• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نوستراداموس يتحدث عن مقتل الحسين ع .
                          • الكاتب : سليمان علي صميدة .

نوستراداموس يتحدث عن مقتل الحسين ع

(كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء)

 

من حديث لأمير المؤمنين ع  جاء فيه : « فوالذي نفس علي بيده ، لا تزال هذه الاُمّة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة ، وعسف وجور واختلاف في الدين ، وتغيير وتبديل لِما أنزل الله في كتابه ، وإظهارٍ للبدع ، وإبطالِ السنن ، واختلاف ، وقياس مشتبهات ، وترک محكمات ، حتّى تنسلخ من الإسلام ، وتدخل في العمى والتلدّد والتكسّع...».

هناك خمس رباعيات موضوعها الرئيسي هو مسير الحسين ع إلى العراق و قتله في كربلاء و هي 79/3  و 81/3 و85/3 و20/4  و28/6  حيث ذكرت المدينة 5 مرات  و أشير مرة واحدة إلى مكان كنسي مسيحي قرب كربلاء وذكرت الصحراء 3 مرات( و لا وجود للصحراء في أوروبا ) و الحسين ع   4 مرات لغزا أو وصفا و القتل 5 مرات إما تصريحا أو رمزا . و أشير رمزا مرة واحدة  إلى شيخصيتين أخريين هما مسلم بن عقيل و عمر بن سعد  و ذكر الماء مرة واحدة . 

 

نشرح الرباعيات المتعلقة بهذا الأمر و نرتبها حسب التسلسل التاريخي  للأحداث :

4,20

Paix uberté long temps lieu loüera,                 كان  ينشد السلام و الحرية في كل وقت و مكان 

Par tout son règne desert la fleur de lys,كل أهل زهرة الزنبق في الصحراء                     

Corps mort d’eau, terre là l’on apportera       يموتون عطشا اذ يدفعون إلى هذا المكان         

Sperants vain heure d’estre là ensevelis.  يتمنون أن  يدفنوا هنا في ساعة غير عادية             

كان الحسين ع حريصا على إقامة الدين و العدل و الحرية بعد استشهاد الحسن ع . و كان مجيء يزيد بسكره و عربدته و كفره الصريح  و تهديده بالقتل كل ذلك جعل الحسين ع يأخذ جميع أهله و يذهب مودعا الكعبة ثم يتوجه نحو الكوفة  شاقا الصحراء و قد أشار البيت الثاني إلى ذلك . 

بعد وصول الحسين إلى كربلاء , خطب في أصحابه وأهله: (  أمّا بعد  فإنّ الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معائشهم ، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون . ثمّ قال لهم : أهذه كربلاء ؟ قالوا له : نعم ، فقال : هذه موضع كرب وبلاء ، هاهنا مناخ ركابنا ، ومحطّ رحالنا ، ومسفك دمائنا .) وبلفظ آخر قال : ( ما اسم هذه الأرض ؟ فقيل : كربلا. فقال : انزلوا، هاهنا والله محط ركابنا وسفك دمائنا، هاهنا والله مخط قبورنا، وهاهنا والله سبي حريمنا، بهذا حدثني جدي .)

و عبارة fleur de lys  كما سنشرحها لاحقا تعني علي و فاطمة ع   و معنى البيت  أن كل أبناء آل البيت يوجدون في الصحراء . ثم تنتقل  الرباعية إلى ما قبيل الواقعة حيت هناك أجساد موتى من الماء و هو إشارة  إلى العطش القاتل التي عرضت له أجسادهم الطاهرة بعد منع الماء عنهم. و الحسين ع و أصحابه واثقون من الشهادة في سبيل الله فيدفنون جميعا هناك. وقال ع :( إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلا سَعادةً ، وَالحَياةَ مَع الظالمين إِلاَّ بَرَما.ً) و هذا ما حصل بعد أن شاهد كل واحد منهم مقامه في الجنة رؤية و عيانا لذلك  كانوا يندفعون إلى القتال بحماس غيبي لا مثيل له و لا نظير.

3,85

Par cité prinse par tromperie et fraude,              لأن المدينة افتكت بالخداع و المكيدة

Par le moyen d’un beau jeune attrapé,و لأن الشاب الوسيم قد قبض عليه               

Assaut donné Raubine pres de Laude,ابتدأ الهجوم و روبين قرب موقع كنسي            

Luy, et tous morts pour avoir bien trompé.قتل هو و جميع من معه لأنهم خدعوا بإتقان 

 

 المدينة المذكورة في البيت الأول هي الكوفة التي سيطر عليها الكوفيون  و استطاع عبد الله بن زياد استرجاعها بالمكر و الخديعة و الترهيب و السيطرة عليها  من جديد.أما الشاب الوسيم الذي قبض عليه فهو مسلم بن عقيل بن أبي طالب  و زوجته: رقية بنت علي بن أبي طالب . ولد في المدينة المنورة سنة (22 هـ) ;و قتل سنة 60 ه الكوفة  فعمره 38 سنة إذن فهو شاب كما ذكرت الرباعية .  و هو محارب شجاع  و كان  مثل الأسد، وكان  من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت". و كان  يشبه الرسول محمد ص في جماله و بهائه فعن أبي هريرة قال: "ما رأيت من ولد عبد المطلب أشبه بالنبي (ص) من مسلم بن عقيل. ) و الرباعية ذكرت الشباب و الجمال بدقة .

 و هو مبعوث الحسين  ع إلى الكوفة للاطلاع على حال أهلها إلا أن  الكوفيين قد غدروا به و خذلوه بعدما استقبلوه بترحاب و تأييد. و كان قد خرج من مكة إلى الكوفة يصحبه دليلان  كوفيان، فتاهوا  في الطريق ومات الدليلان   عطشا إلا أن  مسلم وصل سالما..

و لمعاوية و يزيد مستشار مسيحي اسمه سرجون أشار على يزيد بتأمير ابن مرجانة على الكوفة و بقتل الحسين و لو كان متعلقا بأستار الكعبة و كان الأمر كذلك . و تشير المصادر التاريخية أن ابن مرجانة دخل الكوفة متنكرا في زي يشبه زي الحسين ع فرحب به الكوفيون  . و لما دخل قصر الإمارة كشف عن وجهه ثم بث الجواسيس ليخوفوا الناس من  بطش الجيش الأموي و استطاع بهذه الحيلة أن يسيطر على المدينة. فخذل الكوفيون مسلم بن عقيل و تركوه وحيدا. وتمكن محمد بن الأشعث من القبض عليه غدرا بعد أن  أعطاه الأمان  فقبل ابن عقيل ذلك . و دمعت عيناه عند اعتقاله فهون ابن الأشعث عليه فقال له مسلم : "إني والله ما لنفسي أبكي، ولا لها من القتل أرثي، ... ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي، أبكي لحسين وآل حسين ".  ثم أمر ابن مرجانة برميه من فوق القصر في 9 من ذي الحجة 60هـ.

كل الوقائع الماضية سجلها نوستراداموس في بيتين.

و في البيت الثالث هناك شخص اسمه (Raubine ) سيكون بجانب مكان اسمه Laude) ) و عندها يتعرض لهجوم . هناك تلغيز لاسم الشخص  و ليتضح الاسم نغير الحرف الكبير R و نعوضه بـ H و هناك تشابه بينهما في الرسم . ونعوض (b)  بـــــ(c) و هما متتاليان في الترتيب الأبجدي الفرنسي عندئذ ينجلي الاسم الملغوز :  Haucine  أي حسين و(au )  هي( o) و هي هنا الضمة فوق الحاء . و يكون معنى البيت : 

بعد أن ألقي القبض على الشاب الوسيم  /  يقع الهجوم على الحسين بجانب Laude)).

ماذا تعني الكلمة الأخيرة Laude)).؟ إنها تطلق على نوع من التراتيل المسيحية الصباحية . فما علاقة التراتيل الكنسية بكربلاء ؟ 

فال الحسين ع في خطبته التي خطبها بمكة قبل خروجه إلى العراق : (كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء.) و الناووس مقبرة المسيحيين، أو الحجر المنقوش الذي يوضع فيه الميت،و كلمة ناووس هي آثار قرية قديمة قرب كربلاء كانت سكنا للمسيحيين سابقا. وعن الجواد(ع) في عوذة كتبها لابنه الهادي(ع): «و من شر من يسكن.. الكنائس والنَّواويس».  وتحتضن كربلاء أقدم كنيسة في العراق ويعتبرها الكلدان الأقدم في الشرق كله .. و تقع في (الأقيصر) وتزخر برسوم متعددة الأشكال ، و على جدرانها كتابات أرامية تعود إلى القرن 5 م قبل الإسلام . 

 و قد تحدثت النبؤات عن شهيد الفرات . تقول  أيزابيل بنيامين ماما آشوري :

 ((و عندما تتفق الكتب المقدسة على ذكر حدث معين فهذا يعني أن  لهذا الحدث تأثيرات كبيرة على البشرية في مستقبلها وهي تقع ضمن دائرة التخطيط الإلهي الذي رسمه لهذا العالم.  اذهب وابحث عن تلك النووايس وهي لا تزال تحمل الصلبان  شواهد على حضورهم لنصرة من قتله أهله وناسه وعشيرته، لترى كم مات هناك من المسيحيين وهم ينتظرون ذلك المقدس المذبوح مئآت السنين في الصحراء لكي ينصروه .. ولكنهم ماتوا جميعا ولم يقتل معه سوى اثنان  أدركوه . وآخر لم يدركه ذلك هو الجندي المجهول الذي وصل إلى كربلاء بعد مقتل الحسين فرجع للبصرة وطلق خطيبته وبنى له بيتا من القصب و أخذ يندب الحسين ليل نهار وهو يضع على الكوخ راية مضمخة بالدماء وجدها في مسرح الجريمة في كربلاء. لم يتحدث التاريخ إطلاقا عن ذبيحة عند نهر الفرات، أريد بها وجه الرب الله إلا الإمام الحسين بن علي ، الذي أراد إعادة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.  وفي الكتاب المقدس نص غريب سألت عنه الكثير من علمائنا وراجعت التفاسير و تواطأ الجميع على السكوت حتى التقيت بالبطريارك صبيح بولس بيروتي وسألته عن ذبيح على شاطئ الفرات من يكون . فنظر إلي مليا ثم قال : لولا أنك مسيحية باحثة في علم اللاهوت وأن  هذا ضمن دراساتك ما أجبتك على سؤالك ولكني سأجيب. قال :  أولا:..استطعت أن  أحصر منقطة الحدث في صحراء تقع قرب  بابل. الثاني : حتى يومنا هذا لم تتحقق هذه النبوءة إلا مرة واحدة.  قلت له : وأين المكان  ومن هو الذبيح؟  قال : إن النبوءة تتحدث عن (ابن نبي) وهو سيّد عظيم مقدس اسمه (إله سين ). 

 ولما سألت الأب بطرس دنخا عن كلمة (إله سين ) قال : إن  العرب في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء . فتصبح (الحسين) . هذا هو المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلق بابن نبي مقدس جدا وهو سيكون سيّدا في السماء.

.... مع أن  النص واضح لأنه يُشير إلى معركة مصيرية بجانب شط الفرات في أرض (كركميش) من أجل إرجاع خلافة مغتصبة لأن النص يقول بأن هذا السيّد ذهب ليرد سلطته . و في معجم الكتاب المقدس تعني(كركميش) كربلاء فمن هذا السيد الذي ذُبح بجانب شط الفرات؟ ولماذا  يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة بهذا الوصف المخيف وكأن  مصير البشرية يتوقف عليها ؟ ...إنها نبوءة لم يستطع أحد أن  يغيرها منذ آلاف السنين لم تتحقق إلا في الإسلام من حيث المكان والشخص المقتول .

جاء في سفر إرمياء النبوءة التالية وهي تحكي عن المستقبل البعيد حيث كان  وصف إرمياء النبي مهيبا رهيبا: ( أسرجوا الخيل ، واصعدوا أيها الفرسان  وانتصبوا بالخوذ أصقلوا الرماح ألبسوا الدروع . لماذا  أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء ، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين ، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات ) و عن أسباب ذهاب هذا السيد إلى ذلك المكان  تقول النبوءة : (ذهب ليرُد سلطته إلى كركميش ليُحارب عند الفرات في الصحراء العظيمة التي يُقال لها رعاوي عند الفرات ). وكلمة كركميش تعني كربلاء ، وكلمة رعاوي هي الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود بابل إلى عرعر والتي يسميها الكتاب المقدس (رعاوي) وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب اسمه النواويس .و الأب أنطوان  يوسف فرغاني يقول : بأن  أكثر أهل الكتاب دفنوا في هذا المكان  لأنهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه لأنه مقدس جدا ، ولكن قدومه تأخر وماتوا وهم ينتظرونه ، ولذلك لم يُقتل مع هذا المقدس سوى نصارى اثنين يُقال أنهم اعتنقوا دين هذا المقدس. لم يصف أحد من شخصيات الأديان  نفسه بأنه هو المذبوح هناك على ساحل كركميش حيث الصحراء بينما الحسين عليه مراحم الرب وبركاته هو فقط من وصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وأنه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء حيث قال : (ما مررت في هذا المكان  إلا وتصورت نفسي أني المذبوح حتى ذبح الحسين فقلنا هذا هو لأننا نروي أن  ابن نبي يُذبح في هذا المكان ) . (ولمّا أسلم كعب وقدم جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم الّتي تكون في آخر الزمان  و يخبرهم بأنواع الملاحم والفتن ثمّ قال: نعم ، وأعظمها فتنة وملحمة هي الملحمة الّتي لا تنسى أبداً ، وهو الفساد الّذي ذكره الله في الكتب ، وقد ذكره في كتابكم بقوله:( ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ وإنما فتح بقتل هابيل ، ويختم بقتل الحسين ) ( مقتل/ الخوارزمي ج 1 ص 162) .

إذن الكتب الدينية القديمة تنبأت بمقتل الحسين مؤكدة بذلك أن له  تأثيرات كبيرة على البشرية في مستقبلها تقع ضمن دائرة التخطيط الإلهي الذي رسمه لهذا العالم. 

و لا شك أن المنجم قد اطلع عليها فاستعمل كلمة Laude  باعتبارها تراتيل كنسية للإشارة  إلى الكنائس المسيحية( النواويس) الموجودة قرب الفرات حيث كانت ترتل فيها الصلوات و التي كان مسيحيوها ينتظرون شهيد الفرات (كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء) لكي يحظوا بالشهادة معه و لم يفز بهذه المرتبة إلا اثنان فقط من الأخوة المسيحيين أسلما وقتئذ  و ثالثهم تخلف قدومه بعض الوقت فشاهد الدماء هنا و هناك . و كاد أن يقتل عندما اعترضه جيش أموي  قبل مقتل الحسين و لما عرف مقصدهم  قال لهم :( لو كان لدينا ابن بنت  نبي لوضعناه فوق رؤوسنا ). و كم هو الأمر محزنا أن يتقحم و يتجاسر عرب مسلمون قديما و حديثا  فيعتبرون خروج الحسين ع تمردا على السلطة بينما الأخوة المسيحيون  قديما و حديثا يعتبرون هذا القتل جريمة و كارثة لا مثيل لها . ولا شك أن الذؤبان  والكعبيون و العاصون و الدهاة و العجول و النعاثل و الملاجم و اليزيدون و الخوارج ينتمون إلى صنف من البشر هم الأشقياء  القاتلون للأنبياء و أبناء الأنبياء .

6,82

Par les deserts du lieu libre et farouche,في الصحاري المكان  الحر و المتوحش               

Viendra errer nepveu du grand Pontife :                   يأتي حفيد الحبر الكبير يسير تائها 

Assommé à sept avecques lourde souche,                   يجهز عليه سبعة بأعمدة ثقيلة

Par ceux qu’apres occuperont le Cyphe.        إنهم أولائك الذين سيسيطرون على سيف      

في هذه الرباعية هناك ذكر للصحراء و لا وجود لها في فرنسا و يصفها بأنها حرة أي لا يسيطر عليها أحد و متوحشة لأنها مصدر للموت عطشا و افتراسا . في هذا المكان يسير حفيد النبي العظيم nepveu du grand Pontife الحسين ع  هنا و هنالك دون وجهة لأن الأعداء يحاصرونه و يحولون بينه و بين الماء . و بعد أن استشهد كل أنصاره و بقي وحيدا أبدى شجاعة غريبة و قدرة على القتال عجيبة لا مثيل لهما مما جعل الأعداء يفرون منه زرافات زرافات . و لم يتمكنوا منه إلا باستعمال الحجارة ثم أجهزوا عليه و لا حول و لا قوة إلا بالله . هؤلاء هم الذين سيحكمون السيطرة على Cyphe و هي  تحريف لكلمة كوفة إذ  حرف C ينطق: ك  إذا ورد بعده حرفo    أوu  و ph هي ف :  Cyphe =  coupha = coufa= koufa 

3/81

Le grand criard sans honte audacieux ,الكبير ذو الصخب جريئ دون حياء        

Sera esleu gouverneur de l’armee:يعين قائدا للجيش                               

La hardiesse de son contentieux,                           نتيجة لصلافة الذي أمره

Le pont rompu, cite de peur pasmee.            الجسر تحطم ، رعب شديد في المدينة

 

هذه الرباعية تستغرب من شخص صخاب جريء لا يملك حياء سيكون قائدا للجيش . و المعني هو عمر بن سعد الذي رضي أن يكون أميرا لأحد المناطق مقابل قتل الحسين . و صلافته و جرأته هي مثل صلافة و جرأة ابن مرجانة الذي عينه قائدا لجيشه.

و في البيت الأخير هناك ذكر لتحطم الجسر و استفحال الخوف في المدينة . و استعمال عبارة (تحطم الجسر) تدل على معرفة دقيقة لمأثور آل البيت . إن المقصود بتلك العبارة هو بالضبط مقتل الحسين ع . و قد وصف آل البيت  الأئمة بالجسور أو المركب أو السفينة .

قال الباقر ع في حديث طويل: (و نحن الجسور و نحن القناطر من مضى علينا سبق و من تخلف عنا محق ) و إذا كان  المتخلف عنهم قد محق و هلك فكيف يكون مصير قاتلهم؟ 

الرباعية التالية هي الأخيرة التي تتحدث عن مقتل الحسين ع وتربط ربطا وثيقا بين هذا الحدث و النظام الدوري المأساوي للتاريخ و الأبيات الثلاثة الأولى من أروع ما قيل في الكلام البشري  : 

3,79

L’ordre fatal sempiternel par chaisne, القدرالحتمي المبرم الدوري                            

Viendra tourner par ordre consequent:يشرع في التحرك بنظام منطقي النتائج             

Du port Phocen sera rompue la chaisne,عند ميناء فوسين انقطعت السلسلة             

La cité prinse, l’ennemy quant et quant.    الأعداء الكثيرون الكثيرون يسيطرون المدينة

 

إن تتابع الأحداث في شكل نظام السلسلة و حركتها الدائرية يشبه إلى حد بعيد ما عبرت عنه أحاديث آل البيت  ع بنظام الخرز المتعلق بعلامات الظهور و تتابعها . فعقد الخرز أو السلسلة كلاهما دائري و تنتظم فيه الخرزات أو الحلقات بشكل منتظم و متتابع: 

( توقعوا آيات متواليات من السماء منظومات كنظام الخرز/ آيات تَتَابَعُ كنِظام بالٍ قُطِعَ سلكُهُ فَتَتَابَع . / نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا../ .. إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا .. / رايات متتابعات كأنهن نظام منظومات انقطعن فتتابعن ...)

و قد اتفقت الأحاديث و الرباعية في أكثر من كلمة أساسية :

* (عقد) الخرز = السلسلة =  chaisne *  نظام  =  ordre  *  قُطِعَ سلكُهُ =  انقطعت السلسة  =      .rompue la chaisne   

و تكرار الكلمات الأساسية يوضحه الجدول التالي و قد اكتفينا بالأحاديث السابقة مختصرة :

)عقد( الخرز = 3 /Chaisne=2

نظام منظومات = 7 /Ordre=2

متواليات التتابع = 6 /ordre= 2 // consequent = 1

القطع  = 2 /Rompue= 1

الفارق الأساسي أن الرباعية  تتحدث عن الأسباب التاريخية  المأساوية بينما  الأحاديث الشريفة  تتحدث عن آخر الزمان .

اسم العلم الوحيد في هذه الرباعية هو Phocen  و قد فسره البعض بمدينة مرسيليا الفرنسية باعتبارها فيينيقة الأصل . لهذه المدينة ميناء فيه سلسلة تقطع فيقع احتلال المدينة . حقا إنه لتفسير يدعو إلى الضحك . إذ ما علاقة قطع السلسلة بالقدر الحتمي الدوري الذي يتحرك وفقا لنظام منطقي النتائج . فبقدرما يكون هذا النظام الدوري قانونا تاريخيا حتميا شاملا يضبط أحداث التاريخ البشري و يرسم مآلها و يحدد نوعها و الذي نعبر عنه بالقضاء و القدر بمفهومه المأساوي بقدرما يكون حدث قطع السلسلة الحديدية تافها بسيطا لا معنى له . و حتى في الحروب قديما و حديثا لا نتحدث عن انخرام سلسلة بل نتحدث عن سقوط مدينة أو احتلال بلد أو هزيمة جيش أو مقتل قائد . و لكي ينسجم مطلع الرباعية مع نهايتها  يجب فك اللغز و تأويل النهاية لكي تتفق مع البداية.

      و لهذا الحرف وضع خاص في الفرنسية: p  ابتدأت الكلمتان  بحرف  port Phocen

-         إذا  تبع بحرف h    ينطقان  معا = ف .

-         هذا الحرف لا تسبقه أبدا  n   التي تعوض بحرف m الشفوية المخرج مثل p

-         إذا  ختمت به بعض الكلمات لا ينطق.

لقد اعتمد الشاعر على هذا الحرف المتقلب p ليقلب المعنى الحقيقي فيتغير المعنى بالكامل و يصبح النشاز بين مطلع الرباعية و نهايتها واضحا.  لو حذفناه من الكلمة الثانية لأصبح عندنا اسم معروف هو hocen   أي حسين . و لو عوضناه فى الكلمة الأولى بحرف m   لأصبح لدينا كلمة جديدة هي mort   و لو وضعنا هذه أمام تلك لوجدنا حدثا غير مجرى التاريخ و هو مقتل الإمام الحسين ع في 10 محرم  61 ه . و كان  بالإمكان  أن  يدك الزمان  و المكان  في لحظة واحدة لو قتل معه ابنه الإمام السجاد ع فينقطع نسل النبوة  بالتمام . لو حصل ذلك لساخت الأرض  بأهلها قال السجاد ع :( و نحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض  إلا بإذن الله). لكن الله سبحانه و تعالى حمى الابن الكريم فاستمرت الأرض  في الدوران  ريثما تحل الراجفة و الرادفة . و عندئذ سيعلم المجرمون أي منقلب ينقلبون.

 وهناك رباعية غامضة (7.24) لم ينكشف معناها تتكرر فيها تقريبا نفس الكلمات فالدفين يخرج من القبر و يعيد ربط السلسة بالقنطرة ثم ذكر شخصان أحدهما سقى الآخر سما . و لم ينجل المقصود لأنه قد اختفى وراء كلمات فرنسية  صعب الربط بينها و بين غيرها .إلا أن الإيقاع الصوتي قد يحيلنا إلى بعض الدلالات لكن ذلك ليس مقنعا . و الأكيد أن خروج الميت من القبر و إعادة ربطه للمبتور المقطوع  لا يرتبط أصلا بحدث فرنسي أو قريب منه إذ هناك إعجاز يتمثل في عودة الحياة للميت لا يقوم به إلا  سليل آل البيت ع بقدرة الله سبحانه و تعالى . و يبدو الميت الحي هو الذي سيكشف جريمة القتل بالسم .

7,24

L’ensevely sortira du tombeau,الدفين يخرج من القبر                               

Fera de chaines lier le fort du pont,يربط السلسة بقلعة القنطرة                      

Empoisonné auec oeufs du Barbeau,المسموم ببيض السمك                        

Grand de Lorraine par le Marquis du Pont.كبير لوران بواسطة مركيز القنطرة       

 

الاستنتاج :

لقد أدرك نوستراموس حقيقة الحدث و دوره و نتيجته المنطقية (consequent ) في إقحام الوجه المأساوي للقضاء و القدر على مسار التاريخ الذي ينتظر البشرية بعد سنة 61 ه . و أفعال البشر هي التي تحدد وجها من وجوه التاريخ إن  خيرا أو شرا  .

 

Du mort hocen sera rompue la chaisne  بمقتل الحسين انقطعت السلسلة.                    

 إن  ذلك النظام الحتمي كان  بالإمكان  التحكم فيه لو لم يحارب الرسول ص و لم يقتل الإمام علي ع و الحسن ع و الحسين ع و لم يسق بقية  الأئمة ع السم . ماذا  كان  سيحصل لو أطاع العرب أهل البيت طاعة كاملة  ؟ الجواب الذي لا يعرفه الكثيرون  هو أن  الجنة التي خرج منها آدم ع  كانت ستعود إلينا من جديد . لكن ذلك لم يحصل فكان  التاريخ عبارة عن وجه من وجوه الجحيم . و جنة آدم عائدة بإذن الله مع الإمام المهدي ع و لن ينالها إلا من يؤمن بأسبابها و مسبباتها قبل طلوع الشمس من مغربها و بعدها مباشرة لن تقبل التوبة أبدا .  

إن الحسين  ع هو حفيد الرسول الوحيد المتبقي على وجه الأرض  . و هو خامس أصحاب الكساء . و قتله جريمة أخلاقية و إنسانية و دينية تستوجب عقابا إلهيا لا نتصور حجمه . و لحكمة إلهية نزل جزء من العقاب فوريا و أجزاء أخرى تدريجيا في كافة مراحل التاريخ بعد الحدث الجلل . و العقاب الأكبر لا نعرفه و لا تدركه عقولنا .

و بمجرد أن  وقع الحدث تغير وجه السماء  وظهرت الحمرة في الأفق و لم تكن موجودة قبل ذلك  و ظهر تحت الصخور دم عبيط  في أماكن كثيرة من الكرة الأرضية. و الأمر تفطن إليه ملك الروم فأدرك السبب ( ولم تطمث امرأة  بالروم أربعة أشهر إلا وأصابها وضح ، فكتب ملك الروم إلى ملك العرب : قتلتم نبيا أو ابن نبي .).

و قال أبو العلاء المعري:

وعلى الأفق من دماء الشهيدين      علي ونجله شاهدان

فهمـا في أواخــر الليل  فجــران          وفي أولياتـه شفقــان

و فيما ما يلي  بعض ما حدث بعد مقتل الحسين ع:                

1 ـ لم تكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين 

2 ـ لم تبكِ السماء إلا على  يحيى بن زكريا والحسين ، وبكاؤها أن  تحمر .

-3 ـ اسودّت السماء اسوداداً عظيماً ، وظهرت الكواكب نهاراً وسقط التراب الأحمر، ومكثت السماء بلياليها كأنها علقة . 

-4 ـ مطرت السماء دما ، فأصبح الناس وكل شيء لهم مليء دماً ، وبقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت ، وإن  هذه الحمرة التي تُرى في السماء ظهرت يوم قتله ولم تُر قبله .

5 ـ- مكث الناس سبعة أيام إذا  صلوا العصر نظروا إلى الشمس على أطراف الحيطان  كأنها الملاحف المعصفرة من الحمرة، ونظروا إلى الكواكب تضرب بعضها بعضا .

6 ـ- جاء غراب فوقع في دمه ، ثم تمرّغ ، و طار فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين.

-7 ـ امتنعت العصافير عن الأكل يوم عاشوراء .

8 ـ- مكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما لطّخت الحيطان  بالدم من الفجر إلى الغروب  

9 -  ـ وُجد مكتوبا على بعض جدران  دير :

                  أترجو أُمة قتلت حسينا           شفاعة جده يوم الحساب

فلما سألوا راهبا عمن كَتَبه، قال : مكتوب ههنا من قبل أن  يبعث نبيكم بخمسمائة عام .

.10-  لما قتل الحسين وأخذوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة ليشربوا النبيذ خرجت عليهم يد من الحائط معها قلم حديد ، فكتبت سطرا بدم:

              أترجو أُمة قتلت حسينا            شفاعة جده يوم الحساب   

-11 ـ ما تطيّبت امرأة بطيب نهب من عسكر الحسين إلا برصت 

2 1- لم يبق ممن قتل الحسين إلا عُوقب في الدنيا : إما بقتل أو عمى أو سواد الوجه، أو 

زوال الملك في مدة يسيرة.

و من كتاب    The Anglo-Saxon Chronicle ذكر المؤلف أنه في سنة 685 م  أمطرت السماء دما... و تحول الحليب و الزبدة إلى دم  في بريطانيا

there was in Britain a bloody rain, and milk and butter were turned to blood.

إن  الشاعر حينما  فهم عمق الحدث  فهما سابقا لزمانه قد أظهر وعيا غريبا لأهم قوانين التاريخ  و إدراكا عجيبا للمقاصد الدينية الصحيحة و هذان  أمران  لا يعرفهما أغلب المسلمين فضلا عن غيرهم . لقد أدرك أن مقتل الحسين ( مصيبة ما أعظمها و أعظم رزيتها في الإسلام و في جميع السماوات و الأرض )  و هو ( رزية قد جلت و عظمت في الأرض  كما في السماوات) و أدرك ( أن أمة أسست أساس الظلم و الجور على آل البيت  و دفعتهم عن مقامهم و أزالتهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها) هي أمة قد انسلخت من المفهوم الإنساني الفطري للجنس البشري  و التحقت بأختها خلف قابيل في الدرك الأسفل من البشرية . هؤلاء جميعا هم أعداء الإمام المهدي و أنصار الأعور الدجال . لقد حبطت أعمالهم و نهبت أرزاقهم و تفرقوا إلى عشرات الدول و أصابتهم البلبلة في أعيادهم وأفكارهم و صبت عليهم الفوضى الخلاقة صبا صبا وتوسطتهم أختهم و ستسلط عليهم. 

               أترجو أُمة قتلت حسينا            شفاعة جده يوم الحساب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50180
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19