• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قاتـل الأطفـال .
                          • الكاتب : عبد الرضا قمبر .

قاتـل الأطفـال

سجل التاريخ حافل بالطغاة والقتلة والسفاحين الذين ذاقت الانسانية الويلات على ايديهم بداية من هولاكو وجنكيز خان وحتى هتلر وموسوليني ، اشتركوا هؤلاء المجرمين في تحمل مسئولية جرائمهم بل والتباهي بها باعتبارها من اكبر منجزاتهم ولم يحاول اي منهم نفي او انكار ما ارتكبه من مذابح ومجازر ضد الابرياء بل كان دائما يعتبرها وساماً على صدره وفقا لافكاره ومفاهيمه العدوانية والعنصرية البغيضة .
واحد فقط من هؤلاء السفاحين وجد لديه من الجرأة والوقاحة ما يدفعه لمحاولة التنصل من جرائمه وارتداء مسوح الحمل بدلا من الظهور أمام العالم في صورته الحقيقية كذئب شيطاني يذبح النساء والاطفال والشيوخ دون وازع من اخلاق او ضمير .
هذا الوحش .. أو بالأحرى المسخ الآدمي ، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو الذي استحق إدانة واحتقار كل الشرفاء في جميع أنحاء العالم بسبب جرائمه البشعه في غزة ، استجمع هذا السفاح كل ما لديه من صفاقة ليعلن على الملا تعاطفه مع المدنيين أطفال ونساء وشيوخ غزة بل وقدم تعازيه لأسرهم الذين فتكت بهم ومزقتهم طائرات ومدافع وصواريخ اسرائيل ، وتوهم السفاح الاسرائيلي ان البشر في كل مكان لا يرون ولا يسمعون ماداموا لا يتكلمون .. هكذا زعم ان الصواريخ الفلسطينية هي التي اسقطت على مستشفى الشفاء في غزة وهي التي مزقت الاطفال الفلسطينيين في أحد المتنزهات في اول ايام عيد الفطر وهي ايضا التي فتكت باطفال كانوا يلعبون الكرة على شاطيء البحر في غزة وقصفت المساجد والأسواق والمدارس التي حاول المدنيون العزل الاحتماء بها ، وهي الجريمة التي ارتكبتها المدفعية والطائرات الحربية الاسرائيلية وادانها بان كي مون سكرتير عام الامم المتحدة الذي طالب بتحقيق دولي في هذه المجزرة .
لم تتوقف الصفاقة عند هذا الحد .. انتهز نتنياهو فرصة مؤتمر صحفي عقده في اول ايام العيد ، بينما كانت قواته تقصف سيارات الاسعاف وتمنع اي محاولة لانقاذ ضحاياه او حتى انتشال جثث الشهداء ، لكي يكرر اكاذيبه الفجة بان الفلسطينيين هم من يعتدون على المدنيين الاسرائيليين رغم ان الغالبية الساحقة من قتلى اسرائيل كانت من الجنود المعتدين في غزة ، ولم تكن صواريخ المقاومة التي اطلقت على اسرائيل دون تأثير يذكر سوى محاولة يائسة من جانب القتيل في وجه المجرم القاتل .
ورغم كا ما فعله نتنياهو ، تؤكد كل التقارير أن أيامه في السلطة باتت معدومة ، وجاء قرار مجلس حقوق الانسان بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكي يدمغ جبينه الفاشي بوصمة العار ، واشارت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان الى جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل في غزة ، وارتفعت اصوات كل منظمات حقوق الانسان تطالب بمحاسبة هذا السفاح على جرائمة في غزة .
المحامية الامريكية شارلوت كيتس الناشطة في مجال حقوق الانسان أكدت ان جرائم غزة تأتي في اطار نظرية صهيونية للتخلص من الفلسطينيين وطردهم وسرقة اراضيهم وحرمانهم من ممارسة حقوقهم الوطنية والانسانية ، وهاجمت كيتس الموقف الامريكي وادارة اوباما إزاء العدوان واعتبرته المحرض الرئيسي للاحتلال الاسرائيلي العنصري وشريكه في كل الجرائم ضد الشعب الفلسطيني ، ودعت كيتس صراحة الى محاكمة نتنياهو كمجرم حرب وقاتل بنى مستقبله السياسي على التحالف مع افيدجورليبرمان وزير خارجية اسرائيل وغيره من العنصريين ومجرمي الحرب في اسرائيل .
لقد اختار نتنياهو طريق الدم لتحقيق اهدافه العنصرية البغيضة ولكنه لم يستوعب تجارب من سبقوه من الطغاة الذين اندفعوا بحماقة وغرور الى مصيرهم المحتوم .. احتقار العالم وكراهية البشرية ومزبلة التاريخ .
والله المستعان ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49489
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20