• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشاهرودي ومحاولات أنقاذ المالكي .
                          • الكاتب : أبو الهيثم النقوي .

الشاهرودي ومحاولات أنقاذ المالكي

تميزت حوزة النجف الأشرف بقيادة المرجعية العليا في أن جعلتها حوزة قائدة ورائدة في عصر الغيبة الكبرى لإمام الزمان عج في شتى مجالاتها الدينية والإنسانية والإجتماعية وقيادة الأمة.
حيث حصنتها المرجعية من عبودية الحكومات والسياسيين وآخرها التحريم الذي أصدره المرجع الأعلى السيد السيستاني على طلبة الحوزة في النجف بحرمة تقاضي الرواتب من الدولة مهما أختلف عنوان الجهة المانحة كالوقف الشيعي وغيره ليبين إستمرارية النهج لمراجع النجف حتى وإن كانت الحكومة المدنية للشيعة. ولتبقى الحوزة مستقلة ترعاها عناية الإمام صاحب العصر والزمان عج تدير أمورها ببركاته.
وأصبح التزلف للحكومات هو منقصة وأمر معيب جعل الحكام والسياسيين على حذر كبير في التعامل مع هكذا مرجعية.
وإذا استطاع المالكي وعصابته بأموال الدولة خداع الشعب مستعينا بالإعلام الطائفي والتصريحات الفارغة فهو لم ولن يستطيع خداع مراجع النجف الواعين جدا.
فحزب الدعوة الحاكم اليوم أشبه مايكون بالنسخة الثانية من الاخوان المسلمين في مصر والبلدان العربية الذين رفضو مرجعية الازهر وغيرها واستعانوا بالقرضاوي وأشباهه وأحرقو الحرث والنسل بأسم الإسلام.  فقام حزب الدعوة بالعراق بتهميش وأقصاء التيارات الشيعية المشاركة معه في العملية السياسية بغية تحجيمها وإلغائها لينفرد لوحده بالإستئثار بالسلطة على حساب المذهب والطائفة والسحق على أشلاء شهداء العراق الذين قارعوا دكتاتورية الحاكم للوصول بالعراق لتجربة الحكم الديموقراطي.
وأضحى البلد اليوم لايمكن تسميته بدولة بل هو عبارة عن كيان هش منخور مليء بالفساد والإفساد ليس لقياديه مؤهلات سوى ولائهم لرئيس الحكومة.
ولما أوصدت المرجعية بابها أمام السياسيين منذ ثلاث سنوات أستنكارا منها لفشل أداء الحكومة التي طالبت بتحسينه . فطفق حزب الدولة الحاكم يبحث عن مرجع البلاط أو مرجع السلطة الذي يخدم توجهاته .
وسعوا جاهدين لمحاربة مرجعية النجف وتسفيه رؤاها ومحاولة فصلها عن الجماهير وخطط المالكي وحزبه بضرورة إسناد مدعي المرجعية المنحرفين أو مايسمون بالمتمرجعين . فبعد أن كان الضال المنحرف محمود الصرخي مطلوبا بتهمة أربعة أرهاب لقتله الجنود والشرطة العراقيين ومختفيا في أربيل جلبته حكومة المالكي وأسكنته بكربلاء ؟! ولا نعلم من أستلم مكافأة الخمسين الف دولار لمن يدلي بمعلومات للحكومة عن مكان الارهابي المطلوب الصرخي . وزاره محافظ كربلاء المنتمي لحزب الدعوة وقائد الشرطة ووفروا له المكان والحمايات وخاطبوه بالمرجع العربي العراقي بكتبهم الرسمية ؟! لإبتزاز مراجع النجف بخلق مراجع جدد مفصلين على مقاس المالكي وحزب الفافون.
وأمر المالكي بسحب وتقليص الحمايات المحيطة بمراجع النجف نكاية بهم وبغية توفير الفرصة لأستهدافهم من المتطرفين والإرهابيين . وحين تكلم الشيخ بشير النجفي مهدوا لأعتقاله وأخراجه من العراق بأعتقال طلبته بصورة مهينة وفي سابقة خطيرة.
وليس غريب على المالكي وحزبه هذا التصرف فهذا آية الله العظمى السيد كاظم الحائري الذي قضى زمنا طويلا مع هذا الحزب وهو فقيه الحزب والخبير بفكر الدعوة الذي تسلط بعض رجالها على رقاب العراقيين اليوم فلنقرأ ما يقوله بحق حزب الدعوة.
((إن حزب الدعوة يرون أنهم هم الذين يشخصون موارد ضرورة الرجوع الى الفقيه. ورأس الخيط الرابط بينهم وبين الفقيه يكون بيدهم لا بيد الفقيه نفسه .... أي لا يحق للفقيه أن يأمرهم بشيء أو ينهاهم عن شيء إبتداءا" ،  وإنما يكون تدخل الفقيه في مورد، هم يحسون بضرورة تدخله ويطالبونه بالتدخل. بينما الأمر هو عكس ذلك تماما أي أن تشخيص ضرورة التدخل تكون بيد الفقيه لا بيدهم ... وأحد الأرقام الحسية على هذا الفهم المقلوب عند حزب الدعوة حذفهم للمجلس الفقهي رغم أن نظامهم كان ينص صريحا على ضرورة وجود المجلس الفقهي في الحزب.
أن مقتضى منهجهم هذا من أنهم هم الذين يختارون مورد المراجعة للفقيه هو أن قيادة الساحة ستكون بأيديهم لا بيد المرجعية وإنما المرجع شأنه تمشية حاجة هذه القيادة في مورد يرونه هم بحاجة الى الإذن . وهذا قد يصح بالقياس الى مرجعية غير واعية ولكن حينما يقاس بالمرجعية الواعية يؤدي الى خطر عظيم وينتهي الى ما أنتهوا اليه مع أستاذنا الشهيد الصدر رحمه الله تعالى حينما اتهموه عندما وقع الخلاف بينه وبينهم بأنه ابن الدعوة العاق.
أنني من الأشخاص الذين يؤمنون بالعمل الحزبي وأرى له فائدة عظيمة ولكن أقول: أن العمل الحزبي لو فرض هو القوة الرئيسية في المجتمع كان هذا عبارة عن العمل الحزبي بروحه الغربية والذي لا يخدمنا في بلادنا الإسلامية فأن القوة الرئيسية في بلادنا الإسلامية والتي خطط لها الإمام صاحب الزمان عج إنما هي المرجعية الواعية)). راجع كتاب صلاح الخرسان، حزب الدعوة الاسلامية حقائق ووثائق ، إصدار المؤسسة العربية للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، سوريا، دمشق. وثيقة رقم 77 ص 743 - 746 .
وهذه الشهادة الصريحة من السيد كاظم الحائري لتنبيه وتوعية الشعب العراقيبخطورة فكر حزب الدعوة المنحرف والمتمثل اليوم بأمينه العام المالكي.
واليوم بعد أن انكشف كل هذا الفكر المنحرف في تصرفات رجال الحكومه ورئيسها وأبواقهم التي لم تتوانى يوميا من تسقيط منافسيهم من الشيعه وغيرهم بالزور والبهتان أصبحوا يخشون أن تأتي الساعة التي تعلن فيها مرجعية النجف موقفها المعلن والصريح من إنحراف الحكومة وخيانتها للطائفة الشيعية واستئثارها بالمناصب وتشبثها بالكراسي.
فوجدوا ضالتهم بالسيد الشاهرودي الذي مهدوا سابقا للأستفادة منه في وقت الضرورة التي يرونها لاسيما أنه كان باحثا عن الزعامه وفتح له مكتبا بالنجف الأشرف ووزع الراتب على عدد من طلبة حوزة النجف ولكنه أصيب بالذهول من إلتفاف الحوزة حول مرجعها المفدى الإمام السيستاني وبقية المراجع فقال النجف لأهلها.
وبالرغم من عدم وجود المقارنة بين المرجع الأعلى في النجف وبين الشاهرودي الذي يقيم في دولة مجاورة منذ 35 سنة ولم يعش معاناة العراقيين والامهم وتشكيل عمليتهم السياسية . ولم يصدر منه شي رغم الويلات التي أصابت أبناء العراق.
يؤسفنا اليوم إساءته الواضحة فيما أصدره من بيان يخالف الموازين الشرعية والأخلاقية لعلماء الطائفة الشيعية بالوقوف مع حاكم مستبد فاشل ضد نائب الإمام المعترف بشرعيته والتي أقرت مراجع الطائفة في النجف وقم بحنكته وعلميته وعدالته وأهليته لقيادة الأمة.
ولعل هذا (الرجل الهجين) كما يسميه الشعب الإيراني عندما تسنم وظيفة القضاء والمحاكم في إيران قد أصدر أحكاما شديدة بحق طلبة الشهيد الصدر الذين لم ينخرطوا بحزب الدعوة إمتثالا لأمر الشهيد الصدر بعد أن أمره الإمام الحكيم وقال له بأنه أكبر من أن يتأطر بحزب.
وشارك الشاهرودي في تأسيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وطمح لقيادته ليضحى رئيس المجلس الأعلى ولكن المعارضة انتخبت السيد محمد باقر الحكيم بعده وصار محورا للمجلس وعزل الشاهرودي بأمر الإمام الخميني.
وإذا كان الشاهرودي يتصور أنه ببيانه هذا هي محاولة منه ومن حزب الدعوة بالأصل لأنقاذ المالكي بعد تفاعل الشعب والسياسيين مع الإشارات المتتابعة التي أطلقتها مرجعية النجف العليا بضرورة التغيير وعدم جواز التشبث بالمناصب والكراسي وضرورة أن يحضى رئيس الحكومة القادم بتوافق وطني واسع وهو ما يفتقر إليه المالكي.
يا سماحة الشاهرودي إذا كنت قد أعتدت على راتب وظيفي تتقاضاه من الحكومة الإيرانية كموظف فيها فمن المعيب عليك إذا طرحت نفسك مرجعا كما تدعي أن تتأطر بحزب الدعوة لأن من سمات المرجعية هو شموليتها للجميع وعدم تأطرها وتحزبها فلا يليق بك أن تكون موظفا في حكومة المالكي لتتقاضى الراتب وتصبح المصداق الواضح لوعاظ السلاطين ومرجع السلطة .فمراجع النجف ياسيدي هم أعرف بمصلحة العراق وشعب العراق ولا يحتاجون تدخلك.

 

 أبو الهيثم النقوي

أستاذ العقيدة في حوزة النجف الاشرف




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49217
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28