• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إعادة الحق إلى نصابه: التداولية مرة أخرى .
                          • الكاتب : د . حميد حسون بجية .

إعادة الحق إلى نصابه: التداولية مرة أخرى


    سبق وأن نشرنا من هذا المنبر موضوعا للاعلان عن موضوع نشره ثلاثة باحثين عن دور العرب في نظرية الفعل الكلامي لدى الغرب. واليوم نورده بشيء من التفصيل.
    ولإثبات ذلك قام فريق من الباحثين من جامعتي بابل والكوفة بنشر بحث في إحدى المجلات الأجنبية المتخصصة في البحوث اللسانية الحديثة وهي مجلة Open Journal of Modern Linguistics(OJMJ)  نُشر في عددها الصادر في شهرآذار من هذا العام 2014، أثبت فيه ذلك الفريق المكون من الأستاذ الدكتور فريد حميد الهنداوي والأستاذ الدكتور حميد حسون المسعودي والباحثة رامية فؤاد عبد العزيز، أن نظرية الفعل الكلامي(أو التداولية) التي يتبناها الغرب حاليا كان لها ما يماثلها في تراث مدرسة النجف الفقهية، وقد ظهرت بوقت سبق ظهور ونشر النظرية الغربية بوقت ليس بالقصير. 
    يتكون البحث من مقدمة وفصل حول نظرية الفعل الكلامي الغربية يليه فصل حول نظرية الفعل الكلامي العربية، ثم قول عن نظرية الفعل الكلامي لدى فقهاء مدرسة النجف، تليه مقارنة بين النظريتين الغربية والعربية، تتبعها استنتاجات.
     ومن أجل أن يكون القارئ الكريم على اطلاع وعلم بالموضوع، نقدم فيما يلي ترجمة لمقدمة البحث وللقسم الخاص بنظرية مدرسة النجف.
 
المقدمة: نظرية الفعل الكلامي نظرية تداولية واسعة الانتشار كانت ولا زالت هدفا للبحث منذ ظهورها الواسع لدى الغربيين أول مرة عام 1962 ولحد الآن. فأي بحث في حقل التداولية، سواء أكان أطروحة أو كتابا، لابد له من أن يشير إليها، أو إلى بعض من أجزائها، بطريقة أو بأخرى، مما يدل دلالة واضحة على أهميتها في ما يُكتب في حقل التداولية.
   ويذكر أهم متتبعي النظرية وأتباعها أنها ولدت على يدي الفيلسوف الألماني وتكنشتاين، لكنها اصطبغت بصبغة لغوية على يدي أوستن وسيرل فيما بعد.
   على أن البحث الحالي يجعل من أولوياته إثبات أنه لم يكن وتكنشتاين أول من بذر بذرتها الأولى، وإنما هنالك آخرون ممن سبقوه(ومن جاءوا بعده) اشتركوا في ذلك: إنهم العلماء العرب. لذا فهذا البحث يبدأ بإلقاء نظرة على أهم الأفكار الأساسية للنظرية الأصلية التي اقترحها أوستن ثم طورها سيرل. وفي القسم الثاني يقدم البحث النظرية العربية، ومن ثم يعرض إلى مقابلة النظريتين.
  وقد أثبتت مقابلة النظريتين أن العلماء العرب قد قدموا هذه النظرية قبل نظرائهم الغربيين. يضاف إلى ذلك، هنالك اختلافات بين النظريتين تجعل من النظرية العربية أكثر نضجا من نظيرتها الغربية.
       
وفيما يلي ترجمة الجزء الخاص بنظرية الفعل الكلامي عند فقهاء مدرسة النجف:
   يقدم هذا القسم شيئا مختلفا، لكنه متمم لما جرت مناقشته سابقا. فهو يركز على الفكرة القائلة أنه لا يوجد تقسيم للأفعال الكلامية من قبيل: (خبر) و(إنشاء)، وذلك لأن النوعين يصدران دون أن يضفيا على نفسيهما أو يلائما قيمتي  الصواب والخطأ. إضافة إلى أن كل ما يصدره المتكلم يمكن أن يعتبر (خبرا) أو (إنشاء) وفقا لمعايير معينة. وسنبرهن فيما يلي على أن هذه الفكرة سبقت ما قدمه أوستن عام 1962. يتناول جمال الدين(1980: 258-75) والخليفة(2007: 335-55) بالتفصيل تلك الأفكار التي قدمها الرواد. وهؤلاء هم: الخراساني(1839-1911) والأصفهاني(المتوفى عام1941) والخوئي. فهم أسسوا، كما يؤكد الخليفة(المصدر السابق) ما يسمى مدرسة النجف للخبر والإنشاء. ومن الجدير بالذكر أن الأفكار التي قدموها، ولاسيما ما قدمها كبيرهم الخراساني، قد سبقت الأفكار التي قدمها أوستن، لأن الخراساني توفي عام 1911، أي في نفس العام الذي ولد فيه أوستن(المصدر السابق). على أن البحث الحالي يقدم وجهات نظر الخراساني فحسب، وذلك لأنه رائد تلك المدرسة، وأن أفكار الفقيهين الآخرين بنيت عليها، إن لم تكن مأخوذة منها. ويمكن تلخيص أفكار الخراساني كما يلي: فهو يناقش ما يسمى (وحدة المدلول): وهي أن للقول نفس المدلول(وهذا هو locutionary act في النظرية الغربية) سواء أكان القول خبرا أم أنشاء. لكن ما يميز أحدهما عن الآخر هو ما يبرزه الخراساني على أنه (الداعي-أو دواعي الاستعمال)(force)، الذي يقابل illoctionary act عند الغربيين. ويستنتج الخراساني من ذلك أن ما يجعل القول خبرا أو أنشاء هو ليس عملية قوله(locutionary act ) وإنما يكمن ذلك في  (الداعي) لذلك القول مما يجعله خبرا أو إنشاء. كما أن الخراساني يدرك أن داعي القول شيء خارج عن مجرد نطقه أو التفوه به. وهذا يعني أن الخراساني، كما يقول الخليفة(المصدر السابق)، كان أول من أدرك أن داعي القول يمكن تحققه من خلال الاحتكام إلى بعض الصفات الخارجة عن اللغة: كالسياق الموقفي وقصد المتكلم وما إلى ذلك. وبمعنى آخر، يؤكد جمال الدين(276:1980) أن الفقهاء كانوا أول من ميّز بين القول(والذي أسموه المنطوق) والداعي(الذي أسموه المفهوم).
    ويؤدي بنا هذا إلى الاستنتاج الذي لا لبس فيه أن الخراساني كان  أول من حمل على تقسيم أقوالنا إلى (مقولات خبرية-أخبار) و(مقولات إنشائية-إنشاءات)، لأن كليهما له عنصر قول(اللفظ) وعنصر فعل(الحدوث-أوالأثر). وهذا ما يعطي الخراساني أسبقية على أوستن فيما قدمه من  إيحاء بأن كل ما نقوله هو إنما أداء لنوع معين من الأفعال الكلامية اعتمادا على مقاصدنا.
      ويمكن القارئ أن يجد الموضوع كاملا على الرابط التالي:
The Speech Act Theory in
 English and Arabic
http://www.scirp.org/journal/ojml
  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50234
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19