• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشكلة شريعتي مع الامامة .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

مشكلة شريعتي مع الامامة

 ليس تجاهلا لثقافة الدكتور علي شريعتي ولكن طالما انه سمح لنفسه وان كان بطريقة مؤدبة استدراجية انتقاد بعض افكار السيد محمد باقر الصدر فنحن وبنفس الاسلوب ننتقد انتقاده لبعض افكار السيد الصدر.
طريقة تفكير شريعتي في تحليل الخبر ونقده هو اسلوب علماني بحت بحيث انه يفسر ويؤول المعلومة الاسلامية وفق نظرته هو ومن ثم يبدا بالانتقاد وسط فرضيات وجدليات هو يضعها ومن ثم يجيب عليها لينتهي بنتيجة خطا العلومة الاسلامية .
اطلعت على نقد شريعتي للامامة من خلال قرائته لكتابات السيد الصدر(من رسائل الدكتور علي شريعتي إلى الشيخ علي حجّتي كرماني مترجِم (بحث حول الولاية) بداية اقتطعت نص الانتقاد من غير ان يؤثر عليه ما قبله وما بعده أي لا اقتطع ما يخدم غايتي كما يفعل العلمانيون والوهابية عند نقدهم الاسلام، النص :
(( لكن مشكلة الصحابة في هذا الصدد كانت معاصرتهم لشخصية فذة باسم الإمام علي (ع) وحسب. من هنا كانت القيم والكفاءات كلّها تتصاغر في قبال صفاته(ع)، فلا يقاس بعلي (ع) أحد، فهو عبارة عن يوتوبيا متجسّدة في رجل، وهو رجل السياسة الشجاع والوطني الثائر.
فعليّ ــ كما قلت سابقاً ــ «حقيقة من نوع الأساطير» و«هو إنسان يفوق الإنسانية»، حاولوا أن تنظروا للشخصيات المرموقة من المهاجرين والأنصار في غياب علي (ع)، وبغض النظر عنه (ع)، جربوا ــ مثلاً ــ مقارنة أبي بكر وعمر بجميع القادة السياسيين، والسلاطين والأباطرة ورؤساء الدول، على مرّ التاريخ...))
حقيقة استغرب من هكذا انتقاد ولو اردنا ان نقيم هذا الانتقاد فهو انتقاد شريعتي لنفسه ليثبت تناقض ما يحمل من افكار.
اساس الخلاف مع اخواننا السنة حول احقية من يخلف رسول الله فبالرغم من النصوص ( قران وسنة) على احقيته بالاستخلاف جاءت الصفات التي يحملها لتؤهله في قيادة الامة ، واما لو عزلنا الامام عن الخلفاء فلا خلاف ، مثلا هل قرات في يوم ما مقارنة الخليفة الاول او الثاني بالامام جعفر الصادق او الكاظم عليهما السلام ؟ لا يمكن ذلك .
استغرب استغراب مذهل من حيث انتقاده الامامة ، والتي نقول عنها منصب الهي لان من يتصف بها يتصف بمزايا يمنحها له اللطيف الخبير عن طريق رسول الله وعن طريق الالهام الالهي ، وقد اعترف شريعتي بهذه المزايا من خلال وصفه للامام علي عليه السلام بانه «حقيقة من نوع الأساطير» و«هو إنسان يفوق الإنسانية»،نعم هو فوق الانسانية بخصوص التفكير وكيفية مواجهة الحياة بسلبياتها وايجابياتها وهذه الفوقية جاءت من الله عز وجل والا لو كانت موهبة انسانية فلماذا يقول عنه اسطورة ، ولماذا لم ينجب لنا التاريخ شخص بنصف مزايا الامام علي عليه السلام ؟ويعود ليقول الدكتور شريعتي عن الامام علي عليه السلام بانه رجل السياسة الشجاع والوطني المثابر، فاذا كانت هذه صفاته لم تم اقصائه من قيادة الامة ؟ والا هل يؤمن شريعتي بقياد الفاضل للافضل؟!!!
استشهد السيد الصدر بعدة امثال وطرح عدة اسباب لاثبات رايه ولكننا نستشهد بمثال واحد طرحه السيد الصدر حول اختلاف الصحابة وعدم استيعابهم للقضايا الاسلامية التي سمعوها من الرسول (ص) أو شاهدوها. مثلا: الصلاة على الميت فإنها عبادة كان النبي (ص) قد مارسها علانيةً مئات المرات، وبالرغم من ذلك وقع الاختلاف بينهم بعد وفاة النبي في عدد التكبيرات في صلاة الميت، فما اختلفوا في ذلك حتى قبض أبو بكر، فلما ولى عمر أرسل إلى رجال من أصحاب رسول الله (ص)وقال لهم: ... فانظروا ما تجمعون عليه.
اعتقد هذه مسالة بسيطة ولربما الاختلاف لا يقود الى ذنب فكيف بالقضايا المصيرية التي تقود امة الى جهنم؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49005
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19