• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام المهدي ومشروعه الإنسانيّ .
                          • الكاتب : اسامة العتابي .

الإمام المهدي ومشروعه الإنسانيّ

عندما تجَول في روايات الإمام المهدي (ع) الخاصة بمشروعه الإصَلاحي القائم على الأرض تجد هناك بعض علامات الظّهور تتحدّث وكأنَّ الحرب سوف تكون بين السنّة والشّيعة وهذا ما يتمّ ربطه بالمجريات الّتي تحصل اليوم أي نحن "الشّيعة المؤمنين" - كما هو وارد في الأحاديث- والسنّة "الجيش السفياني" الّذين يريدون قتلنا فإلى أيّ مدى تخدم مثل هذه الأحاديث والمرويّات واقع المسلمين؟ وأين ما ننشده من التّقريب بين السنّة والشّيعة؟
 
أنّ مشروع الإمام المهدي(عج) هو مشروع الإسلام وهدفه تغيير العالم على صورة الحقّ والعدل ولهذا فإنّ العدوّ الأوّل للإمام المهدي هو الاستكبار العالمي الذي يمتصّ خيرات الشعوب ويستعبد الأمم والعدوّ الآخر للإمام المهدي هو الاستبداد والظلم وهذا ما يفسّر أنّ شعار المهديّ هو أنّه "يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً" فإذاً خصم المهديّ وعدوّه هو الجائر والظّالم سواء كان ظالماً "مسلماً" أو ظالماً "كافراً" أو كان ظالماً بوذيّاً ملحداً، أيّاً كان هذا الظّالم أو لونه أو دينه، والإمام المهديّ(عج) ليس لديه مشروع عشائريّ أو قبليّ مشروعه هو مشروع النّور وأن ينشر الرّحمة في العالم بأجمعه. إنّ الإمام المهديّ(عج) سوف يهتمّ بالمشرّدين والمستضعفين في مجاهل أفريقيا كما يهتمّ بالمؤمنين والمسلمين في ديار المسلمين وفي جزيرة العرب وسوف يهتمّ لصرخة كلّ مظلوم وأنين كلّ امرأة مضطهدة لأنّه كما نصّت الأحاديث الشّريفة الّتي تتحدّث عن عالم الظّهور فإنّه(ع) سوف ينشر العدل في ربوع الأرض حتّى "تصطلح السباع في ملكه" في تعبيرٍ مجازيّ عن الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والأمني والغذائي. وإنّ أحد أسباب المعاناة الّتي يعيشها الإنسان اليوم هو الاستئثار بخيرات الأرض من قبل جماعة قليلة من النّاس وعلى رأسها الإنسان الغربيّ الّذي يستأثر بمعظم خيرات الأرض والإمام(عج) سوف يضع حدّاً لهذا الظّلم وتلك الأثرة ويقول لكلّ العالم: إنّ هذه الخيرات والطّاقات هي ملك لكلّ سكّان الأرض وليست لجماعة دون أخرى. ولذلك فإنّي أعتقد أنّ تصوير مشروع الإمام المهدي باعتباره مشروعاً فئويّاً مذهبيّاً في مقابل المذاهب الإسلاميّة الأخرى لا يخلو من إساءة للإمام المهديّ(عج) من جهة ومن جهةٍ أخرى يمثّل خروجاً عن النّصوص الواردة في هذا المجال. أجل، إذا وجد في العالم الإسلاميّ من يقف في وجه مشروع العدل الّذي يحمل لواءَه الإمام المهدي أيّاً تكن هويّة هذا الشّخص المذهبيّة فسيكون خصماً للإمام المهديّ وعدوّاً له. ومن قال إنّ الشّيعة بأجمعهم سوف يقفون إلى جانب الإمام المهديّ؟ ومن قال إنّ السنّة بأجمعهم سيكونون أعداءً للإمام المهدي؟ هذا الكلام غير صحيح والصّحيح أنّ الإنسان في عصر الظّهور وفي كلّ عصر متعطّش للعدل عندما يرى حجّة بيّنة مع هذا الإمام(عج) تؤكّد صدقه فسوف ينقاد إليه وينضوي تحت لوائه ولهذا فإنّ الاصطفاف في عصر الظّهور ليس مذهبيّا بل هو اصطفاف على أساس المبادئ والقيم، ونحن رأينا أنّ المقاومة في لبنان ـ على سبيل المثال ـ عندما رفعت راية العدل ومواجهة الظّلم وتحرير العباد والبلاد من رجس الاحتلال فإنّ المسلمين السنّة ـ كما الشيعة ـ قدّروها واحترموا رموزها ورفعوا صورهم في كافّة أنحاء العالم الإسلامي فكيف إذا كان الرّمز الّذي يقود المسيرة هو الإمام المهديّ(عج). لذلك أقول لمن يحمل هذا الخطاب الّذي "يمذهب" مسيرة المهدي(عج): لا تسيئوا إلى الإمام وإلى مشروعه من حيث تتوهّمون أنّكم تحسنون صنعاً. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49998
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19