• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رحلة الى مرقد الصحابي حجر بن عدي رضوان الله عليه ج 1 .
                          • الكاتب : بهلول السوري .

رحلة الى مرقد الصحابي حجر بن عدي رضوان الله عليه ج 1

انهيت صلاتي في مرقد العقيلة وتوجهت الى دمشق لأبدء رحلتي الى بلدة عدرا الرحلة لم تكن شاقة بالمعنى الحرفي لكن القلق اصابني من عدم اتمام المهمة اواصابة احد منا كنت والسائق الذي اعرفه وهو يدخلني الى المنطقة لأنه لا يمكن الدخول لتلك المناطق الا من قبل أشخاص من الداخل تعرفهم وبما انني من المنطقة واعيش بينهم منذ ثلاثين عاما فلا جناح علي ان اقتربت من المنطقة خاصة وانه كان لي بيت هناك اقيم فيه وعائلتي قبل ان يستحله التكفيريين وان يصاب بعدد من القذائف التي هدمت بعض اجزاءه
آخر مرة كنت في مرج عذراء (بلدة عدرا) كانت في تشرين الثاني 2012حيث اقمت هناك فترة ثلاثة أشهر حالي كحال سكان دوما الذين فروا اليها من جراء سطوة التكفيريين والإشتباكات التي كانت تجري بين فينة واخرى بين التكفيريين انفسهم، المسألة بالنسبة لي ليست صعبة لأنني غير معروف لديهم على الأقل هذا الجيل الذي خرج من مهده يكفر ويشتم ويتهجم وفرح بحمل السلاح وقتل كل من يخالفه، المهم السيارة سارت بي الى تخوم عدرا وكان الكلام مع السائق ان ذهابي هو لدوما لتفقد بعض الأمور وعند مفترق الطريق الذي يوجه القادم اما الى دوما او الى عدرا قلت له بشكل مفاجئ خذني الى عدرا أبو خالد فالتفت الي قائلا مندهشا قال كيف آخذك وهناك الاشتباكات الضارية والقذائف تنهمر من هذا الطرف وذاك فقلت له لنتوكل على الله عزوجل وبيني وبين نفسي اقرأ بعض الأدعية الخاصة بأهل البيت (ع) للوصول الى مقصدي بخير وسلامة
 
التفت الي السائق وقال : غريب امرك المعلوم انك دائما تدخل الى دوما ولتتفقد احوال الحي الذي كنت تقيم فيه وبيوت اهلك فقلت له لابأس انت تعلم انه لي اقرباء ايضا بعدرا واريد ان استعلم وضعهم خاصة انهم محاصرين، وبالفعل وصلت الى تخوم عدرا عند مفرق منطقة النافعة مقابل مستودعات الغاز حيث ان هناك طريق فرعي يدخلك مباشرة الى مقام الصحابي حجربن عدي (رض) حيث تمر بمقبرة عدرا القديمة ثم الى مفرق خزان المياه الذي هو بنفس منطقة المقام الشريف لاشك انه صادفتنا عراقيل صغيرة بسبب تواجد حواجز للتكفيريين داخل المنطقة ولكن بما اني مع سائق من نفس المنطقة فلم يحدث شئ يذكر فقط قاموا بتفتيش السيارة وتدقيق بطاقات الهوية كان لابد من اختراع حجة للوقوف امام المقام والدخول اليه كانت الساعة تشير بالثالثة عصرا فقلت له توقف لنقوم بأداء الصلاة فقال يارجل وهل الوقت مناسب؟! كانت اصوات الإشتباكات تسمع بوضوح وضربات المدفعية التي تدك اوكار المسلحين المتواجدة بالمنطقة الخارجية للبلدة على بعد عشارت الأمتار تخلق فينا جو من التوتر المهم كان هناك عدد من التكفيريين يقفون في احدى الزوايا المقابلة للمرقد الشريف اوقفونا وقالوا الى اين المسير فقلت له تداركني وقت الصلاة ولم اصل الظهر وعلي ان اصلي قبل دخول العصر وارغب بالصلاة في هذا المسجد !! فقال لايمكن هذا مكان للرافضة لايجوز الصلاة فيه وثانيا هناك قذائف تنزل واشتباكات قريبة جدا ولا يمكننا تغطيتكم، فقلت له خمس دقائق لن تضير وسأحاول الإختصار، كثير من الكلام حصل بيننا لا وقت لشرحه، دخلت ووقف السائق بسيارته بعيدا خشية من حدوث امر ما ونزلت بالطرف المقابل للمقام الشريف وكان علي ان امشي بسرعة شديدة وكان هناك مسلحان يقفان خلف حائط المقام وصرخا علي بصوت عالي لما انت هنا فأشرت بيدي بالتكبير ودخلت وليت كان معي جوال به كاميرا لأصور المنظر لأن الكاميرا ممنوعة فورا يصادرونها ام جوال به كاميرا فلا بأس به طالما انه شخصي حقيقة منظر رهيب جدا كيف كان المقام الشريف وكيف اصبح دمار الجدران الخارجية شبه مدمرة نتيجة شظايا ورصاص متبادل عين على المكان وأذن ترقب الأصوات الخارجية وصلت الى الداخل، لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم كل شيء مبعثر ارتسمت امامي المنطقة قبل 1350 عام حيث كانت صحراء جرداء لاشيء سوى التراب والصخور مبعثرة كان ما يشغلني واتلهف اليه هو الوصول للحفرة لرؤية الحقيقة مشيت على طول الجدار الداخلي ووقفت امام القفص المخلوع والمكسور رائحة رطوبة التربة تملأ المكان توجهت نحو كومة التراب لم استسيغ الوقوف عليه ذاك التراب ضم جثمان صحابي جليل نجله ونقدر له ثباته على الولاية وتضحيته بفلذة كبده من أجل مولاه الإمام علي (ع)، كانت كومة التراب كما هي بالصورة او اكثر قليلا وقفت عليها ونظرت الى داخل الحفرة، الحفرة من الأعلى تظهر مستطيلة لكن من الداخل مربعة عمق الحفرة 4 أمتار بقايا خشب مبعثر بداخل القبر نظرة واحدة لعمق القبر لا تكفي ولا تتضح الرؤية جيدا يلزم الدخول او النزول للحفرة وهذا أوقعني في اشكالين، اولهما اشكال شرعي وهو النزول لداخل القبر والبحث فيه والثاني هو العين التي تراقبني من الموجودين فكانت النظرة الأولى كافية لتجعل لدي يقين ان هناك أثر ما فقد من القبر والتراب بداخل القبر يظهر اثر معول كان يعمل به وبدأ صوت يعلوا من الخارج ويقترب مني أخرج بسرعة يا أبو .... الأمور تفاقمت وعلينا الخروج من المنطقة فورا وبالفعل خرجت بسرعة مع السائق ورجل آخر كان هناك ملثم وينظر الي كثيرا فوقف وسألني أنت من أين قلت له من دوما ومن سكانها ومن عائلة ( .... ) فهز رأسه بقبوله وقال اخرجوا بسرعة، فقلت له تمهل : أسألك سؤال هل كان هنا شيء بالجامع حتى حفرتم هذه الحفرة فقال : كان هنا كنز ثمين فقلت له هل حصلتم عليه قال نعم قلت له هل يمكنني العودة الى هنا مرة اخرى فقال وما هو غرضك من العودة قلت اريد أخذ هذا القماش الأخضر فقد اعجبني فقال إن استطعت العودة فلابأس نبحث بالأمر وخرجنا بسرعة الى السيارة التي جئنا بها وتوجهنا عبر المزارع الى تل الصوان ومن ثم الى تل كردي ومن منطقة الى اخرى وقد تقصدت ذلك لغاية في نفس يعقوب ووصلت الى دوما من المدخل الشرقي لها ووقفت امام ما يعرف او يسمى بجامع دوما الكبير الذي يتباكون عليه، ومن لا يعرف جامعها الكبير لا يعرف تاريخ (دوما) إذ ان هذا الجامع اقيم على كنيس يهودي سابقا في العصر القديم وكنيسة نصرانية لاحقة في عصر معاوية (لعنه الله) فقبل ثلاثون عاما كان هذا الجامع عبارة عن جامع مبني من جدران الطين والقش، وعندما تم هدمه واعادة بناءه بالشكل المعروف اكتشف شيخ النصابين بذلك الوقت الذي كان مشرفا على بناء المسجد الجديد خوابي وجرار مملؤءة ذهب وفضة واواني فضية وخزفية كان اليهود يخبئونها في كنيسهم في تلك العصور وهذه القصة كل كبار السن يعرفونها وقام ذلك الشيخ بسرقة هذا الذهب والكنزوالتبرعات التي جمعها من الأهالي لإعادة تأسيس الجامع الجديد وفر الى السعودية ليستغفر ربه ويقبل يد مولاه الذي احتضنه سارق الحرمين وجلس في السعودية يشتم النظام ويدعوا الى تأسيس خلايا اخوانية منذ ذلك الوقت وتقريبا في عام 1980م واسم ذلك اللص الشيخ (عبده السيد) وكل اهالي (دوما) تعرف قصته، الغرض من هذا الإسهاب هو توثيق الموضوع تاريخيا بعض التفاصيل لم اذكرها ستم ذكرها في ثنايا كتابي حروب التكفير الذي كنت عاكفا على تدوينه قبل دخولنا بالأزمة السورية وتوقفت عنه لمتابعة هذه المرحلة التاريخية وتوثيق مشاهداتي خلال السنتين الماضيتين، طبعا لي عودة ثانية بإذن الله الى مرقد الصحابي حجربن عدي (رض) خلال اليومين القادمين إن وفقني الله لذلك لتوثيق الحفرة من الداخل وتصوير مالم يتم تصويره طبعا بطريقتي
 
طبعا قبل ان اذهب للمنطقة كنت التقيت بالحاج المؤمن وسألته عن عمق الحفرة التي رآها فقال 4 أمتار لأن اللعين عندما قتل القوم وضعهم في قبر جماعي ولم يعتني بدقة وشرعية الدفن وهذا ما رأيته فعلا لأنه لا أخفيكم ساورني الشك ليس تكذيبا للرجل ولكن كثرة الأقاويل وبعض النظريات جعلتني في قلق حول صدقية موضوع نبش القبر وسرقة الجثمان وهذا ما جعلني اقدم على رحلتي هذه
أتمنى أن لا أكون قد اثقلت عليكم بإسهابي في الموضوع لكن كما ذكرت سابقا هو للتوثيق و للتاريخ ليحفظ ويدون هذه المرحلة الحساسة التي نعمر بها 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49462
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16