• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشيخ عبد اللطيف المحمود وطائفيته المقيتة .
                          • الكاتب : محمد البحراني .

الشيخ عبد اللطيف المحمود وطائفيته المقيتة

على وقع الثورتين الشعبيتين العظيمتين الشريفتين، التونسية والمصرية ، اللتين امتدت آثارهم إلى بقية أرجاء الوطن العربي، اندلعت الثورة الشبابية في البحرين في الرابع العشر من شهر فبراير مطالبة ذات المطالب نفسها التي طالبتها كل من الثورتين ، الكرامة، والعيش الكريم، والإصلاح السياسي من أجل مشاركة حقيقية في اتخاذ القرار وإدارة شئون البلاد ووقف نهب خيرات البلاد من قبل المتنفذين والمفسدين، فما كان من الحكومة التي كانت توصد كل أبواب الحوار، وترفض المقترحات النيابية والتعديلات الدستورية المتدنية، إلا أن واجهت ذلك بالعنجهية والقوة والبطش، مستخدمة الرصاص الحي ظناً منها أنه الأسلوب الأنجح لوقف التحركات المطلبية وإخراسها، رغم أحقيتها وسلميتها المطلقة التي فاقت سلمية الثورتين التونسية والمصرية، وشهد لها بذلك العالم بأسره حتى أصدقاء الحكومة نفسها ، كأمريكا وبريطانيا .
عند الثالثة فجراً من صباح يوم الخميس الموافق 17/2/2011 تسللت قوات الأمن المدججة بالسلاح وطوقت الدوار، ودون سابق إنذار أمطرت المحتجين النائمين من رجال ونساء وأطفال عزل، وبدون رحمة بوابل كثيف من الغازات الخانقة والرصاص ، مريدة بذلك الانتقام وإلحاق أكبر أذى بالمحتجين ، وقد خطط لذلك بأن يكون تحت جنح الظلام  من أجل إخفاء آثار الجريمة  عن العالم، ولكن جاءت الرياح بما لات تشتهي السفن، فما أن أشرقت الشمس حتى انتشرت أخبار الجريمة وبسرعة مذهلة  إلى كل بقاع العالم بتفاصيلها المصورة ، فشجب من شجب واستنكر من استنكر من الشرق والغرب بمن فيهم حلفاء الحكومة ، فأصبحت الحكومة في موقع الضعف والهزيمة  أمام مطالب الشعب، فما كان منها إلا الاستنجاد واللعب بلعبة الطائفية للخروج من هذا المأزق ، فكانت الاستجابة منكم يا فضيلة الشيخ سريعة ، وكانت هذه الاستجابة صدمة لمن كان يعول عليك بأنك الشيخ العاقل المعتدل ، وكم  كانت هذه الاستجابة  يا شيخ، ظالمة بحق المظلومين والمحرومين من أبناء هذا الوطن سنة وشيعة،  أصحاب الحقوق المسلوبة؟
لقد تفاؤلنا بتجمعكم الأول \"تجمع الوحدة الوطنية\" ، وخطبة الجمعة 25/2/2011 التي ركزتم فيها على حرمة قتل النفس، ثم جاء الخطاب الثاني لتجمعكم ، ليبدد تلك الأحلام ويعلن انحيازه الكامل للحكومة الظالمة، في مقابل مطالب المحرومين ، فكنت بذلك للظالم عونا وللمظلوم خصما ، لا على أساس عقل ومنطق وإنما على أساس أنه لا يجوز الخروج على ولي الأمر وإن كان ظالما وفاسقا وشاربا للخمر، ولا نعلم لو كنت يا فضيلة الشيخ في مصر وتونس ستتخذ نفس الموقف ذاته أم لا؟
لقد كان خطابكم الثاني في \"تجمع الوحدة الوطنية\" 2/3/2011 خطابا طائفيا بامتياز ، ففيه توعدت بالويل والثبور من المعتصمين في الدوار، فطلبت بفك هذا الاعتصام بالقوة ، وفيه ألبة نفوس أهل السنة الأحبة على نفوس إخوتهم الشيعة المطالبين بحقوق الشعب بأسره ، ولم يكن موقفك هذا لنصرة حق وإنما لنصرة باطل أنت أعرف به من غيرك ، فكيف تتمسك بحكم وتقول بشرعيته،  قد ثبت فساده ، أليس هذا الحكم من نشر الدعارة في ربوع الوطن، وسمح  ببيع وشراء وتناول الخمر؟،و أليس هذا الحكم من نهب خيرات العباد والبلاد؟ ، فدمر البحر ونهب أراضيه، وأليس ملف تقرير سرقة الأراضي الذي ناقشه البرلمان وغيبته الحكومة أكبر دليل على ذلك؟.إن إعلانكم التمسك بهذا النظام ، يا فضيلة الشيخ، ما هو إلا  إعلان عن رفض مطلب الملكية الدستورية ، ورفض لحق الشعب في انتخاب حكومته، فأي حق هذا الذي تدافع عنه ؟ وأي حوار هذا الذي تريدون المشاركة فيه ؟
كم هو مخجل يا فضيلة الشيخ، بأن تصف التعديل الوزاري  العليل بأن له وقع سيئ في نفوس تجمعكم وأنه لا دخل لكم في هذا التعديل، في إشارة أن الوزراء المعينين هم من الشيعة، أليس هذا إلا شحنا طائفيا؟، ما المشكلة في أن يكون الوزراء من السنة أو الشيعة، بشرط الكفاءة والإخلاص؟، أي تعايش هذا الذي تدعو إليه؟، وكم هو مخجل الأمر،أن تقول يا فضيلة الشيخ ،أن ما يجري في البحرين ليس تعبيرا سلميا، في وقت يشيد العالم  بسلمية وحضارة أسلوب الاحتجاجات، أليس هذا إلا كذبا وافتراءاً ، وأن تجمعكم هو الغير السلمي لأن فيه تحريض على الطرف الآخر؟!.
ولماذا يا فضيلة الشيخ، تصف اعتصام المعلمين والأطباء، بالطائفية، وتأمر بمعاقبتهم، أليس من حق هؤلاء أن يعبروا عن استنكارهم لما جرى في يوم الخميس الدامي؟ ،أليس من الواجب والإنسانية أن تشجب وتأمر بمعاقبة وزير الصحة  الذي منع إسعاف الجرحى؟، ثم أن طائفية التربية ليست في الاعتصام ، بل في التوظيف ،فاذهب إلى أروقة الوزارة ومكاتبها وفتش من الذي يعمل فيها،ولمن تتم الترقيات؟ ،ولماذا طابور المعلمين العاطلين يمتد إلى سبع سنوات وأكثر؟، أليست هذه هي الطائفية بعينها؟
ولماذا أغضضت البصر عما  تقوم به هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين من شحن طائفي، وطالبتها بالكف عن ذلك، لحفظ أمن الوطن والمواطنين، وأما بخصوص تعطل مصالح الناس، فليتك تحدثت ودافعت من قبل عن مصالح الناس الإسكانية وغيرها المعطلة لأكثر من عشرين سنة، وإن تعطيل  هذه المصالح ما هي إلا إفرازات الحكم الفاسد طوال عشرات السنين، فهو من يتحمل هذا التعطيل، لا المظلوم المطالب بحقوقه، ثم إن كانت لديك مطالب مالذي منعك من المطالبة بها ، ألم يخلقك الله حرا يا فضيلة الشيخ؟
لقد نصحت يا فضيلة الشيخ وكانت نفسك أولى بهذه النصيحة من غيرك، وعجبي لقولك بعد كل هذا التحشيد الطائفي بأنك  \"ستعمل على منع الاحتقان الطائفي ابتغاء مرضاة الله تعالى\"
ما رضينا  يا فضيلة الشيخ بأن توضع نفسك في هذا الموضع الطائفي، وأن تتحمل مسئولية تبعات هذا التحشيد أمام الشعب،وأمام الله، التي كانت بداية تداعياتها خطاب النائب السابق محمد خالد، وأحداث مدينة حمد، والبسيتين، والاعتداء على المحال التجارية، ولكنك قد رضيت لنفسك ذلك، فاتقي الله في نفسك ، فإن الحياة فرصة.
إن موقفك هذا يا فضيلة الشيخ لا يعبر عن موقف الكثير من أحبتنا وإخواننا أهل السنة، فهناك الكثير من الشرفاء الذين لا يبيعون مواقفهم النبيلة، واعلم أننا لن ندخر  أي جهد للدفاع عن حقوقهم وحمايتهم ، لأن أنفسهم أنفسنا، وأنفسنا أنفسهم.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5035
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19