• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البصرة سيدة الضرع المحلوب !.. .
                          • الكاتب : منتظر الصخي .

البصرة سيدة الضرع المحلوب !..

 كانت ولا زالت البصرة، شريان العراق النابض، أم الخير، عروسة الخليج، التي تشبع جميع العراقيين وبدون تمييز، لكنها مع الأسف لا زالت جائعة، رغم إمتلاكها لأكبر مخزون نفطي في العالم، فهي ترفد سنويا الموازنة الإتحادية بأكثر من 85 %، وإطلالها على الخليج فهي بهذا تعتبر متنفس العراق المائي، وما إلى ذلك من القائمة التي قد تطول إن ذكرت خيراتها، غير أنها تعامل معاملة المحافظات الفقيرة بمواردها .
فما مر عليها طيلة العقود الماضية، من حروب طاحنة، والتي بدأت بالحرب بين نظام صدام و جمهورية إيران، ومن ثم قيام حكومة البعث بضرب الكويت، التي نتج عنها عملية عاصفة الصحراء،  التي قام بها الجيش الأميركي، ووصولا إلى عمليات الإبادة التي فعلها الطاغية ضد معارضيه، وإنتهاءا بسقوط صنم الحاكم جراء غزو قوات التحالف بقيادة الولاية المتحدة الأميركية، كما وترافق هذه الحروب الحصار الإقتصادي المفروض فقط على الشعب المسكين الذي لا ناقة له ولا جمل .
لم تزل هذه المحافظة، والتي تعاني من آلام صعب على الطبيب تهدئتها، من معاملة مجحفة من قبل حكومة المركز، التي لم تتعض من أخطاء الحقبة السابقة، فهي وعلى مدى السنوات العشر، لم تنظر إلى حقوقها المغتصبة عدوانا بغير أي وجه حق، إهمال لا مبالاة، لمطالب مشروعة دستوريا وقانونيا وحتى إنسانيا، في حين يلتفت وتوجه الأنظار جميعها إلى بعض المطالب غير المشروعة .
للبصرة إستحقاقات وطنية وأخرى دستورية، فلها ما عليها، وزارة المالية من إستحقاقها، تسبقها النفط، وتليها النقل، فضلا عن قانون العاصمة الإقتصادية، هذه أبسط الحقوق، ومطاليب جماهير البصرة، التي ربما إن غيبت مطالبهم، وسيست كما حدث في السنوات الماضية، ستنتفض بثورة عارمة، نتيجة الإستهانة وإهمال حقوقها الدستورية .
يمثل 25 نائبا في البرلمان العراقي، جماهير محافظة البصرة، رغم أنهم من أبناء المحافظة، إلا إنهم غير متكاتفين ولا متحدي الرؤى، فكل نائب لا يمثل جمهوره الذي أنتخبه، فهو رجل يتبع إلى تكتله السياسي، مع العلم إن لكل قاعدة شواذ، همه أن يخدم الحزب الذي أنبثق منه، لكن هذا ما لا نشاهده في ما يجري على الصعيد السياسي، في إقليم كوردستان العراق، فنواب الإقليم وإن أختلفو في بعض الأمور، غير إنهم يخرجون إلى الفضاء الوطني، وهم موحدين تاركي خلافاتهم السياسية على جنب، فالإقليم بين فترة وأخرى يشهد نمو إقتصادي ممتاز، بسبب وحدة كلمة نوابه وسياسيه .
في ظل إرتفاع موجات السخط الشعبي، الدي نتج عن تردي واقع المحافظة، وما رافقها من إهمال الحكومة الإتحادية، تعيش المحافطة على وشك إندلاع غضب شعبي قد يتمخض عنه أزمات، ربما تلقي بظلالها على المنطقة برمتها .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50702
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20