• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رؤيا تشريعية .. مجلس الاتحاد القادم والتمثيل اليهودي .
                          • الكاتب : قحطان السعيدي .

رؤيا تشريعية .. مجلس الاتحاد القادم والتمثيل اليهودي

     لقد عالج المشرع العراقي ضرورة تمثيل الأقليات في البرلمان العراقي بنظام (الكوتا ) للمسيحين والصابئة والايزيدين والشبك والتركمان وتغافل التمثيل اليهودي....وعلى الرغم من القرار التعسفي بإسقاط الجنسية العراقية وخروجهم من العراق مرغمين .. نعلم جيدا ان الغالبية ذات النزعة العلمانية لم تأخذهم الهجرة لإسرائيل جذبا لدوافع دينية باتجاه ارض الميعاد (مثلما روجت له مدارس الاليناس حينها) بل اختاروا بلادا اخرى للعيش فيها كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وهونج كونج وسنغافورة والهند وغيرها.
        وعلينا ان نفرق بين اسرائيل كدولة... (ودعمنا للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في الحل العادل وفق احكام القانون الدولي) .. وبين يهود العراق الذي أسقطت عنهم الجنسية العراقية لزاما وتهجيرهم قصرا ناهيك لما تعرضت اليه ممتلكاتهم تحت راية الفرهود ... في مشهد قد يكون مشابها لحال العراقيين الكرد الافيلية الذي أسقطت عنهم الجنسية وتم إجلائهم الى ايران.. وبعد عام 2003 عوضت الدولة ممتلكاتهم المصادرة بواسطة الهيئة العمة لدعاوى الملكية ... واستردت الجنسية العراقية لهم والكثير منهم دخل الحياة السياسية حتى أصبح وزيرا ونائبا في البرلمان.
 اما يجدر بنا السؤال: لماذا يهود العراق لم يصدر بحقهم قرار مشابه؟                                  ونعلم ان الشخصية اليهودية العراقية على مدى التاريخ اثبتت تلاحمها المجتمعي وانتمائها الوطني في جميع أنشطة الحياة الفاعلة والقدرة على البناء وإدارة عجلة الاقتصاد ونموها... وما ذهب اليه الكاتب يعقوب يوسف كورية ص 15 * "تدلنا كثير من المصادر التاريخية ان عددا كبيرا من العائلات اليهودية عاشت في أماكن المسلمين المقدسة مثل " كربلاء مدينة الحسين" وان دل ذلك فإنما يدل على مدى ترابط الطائفة اليهودية بالشعب العراقي ، وعلى مدى ما حظي به يهود العراق من تقدير واحترام من قبل المسلمين"
          ويقول حسقيل جوقمان"عراقي يهودي كاتب ومؤرخ"انه رفض الهجرة لإسرائيل وفضل العيش بلندن وهو لا يزال يتذكر حياته بالعراق ويصفها بأنها اسعد أيامه.
     وتعزيزا لما أسلفنا كونهم جزءا من الحراك الاقتصادي.. نتناول انموذجا لعائلتين كريمتين عراقية يهودية لهما الريادة في عالم المال والتجارة:
الاولى:عائلة داود ساسون وولده ديفيد ونفوذهما المالي والتجاري في بومباي ولندن حتى باتت تسميتهما روتشيلد الشرق... ولابد من ذكر حفيده الشاعر المبدع سيغفريد ساسون.
 الثانية: عائلة خضوري زلخا المالكة لسلسلة بنوك زلخا.. والتي نزحت الى الولايات المتحدة الامريكية لوس انجلوس .. حيث كانت تمتلك اول مصرف أهلي في العراق "بنك زلخا"الذي تأسس عام  1899 برأسمال مائتان وخمسون مليون دولار وقد تم استيلاء العراق على المصرف .. حيث ان عائلة زلخا تعتزم تقديم دعوى قضائية حول بنوكها المتروكة بالعراق، القاهرة، دمشق، بيروت منذ عام 1950 ويقول: عزرا زلخا لصحيفة " وول ستريت جورنال: انه لا يقوم بتقديم هذه الدعوى من اجل المال وإنما من اجل المبدأ الرأسمالي العقاري"
الأسباب العقلائية الموجبة لطرح الموضوع بغية التمثيل بمجلس الاتحاد: 
1- التمثيل التاريخي للأقلية اليهودية في المؤسسة التشريعية والتنفيذية في تاريخ العراق الحديث والتمثيل اللاحق بمجلس الاتحاد لا يأتي من فراغ.. وعلى سبيل المثال من الشخصيات اليهودية التي مارست تلك الوظائف .. مناحييم دانيال عضوا في مجلس المبعوثان "البرلمان" العثماني لتمثيل العراق وحسقيل ساسون وزيرا للمالية والقائمة تطول.
2- ويجدر بنا الإشارة ان الدستور العراقي النافذ وفق المادة (18) الفقرة ثالثاً (أ) (يحظر اسقاط الجنسية العراقية عن العراقي بالولادة ولأي سبب من الاسباب ويحق لمن اسقطت عنه طلب استعادتها)
3- حين يكون التمثيل بمحض الإرادة التشريعية للبرلمان العراقي .. يسجل سبقا  معنويا يجعل منه بوابة رضائية للتسوية بشأن العقارات العائدة للطائفة اليهودية تحت إدارة الهيئة العامة للأموال المجمدة وذلك نقلل درء المخاطر والخوض في إقامة الدعاوى امام المحاكم المختصة من قبل اليهودالمتضررين للمطالبة بالتعويض من الدولة العراقية بشأن الأموال العائدة لهم.
4- ويمكن الإشارة للجمهورية الاسلامية الايرانية التي اعتمدت تمثيل الطائفة اليهودية  في مجلس الشورى...تضمينا دستوريا كما جاء في المادة (13) نصها:
 "الإيرانيون الزرادشت، واليهود، والمسيحيون هم وحدهم الأقليات الدينية المعترف بها، وتتمتع بالحرية في أداء مراسمها الدينية ضمن نطاق القانون، ولها أن تعمل وفق قواعدها في الأحوال الشخصية والتعاليم الدينية".
5- وكذلك يمكننا الإشارة الى التجارب المصرية والمغربية واليمنية بعدم تسييس الحقوق المدنية للأقلية اليهودية... وهي تشكل جزءا من نسيجها الاجتماعي.    
   (ومن المفارقات الغريبة ان قسما ممن حضر لإسرائيل من يهود العراق احضروا مقيدين وذلك لرفضهم الهجرة وعند وصولهم قاموا بالاضراب عن الطعام من اجل العودة الى وطنهم العراق ، كما ان البعض الاخر منهم كان يفضل العيش في المناطق ذات الطابع العربي بإسرائيل مثل غزة، اريحا لتذكرهم بالبلاد التي رحلوا عنها.)*
Kahtan.alsaeedi@gmail.com
*يهود العراق تاريخهم، أحوالهم ، هجرتهم : عمان الأهلية 1998
*يهود عرب أصوات غير مسموعة ج1،ج2



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49981
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18