• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أموات في عالم السياسة .
                          • الكاتب : عدنان السريح .

أموات في عالم السياسة


مفارقة تستدعي التأمل، نحن نملك ما لا يملك غيرنا، من الفقر والعوز والموت والجور . غيرنا يملكون الرفاهية والترف وحب الحياة، هم يمضون نحو خدمة شعوبهم وتقدم بلادهم إما نحن ذاهبون نحو قرون من الظلام والتخلف والتشتت لسنا عائدون ولا نادمون .
نحن أول شعب خط بالقلم، أول حضارة انطلقت من أرضنا، كتبنا أول قانون على الأرض للبشر .
شعبنا قارورة الشعوب وكنوزها، يملك أمال كبيرة بحجم ماضينا، وعمق حاضرنا، تحت أقدمنا ثروة لا تقدر بثمن .
نمر اليوم بمعركة هي محض وجودنا، معركة البقاء معركة الحياة، منذ خلق الوجود كان الخير والشر في صراع، من اجل البقاء هل نكون أو لا نكون . لنا أمال وأحلام، فيها جراحات الصراع نحملها بعنفوان البقاء، لا نتفرق ولا نتوقف فان؛ الشر لا يلبث حتى يقض علينا، أن نحن تخلينا عن الآمال أو شغلتنا جراحتنا . في قلوبنا وعقولنا قول أمير المؤمنين علي \"علية السلام\":(الداعي بلا عمل كرامي بلا وتر) .
أن الحياة بلا أمل، سماء بلا نجوم، أن الحياة بلا أمل كعقل بلا تفكير؛ يشغله الجنون، لا يعرف معنى التفكير في الحياة، حبنا للحياة قادنا في المعركة .
أذا أن التفكير والحديث، بما نحمل من جراح، سيشغل عقولنا، سيأخذنا إلى الانهزامية، في المواقف والمدرات والمهادنات، سيفضي بنا إلى الموت الذي منه نفر . الأمل للشعوب للشمس تنير الدروب تكشف الظلمة تبقي الآمال حية، الآمال تحتاج أهداف أهمها أفكار ورؤى الساسة، كم نملك نماذج منها .
ساسة لا يبالون بنا متنا أو حيينا، همهم ما يطلبون جيوبهم عفنة، وبطونهم النتنة، يملكون ألاعيب سياسية، اجلها المكر والخداع، والقتل والنفاق، نحن لا نعنيهم ولا يكترثون .
منذ عشرة سنوات، نُقتل ولا يبكون، نذبح ويتجاهلون، نسبى ولا يحزنون، كل همهم أن يبقون، ويل لكم أين تفرون، أموات يسار بكم أفلا تعقلون، غاية ما يفعلون، المحافظة على ما غنموا .
الوطن مستباح كعذراء تغتصب، وانتم تنظرون، كل ما في جعبتكم جربناه، وعرفناه وخبرناه، مستقبلنا لا يعنيهم ولا يكترثون، من هوان الدنيا أنكم تسوسون .
أن حالة الانقسام كائنة لا محالة، بين مكونات تتجذر بمرور الوقت، أكثر فأكثر، كلما ترسخ ذلك أصبح واقعاً، ازدادت همومهم، بما لا يعني هموم العراق . نحن نريد العراق، وهم يُريدون أنفسهم، هذا مستقبلنا وليس مستقبلهم، هم أموات في عالم السياسية .
علمنا عالم أحياء، لا وجود للأموات فيه، علينا إن نفتش في صفوفنا، عن من يحب الحياة . يحب العراق يحمل هموم المستقبل، يشاركنا العمل والأمل، حاضراً غير غائب ليس من الساسة الأموات




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51679
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19