• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فاطمة الزهراء البتول ع نور نبوي لايزول .
                          • الكاتب : جعفر المهاجر .

فاطمة الزهراء البتول ع نور نبوي لايزول

بسم الله الرحمن الرحيم:
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون. السجده 24  
سجد المجد للسنا والبهاء-وتباهى الوجود بالزهراء بضعة للنبي طهر تسامى-جوهر الحق والنهى والأباء كوثر لليقين عبر الليالي-هي أم الأئمة الأصفياء زوجها علي أمير التقاة-ضمها في الكساء سيد الأنبياء فجلال الزهراء جود جليل –وعطاء السماء لكل النساء من يتمعن في سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول ومن عرف مكانتهاعند رسول الأنسانية محمد ص لابد أن  ينحني أجلالا لذلك الجلال النوراني النبوي الذي رعاه رسول الله ص وضمه في قلبه وبين حناياه ليكون له أجل حب ،وأبهى شأن ،وأطهر غرس يتفاخر به على الأشهاد ,ذلك النور هو نور فاطمة الزهراء الذي سيبقى ممتدا بين السماء والأرض لينشر عطاءه السرمدي في كل بقعة وصل أليها الأسلام واستظلت البشرية بخيمته العظمى وشجرته الوارفة الظلال .
لقد أراد الله لتلك البضعة الكريمة الطاهرة التقية الأبية أن تكون أما لأبيها ص ونبضا لقلبه الطاهرووشيجة لأطهر علاقة إنسانية متوهجة بين الرسول الكريم ص وأبنته البتول ع على مر التأريخ حين جسد حبه ص لتلك البضعة الطاهرة ليقول لزوجه عائشة أم المؤمنين (رض )(ياعائشه أني أذا أشتقت ألى الجنة قبلت نحر فاطمه. ). ذلك لأنها ليست أبنته ص وانتهى الأمر ولكن لأنها درة  الإسلام  النقية التي جسدت الخلق النبوي بأبهى صوره, وأنها نهلت من معين النبوة الطاهر وصفائه البهي ،وشذاه العبق ، وسموه المشرق ومثله العليا فتشرب ذلك المعين في كل خلاياها ، وعقلها وروحها وكيانها ليقدمها الله هدية ثمينة ومثالا وقدوة ونبراسا وشمسا لاتزول لكل نساء الدنيا  عبر كل العصور.
وحين يسأل الأمام علي ع حبيبه رسول الله ص قائلا: يارسول الله: (أي أهلك أحب أليك ؟)فيجيبه رسول الله ص بأمر من ربه العظيم المتعال: (فاطمة بنت محمد)وهي كلمة لم يقلها رسول الله بحق إنسانة آخرى غير فاطمه ع وحين يقول ع (فاطمة بضعة مني من أحبها فقد أحبني ومن أغضبها أغضبني ) لأنه يعرف وهو الرسول العارف ببواطن الأمور وتعاليم السماء وكنهها وحاشى له أن يقول ص كلاما عاطفيا عابرا سرعان ماتذروه الرياح بقدر ماهو توجيه للأمة بالتخلق بخلق فاطمه ع لأن فاطمة الزهراء ع لها مكانة كبيرة عند ربها العظيم وعند نبيه الكريم ص ولابد أن يعرف المسلمون كل أبعاد ذلك السمو الإلهي والرفعة النبوية التي وصلت أليها فاطمة الزهراء ع. .
أن العلاقة بين رسول الله ص وأبنته فاطمة الزهراء ع هي علاقة الدوحة الخالدة بأحد أغصانها الرئيسية التي لابد أن تخلد معها لأن ذلك الغصن ترعرع في بيت الرسالة ونشأ على نهجها وتربى بين أحضانها وشرب من نبعها الصافي فتكاملت فيه كل المثل والقيم الغراء التي حملتها تلك الرسالة للبشرية.
وكان زواج علي بن أبي طالب ع بفاطمة الزهراء ع هو بأمر من الله جلت قدرته لتمتد تلك الذرية الطاهرة في شعاب الأرض ويكونوا هداة للأمة والحجة على أجيالها المتعاقبة ألى يوم يبعثون ومن أنكر ذلك فكأنه أنكر وجود قرص الشمس . وحين تبارك السماء هذا الاقتران المبارك فيجتمع النوران نور فاطمة بنت محمد ص ونور علي بن أبي طالب ع ليمتدا في شعاع أزلي   ألى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فعلي وفاطمة ع وأبنيهما الحسن والحسين ع وذريتهم من باقي الأئمة الأطهارع هم مصابيح متوهجة تستمد عطاءها من نور الرسالة المحمدية السمحاء الغراء لتصبح مشعلا للحق وأهله تهتدي به الأمة في الظلمات المدلهمة وبه ينزل الغيث .ولأنهم سفينة النجاة لها التي بشر بها رسول البشرية في حديث السفينة المتداول على كل لسان والغني عن كل توضيح وبيان . وأذا أرادت هذه الأمة التعرف على مكامن الضعف والخلل اللذان يعصفان بها وسعت ألى النجاة من هذه المحن عليها أن تركب في تلك السفينة وأذا تخلفت عنها فستكون في أضعف حالاتها على مر الزمن .
يقول المرحوم عباس محمود العقاد في مجموعة( العبقريات الإسلامية ط بيروت ج2 ص 792 ) عن أحب خلق الله من الرجال والنساء ألى رسول الله ص هذا النص : (ومنها مااشترك فيه وغيره روته السيدة عائشة (رض)حيث سئلت :أي النساء أحب ألى رسول الله ص قالت فاطمه فقيل من الرجال ؟ قالت زوجها .) وفي كتاب (العوالم )للشيخ البحراني نقلا عن (أمالي الطوسي)عن عائشة رض قالت : (مارأيت أحدا من الناس أشبه كلاما وحديثا برسول الله ص من فاطمة .وكانت أذا دخلت عليه رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه وأذا دخل عليها قامت أليه فرحبت به وقبلت يديه . ) لقد تميزت شخصية فاطمة الزهراء ع بالصبر اللامتناهي على الشدائد والمحن التي مرت بها مع أبيها ص وأهل بيتها ع في شعب أبي طالب ومن ثم بعد انتقال أبيها ص ألى الرفيق الأعلى بعد أن كان مثلها الأعلى وظلها الوارف ومعينها الثر ولا أريد أن أدخل في أتون تلك الفواجع وأثير الآخرين فالأمة لاتتحمل آلاما على آلام ويكفيها ماهي فيه . وكانت ع المثال والقدوة لنساء عصرها في قوة شخصيتها وثباتها على الحق وتفانيها اللامحدود لشريك عمرها وصي رسول الله ص علي بن أبي طالب ع فكانت تشاركه كل متاعبه وهمومه وحين سماها رسول الله ص بأم أبيها كان يعلم أنها ستكون مثالا يحتذى في زواجها من أبن عمها ع الذي كان كفؤا له ولقد وضعا ع الأسس الأخلاقية للعلاقة الزوجية المثالية التي عمودها الفقري الرحمة والتعاون والمساواة والعدل والاحترام من خلال الرابطة الإسلامية المقدسة وهي الزواج فتجسدت في ذلك الزواج الرباني الطاهر الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ،أن الله كان عليكم رقيبا. )1- النساء وكان من ثمرة ذلك الزواج الإلهي المقدس الإمامان العلمان الحسن والحسين ع سيدا شباب أهل الجنة اللذان تربيا في حضن والديهما الكريمين الهاديين المهديين علي وفاطمة ع فكانا خير خلف لخير سلف .
وكان ذلك الزواج السماوي النبيل والجليل قد أعطى للبشرية مثالا رائعا لبناء الأسرة ورقيها في عالم يظلله الكمال والإخلاص والفضيلة والوئام وهو ماتحتاجه كل عائلة مسلمة وغير مسلمة في هذا الزمن العصيب الذي أخذت فيه عوامل الانحلال والفساد تنتشر في الأرض انتشار النار في الهشيم .
فالإسلام العظيم يعتبر الإنسان الصالح رجلا كان أم امرأة هو ذلك المخلوق الذي يستطيع بناء علاقة إنسانية خلاقة من خلال الزواج وفق شريعة الله عن طريق اقتران الرجل بالمراة لبناء أسرة متحابة مسؤولة متعاونة بعيدا عن كل مفاسد الحياة والمحرمات والانحدار نحو الشهوات الحيوانية المحرمة والشاذة التي كثرت في هذا الزمن لكي ينجب هذان الإنسانان أثمارا طاهرة تعرف حقوقها وواجباتها في هذا الكون.وهو تكامل أخلاقي يسعى أليه الإسلام وكل الشرائع السماوية الأخرى لتميز الخبيث من الطيب. وتبني الشخصية الإنسانية السالكة طرق الخير ،والارتقاء ألى مدارج الرقي الإنساني .
أن المرأة لها دور عظيم في بناء المجتمع ولا يمنعها الإسلام أو أي دين آخر من العمل بشرط أن تهتم بدورها الرئيسي أولا وهو الأمومة ذلك العمل الإنساني العظيم الذي يبني جيلا قويا سليما خاليا من الأمراض والعاهات الخلقية التي تدمر المجتمع وتقوده نحو الهاوية لو ضاعت أجيالها بابتعاد الأم عن تربية أبنائها تربية بناءة سليمه ملؤها الحب والحنان بعد أن تعهد تلك الرعاية ألى سواها من الخدم حيث لم يتعرف الطفل ألى أمه ألا في أوقات نادرة ويفتقد ذلك الصدر الحنون الذي يضمه أليه والذي يغمره بعاطفة الأمومة كما يحدث في عصرنا الراهن .
أن من يدعي أن المرأة أصبحت عضوا مشلولا في المجتمع في ظل الأسلام فهو واهم كل الوهم فالإسلام لايحد من حرية المرأة والإسلام يحترمها ويهتم بمشاعرها ويشجعها على العمل والإنتاج ألى جانب أخيها الرجل في كافة مجالات الحياة لأنها نصف المجتمع ولا يمكن أن يبقى نصف المجتمع مشلولا بشرط الحفاظ على طهرها ونقائها وعفتها أمام تلك الوحوش الضارية الذين يبغون جعلها سلعة تباع وتشترى في شركاتها التجارية الربحية وفي أماكن تخدش سمعتها وكرامتها تلك التي تجرد المرأة من أرقى عواطفها الإنسانية وتنزع بذرة الخير من كيانها لتصبح جسما للشهوة فقط ومتاعا لذوي العاهات الأخلاقية وتجار الجنس للحط من قدرها وامتهان كرامتها الإنسانية وهذا مالايرضاه الإسلام لها أبدا . أن اللهاث خلف التقليعات الزائفة التي تروج لها الكثير من وسائل الأعلام في هذا الزمن واتهام الإسلام بأنه عدو للمرأة هو اتهام زائف باطل لايستند على أي أساس . حيث أن المرأة صاحبة رسالة كبرى في الحياة لتكون منار أشعاع ونبراس محبة ومصدر حنان وتوعية وإرشاد لأبنائها وأخوانها وذراريها في مجتمعها . لقد قال الله في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم  والملائكة يطلون عليهم من كل باب . سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. ) 23-24 –الرعد واسمحي لي أيتها  الحوراء  الأنسية أن أدون مرة أخرى بعض الأبيات البسيطة في يوم استشهادك .
زهراء أشرقت الديار بنورها
وهي الفضيلة والجلال الأجملُ
زهراء من لدن الأله بهاؤها
ومقامها يوم الجزاء مبجلُ
زهراءُ تعتلج النفوس لذكرها
وبذكرها تسمو النفوس وتصقلُ
زهراء بضعة أحمد خير الورى
يرضى لها الهادي البشير ويزعلُ
هي جذوة للحق يسطع نورها
وسليلة الطهر الذي لايذبلُ
هي قدوةٌ ومنارةٌ ورضيةٌ
وبهاؤها في العالمين مجلجلُ
أم  الأئمة  عزُ كل  تقية
من علمها وخلاقها فلننهلُ
علمُ التقى وأبو اليتامى بعلُها
بعد النبي هو الوصيٌ الأعدلُ
ومجاهدٌ حق الجهاد بسيفه
والكافرون بذي الفقار تجندلوا
روحي فدا الهادي البشير وآله
بعد الغفور أليهم ُ أتوسلُ
سبل النجاة الناصعات جباههم
عن ذكرهم ومديحهم لاأغفلُ
أهلُ العبا هم سادتي ومحجتي
خيرُ الورى خلقٌ كريمٌ أنبلُ
هم طُهّروا من ربهم طوبى لهم
وبحقهم شهد الكتابُ المنزلُ
هم أهلُ بيت شامخون بعلمهم
هم غيثنا والمرتجى والموئلُ
فليرتوي الأخيار من أخلاقهم
 بهم الشفاعة والرجا والمنهلُ
ومن البلية أن يؤخر فضلهم
ولغيرهم يُعطى المقام الأولُ!
ومصائب قد جوبهت بسموهم
من هولها الجبلُ الأشمٌ يُزًلزلُ
غضبت لهم كلٌ الملائك في السما
من فرط ماعانوا الأذى وتحملوا
ماذا يقول الجاحدون لحقهم؟
والعدل في يوم الحساب الفيصلُ
شمس الحقيقة نورها متلألئٌ
مهما جنوا أو حًرفوا أو ضللًوا
تقواهمُ رسم الطريقً لأُمة
وكأنهم في الداجيات المشعلُ
رفدوا الأنام بنورهم ونقائهم
وبنهجهم ْ يرقى الدًليلُ الأمثلُ
الصبرُ عيل ً وطال سجني هاهنا
فمتى أليهم ياولائي أرحلُ؟
السلام عليك ياسيدتي وسيدة المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها ، السلام عليك ياممتحنة .. ألسلام عليك أيتها المظلومة الصابرة  أشفعي لنا  ياأعز أنسانية عند نبي البشرية يوم لاينفع مالٌ ولا بنون ألا من أتى اللهُ بقلب سليم . وآنذاك يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر وسوف يعلمون حيث الخزي والعذاب المقيم.
 ولك أيتها الأخت المسلمة في شخصية فاطمة الزهراء البتول ع بضعة الرسول الكريم محمد ص المثل الأعلى في ذلك والله من وراء القصد.
السويد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5037
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19