورفعوا أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وآله وقاسوا مع وجود النص الصريح وهم يعلمون أن إبليس هو أول من قاس مع النص وقال : (إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) الأعراف /12 . ؟
ولم يكتفوا بهذا الجرم بل فعلوا ما هو أشنع فقد سموا ما فعلوه جهاد و نسبوا ما اقترفوه للإسلام وزعموا أن الله أمرهم بهذا ..! قاتلهم الله لقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِين ) العنكبوت /68 .
ورموا الإسلام ديني ودين المسلمين بما اقترفوه من آثام وفتنوا أغلب أهل الأرض من غير المسلمين وصدوهم عن دين الإسلام ، وحقيقة أن هؤلاء هم بعيدون كل البعد عن دين الإسلام دين المحبة والوئام . إنهم يؤمنون بعقيدة
سفك الدماء على مختلف مذاهبها. وهم يقتلون لأجل مصالح أعدائنا وتنفيذ مآربهم. لكن الطامة الكبرى عندما يغرس التكفيريين في عقل القاتل أنه من أهل الجنة، أو من الشهداء الأبرار، وأن الذي يقتله كافرٌ بالله يحل قتله وسلبُ ماله ((((ونسوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في حجة الوداع : ((أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا) ) وقال أيضا : ((ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سداً من النار)) وقال أيضاً : حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله ((أيها الناس اسمعوا مني ما أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا. أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا. ألا عل بلغت؟ اللهم أشهد. أيها الناس، إن لنسائكم عليكم حقًّا، ولكم عليهن حقًّا، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرًا، أيها الناس ( إنما المؤمنون أخوة ) ولا يحل لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفس منه. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . أيها الناس ، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، كلكم لأدم وآدم من تراب ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ؟ قالوا : نعم ، قال : فليبلغ الشاهد الغائب )) . وعن أبى إسماعيل الأسملي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتى على الناس يومٌ لا يدرى القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل)). ))) ... فيفجّرُ القاتلُ نفسه، ويقتل غيره، وقد خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
فهذه عملية انتحارية إجرامية جبانة، بعيدة كل البعد عن العملية الاستشهادية المشرّفة فدين الإسلام بريء من دين الإرهاب، وليس فقط دين الإسلام، بل كل الأديان بريئة من الإرهاب لذلك قالوا أن الإرهاب لا دين له . - نعم هناك فرق كبير بين الجهاد وبين الإرهاب. قاتل الله الإرهاب، ولعن الله قتلة الأطفال الأبرياء والنساء والرجال الذين لا ذنب لهم. وأول ما يقضى يوم القيامة بالدماء كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.‏ ويدا بيد للتعاون والبناء وبيد أخرى للتصافح والتآخي وتربية جيل جديداً خيراً . والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
المحب المربي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5183
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16