• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من قتل الإمام الحسين عليه السلام؟! ومن قاتل معه؟ حقائق مُغيّبَة تكشف الهوية العقائدية والجغرافية للفريقين (15) .
                          • الكاتب : جسام محمد السعيدي .

من قتل الإمام الحسين عليه السلام؟! ومن قاتل معه؟ حقائق مُغيّبَة تكشف الهوية العقائدية والجغرافية للفريقين (15)

موقف مَنْ كَتَبَ من الشيعة إلى الإمام الحسين (عليه السـلام)
إن الشيعة الذين كتبوا للإمام الحسين (عليه السـلام) بعد مجيء عبيد الله بن زياد، بدأ فيهم القتل والسجن والتهديد وأنواع الضغوط اللاإنسانية، وإلا فأين ذهب رموز الشيعة ووجهائها كالمختار وسليمان بن صرد وغيرهم من معركةو الطف؟ فهؤلاء كلُّهم كانوا في سجون عبيد الله بن زياد، وهم نفسهم من كانوا أداة ثورة المختار التي كانت بصدد إبادة قتلة الإمام الحسين (عليه السـلام) وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، وعلى هذا أيضاً فإن سليمان بن صرد الخزاعي وأتباعه في ثورة التوّابين، التي كانت بسبب خروج الشيعة على قتلة الإمام الحسين (عليه السـلام) بعد ملحمة الطف بعنوان الاعتذار من عدم نصرتهم للإمام الحسين (عليه السـلام)، بسبب سجنهم وارهابهم من قبل شرطة عبيد الله بن زياد، لا للاعتذار على قتالهم للإمام الحسين عليه السلام، وهذه مسألة مهمة ينبغي الالتفات لها، وكلا الثورتين (للمختار وللخزاعي) كانتا لشيعة أبرياء ظُلموا وسُجنوا ومُنعوا من النصرة، كما مر في الفصل الثالث.
فإن قيل : إذن ما هو موقف الشيعة الباقية التي لم تُزَجُّ في السجون ؟!.
فالجواب واضح: بأن المانع لهم – مضافاً لقتلهم في الكوفة – هو الحصار من قبل جيش الشام لجيش الإمام الحسين عليه السلام، والإرهاب للشيعة الكوفيين من الشرطة الفرس داخل الكوفة - والذي بينا بعضه في الفصل الثالث - من التفنن بالقتل والذبح فيهم، وهو غير قليل، وفيمن أراد نصرة الإمام الحسين (عليه السـلام) بالخصوص، وهذا ظاهر في ما فعله عبيد الله بن زياد من تفننه في ذبح هانيء بن عروة ومسلم بن عقيل عليهما السـلام وغيرهم، وصلب جثثهم في السوق أمام الناس، وسحب أجسادهم في الطرقات، وما ذلك إلا لإيجاد الإرهاب والخوف في نفوس الكوفيين من الشيعة.

العقيدة السيئة لجيش يزيد في الإمام الحسين (عليه السـلام) من خلال أقوالهم
لا يخفى أن النماذج التي صرحت بعقيدتها في الإمام الحسين (عليه السـلام) تكشف عن عقيدة ذلك الجيش، جيش يزيد بن معاوية بأكمله، إذ أن الجميع أقرّوا هؤلاء المتكلمين بما قالوه في الإمام الحسين (عليه السـلام)، ولم يبدِ أحداً منهم اعتراضه مع كثرتهم، رغم أن أقوالهم كانت غاية في الغرابة وهي أقرب للخرافة منها إلى الحقيقة، وفيهم عدة فئات، فمنهم:
1.    الرادٍّ على الإمام الحسين (عليه السـلام) وأصحابه بالتهديد بالفتك وبالسب!!.
2.    المُنْكرٍ لقرابة الإمام الحسين (عليه السـلام) برسول الله صلى الله عليه وآله!!.
3.    القائل إنه (عليه السـلام) مَرَقَ من الدين لمخالفته إمامهم يزيد بن معاوية!!.
4.    القائل إنه (عليه السـلام) لا تُقبل صلاته!!.
5.    القائل له عليه السـلام : استعجلتَ بالنار!!.
6.    القائل له (عليه السـلام) ولأصحابه إنهم: خبيثون!!.
7.    القائل له (عليه السـلام) : الكذاب بن الكذاب!!!.
 ومن قائل... ومن قائل... !!، فهل يوجد واحد من الشيعة من يقول بهذه الأقاويل البذيئة بحق سبط الرسول، والتي لا ينطق بها إلا ناصبي ؟! بل هل يوجد عاقل يقول بها وهو يعرف أن الإمام الحسين عليه السلام، رمزٌ للحق والعدل والصلاح، وكذلك هم أتباعه.
 وكيف يدعي البعض إن الذين قاتلوا الإمام الحسين عليه السلام من شيعته؟!! فمن تكلم بتلك الكلمات فإنه يحكي عما في دواخله من حقد على أهل البيت عليهم السلام، وأظهر ذلك الحقد إما باللسان، وإما بالسكوت عن قائله، وهو علامة الرضا، وفي كلتا الحالتين فهما خارجان عنوانا واسماً وشكلاً عن أنهما من شيعة الإمامين علي والحسين عليهما السلام، وكلامنا هذا مشفوعاً بالأدلة والبراهين، أما كلام غيرنا فهو بحاجة إلى اثبات: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).. (13) وكذلك قوله تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (14).
ولأن المرء مخبوء تحت لسانه(15) كما صرح بذلك أمير البلاغة والبيان الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام، وبما أن الذي الذي يتطاول أو يسكت على التطاول على ابن بنت رسول الله الإمام الحسين بتلك الأقاويل التي عرضناها آنفاً، فكيف بعد ذلك يمكن وصفه بالتشيع لعلي وابنائه عليهم السلام؟!!
 بل إن هذا من عجائب القول وغرائب الافتراء، إذ يدعي البعض إن الذين كتبوا للإمام الحسين طالبين النصرة له ومن ثم خذلوه وقتلوه هم من الشيعة!!! فإذا كانوا كذلك، فمن أين جاءوا بكل هذا الحقد الذي اظهروه من خلال اقوالهم - وافعالهم كما سنرى -  قبل واثناء وبعد واقعة الطف، بحق الإمام الحسين واهل بيته واصحابه وحرمه وعيالاته؟!
والمعلوم إن الشيعي بكل أصنافه، لا يمكن أن تبدر منه هكذا اقوال قبيحة ضد مسلم عادي، فكيف تصدر ضد سيد شباب اهل الجنة، وحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وريحانته من الدنيا؟!
 وتلك العبارات المشينة، والأفعال المنحرفة، لا يمكن خروجها إلا من النواصب  - الذين امتلأت قلوبهم حقداً، وغيظاً وحنقاً ضد أهل بيت الرحمة والكرامة، وعلى رأسهم الإمام الحسين عليه السلام، باعتباره آخر الخمسة من أهل الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، بخلاف الشيعة و باقي المسلمين المحبين لأهل البيت عليهم السلام

العقيدة السيئة لجيش يزيد في الإمام الحسين (عليه السـلام) من خلال أفعالهم
أن معرفة أحوال هذا الجيش الغاشم، تخرجه عن صنف الإنسانية، فهو قد فعل ما لا يفعله المسلم بالكافر، فضلا عن المسلم بالمسلم، كيف بابن رسول الله (صلى الله عليه وآله )؟! وريحانته من هذه الدنيا، وسيد شباب أهل الجنة، فقد قام هذا الجيش بالأفعال التالية ضد الإمام الحسين عليه السلام:
1.    حرموه وأهل بيته وأصحابه من الماء ثلاثة أيام، فقُتلوا عطاشى.
2.    ضربوه بالسيوف على رأسه، وفي منحره، وذبحوه من القفا.
3.    سلبوه ثيابه بعد ذبحه.
4.    رضوا جسده بحوافر الخيل حتى ألصقوه بالأرض.
5.    قطعوا رأسه ورؤوس أهل بيته وأصحابه، واقتسموها بينهم افتخاراً بما فعلوا.
6.    سلبوه كل ما يملك بعد قتله، ومنها ملابسه ودرعه وسيفه.
7.    اضرموا النيران بخيام أهل بيته وبثوا الرعب في قلوب اطفاله ونسائه.
8.    ساقو اطفاله ونسائه كما تُساق الأسارى، وساروا بهن من بلد إلى بلد.

وهل بعد هذه الأفعال من يدعي أن من فعلها إنسان سوي، فضلاً عن أن يكون مدعٍ للإسلام دين الرحمة، أو للتشيع؟!
ولأن من رضى بفعل قوم حشر معهم، فإن هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الحماقات بحق عترة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله، أو الذين سكتوا عما شاهدوه من جرائم ومآثم ومظالم، لا يستحقون وصف الانسانية، أو الإسلام؟! فكيف يصفهم بعض الجهلة بأن بينهم شيعة؟!  أليس أن معظم هؤلاء كانوا قريبي عهد بزمن الرسول صلى الله عليه وآله؟!
أما طرق مسامعهم قوله صلى الله عليه وآله: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة(16)، وإنهما: ريحانتاي من الدنيا(17)، وأنهما: إمامان قاما أو قعدا(18)، إلى غير ذلك الكثير من الأحاديث، التي تحث المسلمين على حبهما واتباعهما والأخذ منهما، لأنهما السفينة الناجية في الأمة، وغيرهما في هلاك وسقر.
 بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكن حليت الدنيا بأعينهم، وراقهم زبرجها، وباعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، بارتكابهم تلك الجريمة النكراء، التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء.
وهذا الكلام ينطبق على جيش الأعداء بأجمعه، إذ لم يبدِ أحد منهم اعتراضاً أو كراهة على أي شيء من هذه الأفعال المشينة، بحق أهل البيت عليهم السلام، وهل بعد هذا يُتصور من هؤلاء الإيمان بالله وبرسوله (صلى الله عليه وآله ) ؟! قبل أن تصل النوبة في الحديث عن إن هؤلاء شيعة أم لا؟!.
لقد أصبح واضحاً أن جيش الباطل كان متجرداً من الاسلام والانسانية، ولا علاقة لهم بهما، ومن العقلائي والطبيعي أن لا يكونوا شيعة.



 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50992
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29