• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيد أحمد النجفي : قول في قبالة قول آل محمد ( 1 ) .
                          • الكاتب : مرتضى شرف الدين .

السيد أحمد النجفي : قول في قبالة قول آل محمد ( 1 )

 مهما كانت مرارة كلام المشككين كبيرة على قلوب المؤمنين فإنها لا تصل إلى مستوى مرارة التقوّل على العترة الطاهرة صلوات الله عليهم تحت قناع تنزيههم ونشر معارفهم. هذا هو مقام المستأكلين الذين يحاولون خلق شيء لأنفسهم في مقابل كلام العترة الطاهرة ومعارفها.والأنكى أنهم يدّعون أن تقوّلاتهم هي حقيقة معارف العترة. من وجوه هؤلاء في هذا العصر أحمد الموسوي النجفي الرابض بين طهران ومشهد غريب الغرباء يتربص بضعفاء الشيعة ليضلهم عن سبيل ساداتهم بقناع الولاء لساداتهم. ولذا وتقرباً لمولانا الإمام السلطان في ذكرى ولادته الميمونة سنتصدى للرد على هذا المتعدي على ساحة مشهده الشريف. يقول النجفي في كتابه صوم الوصال (ص١٦---١٨): "هل تعلم لماذا يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :"أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة"؟ لأنه بعبادتك تخرّب كل شيء، وقد لا تصدّق ذلك، ولكن سوف تصل يوماً ما إلى معاينة هذا الأمر، فإن الإنسان قد يظن أن بإمكانه بعبادته أن يؤدي حق الله تعالى أو أن يستنزل الرحمة الإلهية عليه، ولكن الواقع أن الرحمة الإلهية هي بنفسها نازلة في هذا الشهر ولا تحتاج إلى أي جهد من العبد، بل إن أي جهد متوهَّم من العبد يؤدي إلى عدم رؤية الرحمة الإلهية على ما هي عليه لأن الإنسان يخلط هذه الرحمة الإلهية النازلة من دون قيد بأعماله المقيّدة من ألف وجه وجهة. ولكن هل هذا يعني أن لا تؤدي العبادات الشرعية من الصلاة والصيام وغيرها؟ كلا، لا بد أن تؤدي كل العبادات الشرعية وتلتزم بكل التكاليف الإلهية على أتمّ وجه؛ ولكن لا لتتقرب إلى الله تعالى بهذه الأعمال التي ليس من شأنها أن تقرب أصلاً إلى الحق تعالى لأنها ليس فيها قابلية القرب، بل حتى يُكتَب لك في صحيفتك أنك مفسد وهل يوجد شيء أشد فساداً من أن تعتقد أنه يمكنك أن تتقرب إلى الله عز وجل بعملك؟ فهذه الأعمال هي سند الإفساد لك؛ فإذا ظهر الفساد في وجودك ورأيت هذا الفساد والمعصية في وجودك؛ فعند ذلك تظهر الرحمة الإلهية المطلقة التي تنقذك مما كُنتَ فيه من الضلال حيث كنت تعتقد أنّ لنفسك شأناً يمكن أن يقرّبك من الله تعالى. ولكن بعض الجهلة قد لا يقبل هذا الكلام وذلك لأن أنانيته قد وصلت إلى مرحلة يظن فيها أن أعماله الصادرة من وجوده هي التي تؤدي عنه وتحقق له المقامات عند الله تعالى، والحال أن الأمر ليس كذلك، فأين التراب ورب الأرباب! وإدراك هذا المطلب يحتاج إلى عناية خاصة من الله حتى يخلّص الإنسان من أنانيته، والله الهادي. من هنا لو قايسنا بين من يدّعي أنه يصلي ويصوم ويقوم بما يقوم به من الأعمال والعبادات ليتقرب به إلى الله وبين من يعترف بذنبه في يومه وليله ويقول إنه لم يتسنّ له أن يأنس بدعاء الله ولا بأي خلوة خاصة معه تعالى". ------------------------------ وقفة تأمل: قد يبدو الكلام لوهلة داخل في إطار عدم الاتكال على الأعمال والتواضع لله، وبالتالي كانت القضية لتعبر، وكادت النفس أن تتفاعل مع كلام الرجل،لكن المشكلة أن في كلام العترة ما لا يتناسب مع بنات أفكار المتكلم، فهل نسلك وادي العترة أم وادي آقا جون كما يطيب لأتباعه أن ينادوه. فلو تأملت في خطبة النبي صلى الله عليه وآله التي صدّر بها الرجل كلامه قبل المقطع الذي نقلناه لوجدنا عدة مقاطع تتنافى مع ما نطق به: 1⃣ " فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم،" فالنبي صلى الله عليه وآله جعل مطلوبنا الصادق من الله في هذا الشهر هو التوفيق لصيامه وتلاوة كتابه وعقب بالفاء ليربط بين هذا الطلب وبين كون الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر. فللغفران في هذا الشهر ارتباط وثيق بالصيام وتلاوة الكتاب. وبالتالي فالعبادة تستنزل الرحمة الإلهية عند النبي بخلاف ما قاله النجفي. والرحمة المؤدية للغفران تحتاج إلى جهد من العبد، فجهد العبد يجعله يراها بوضوح لا كما ادعى الرجل. 2⃣"وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه." فالدعاء في أوقات الصلوات شرط جزاؤه الاستجابة الإلهية كما تفيد إذا الشرطية (إذا سألوه). فالدعاء وقت الصلاة الذي هو عمل من الإنسان يؤدي إلى القرب والاستجابة خلافاً لمدعى النجفي. 3⃣ "أيها الناس، إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين." الاستغفار يفك النفس من رهن الأعمال، وطول السجود يخفف الوزر، والتعهد الإلهي بعدم العذاب جاء للمصلين والساجدين. هذا عند النبي المصطفى. أما عند النجفي: فالعمل يخرب كل شيء، والعامل مفسد، والعمل لا يقرّب من الله. كأنه لم يسمع بالحديث القدسي ليلة المعراج:"وما يتقرب عبدي إلي بشئ أحب مما افترضت عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته " بل لعله يقصد مقام خاتم الأنبياء بكلامه عمن جعلته أنانيته يعتقد أن عمله مقرِّب له والعياذ بالله. "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله النبي الكريم 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : مرتضى السيد حيدر شرف الدين ، في 2014/09/28 .

أخي العزيز
إن النجفي لم يأت بجديد في هذا المنهج.
فهو منهج المتصوفة منذ قديم الزمان، حيث أنهم يتنكبون الطرق العلمية لإثبات الحقائق الشرعية، ويطلقون العنان لأنفسهم في ادّعاء تلقّي العلم بالمشاهدة.
وهو ما نجده عند بايزيد البسطامي وابن عربي وأبي الحسن الشاذلي وغيرهم من ادّعاء تلقّي المعارف عن رسول الله صلى الله عليه وآله بلا واسطة.
فلا يبقى مجال لإقناع ولا اقتناع ولا دليل ولا برهان.
وسأعرض بخدمتكم الكثير من نماذج هذا الخلل في هذه المدرسة بعونه تعالى.

• (2) - كتب : زائر ، في 2014/09/28 .

النجفي اخترع منهجاً لا يبقي من الدين شيئاً ولا يذر إذ يقول:
يسأل الإمام عليه السلام عن الغناء المحرّم؛ فقال عليه السلام: قراءة القرآن بصوت مخالفينا هو الغناء المحرّم.
الآن انقلوا هذا الحديث عني، وكلّ من يقول ما هو سنده؟ قولوا أخذناه من السيد أحمد النجفي.(ص67)
فإنه يخترع حديثاً من عنده لا أصل له ولا وجود، ثم ينسبه للإمام ويقول أنا سنده !!
فلا يبقى بهذا المنهج حجر على حجر !!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51655
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29