• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : داعش تنهب وتقتل باسم الدين ،والمسلمون والمسيحيون يتّحدون في رفضها .

داعش تنهب وتقتل باسم الدين ،والمسلمون والمسيحيون يتّحدون في رفضها

أعلن تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إقامة ما يسمى بدولة "الخلافة الإسلامية" في شمال سوريا وشرق العراق يوم 10 حزيران/يونيو 2014. في هذا التقرير ، يتحدث أشخاص من مختلف الشرائح الاجتماعية عن قسوة الحياة تحت ظل داعش وكيف سيعملون على منعه من تأسيس موطئ قدم له في المناطق التي يدّعي السيطرة عليها.
بحسرة وأسى، عبّر التاجر العراقي زيد الصميدي عن رفضه لما يحصل في بلاده اليوم على يد عناصر ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من قمع للأقليات وبطش يطال المسيحيين على وجه الخصوص.
وفال "إنه لأمر مؤسف أن ترى مدينة الموصل دون مسيحيين، فرغم كل الصعوبات التي واجهها الشعب العراقي في تاريخه لم يسبق أن فرغت منطقة مختلطة الطوائف والأديان من أحد مكوناتها، ولطالما عاش المسيحي والمسلم جنباً إلى جنب في السراء والضراء".

وقد نزحت مئات العائلات المسيحية العراقية من منازلها في الموصل خلال الأسبوع الجاري بعد إصدار تنظيم داعش مهلة للمسيحيين في المنطقة لاعتناق الإسلام أو دفع جزية أو مغادرة المدينة، وإلا فإنهم سيقتلون، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد نشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها منازل مسيحيين عراقييين وقد كتب عليها عناصر داعش حسبما تحدثت التقارير حرف النون (ن) في إشارة إلى كلمة "نصارى" بعد إصدار المهلة.

وقال الصميدي، وهو مسلم مقيم في القاهرة، "إنه عار على العراق والعراقيين ما يجري للمسيحيين من تهجير قسري، فلم يسبق خلال طيلة سنوات حكم الأنظمة السابقة أن تعرّض المسيحيون لأي مكروه".
وأضاف "بل على العكس كانت حمايتهم من أولويات الجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية، حتى أن العشائر العراقية كانت تمنع التعدي عليهم".
وتساءل "فهل هذه هي الحياة التي يريدون الترويج لها تحت راية ’الدولة الإسلامية‘ ويدعون الناس إليها؟".

المسلمون والمسيحيون يتّحدون في رفض داعش
و دانت منظمة التعاون الإسلامي التي تمثل 57 بلداً مسلماً يوم الاثنين، 21 تموز/يوليو، التهجير القسري للمسيحيين في العراق واعتبرته "جريمة لا يمكن السكوت عنها"، وأكدت استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للنازحين، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الأمين العام للمنظمة إياد مدني "إن ممارسات داعش لا صلة لها بالإسلام ومبادئه التي تدعو للعدل والإحسان والإنصاف والتسامح والتعايش".
من جهته، أكد رئيس اتحاد المنظمات القبطية في أوروبا، مدحت قلادة، أن عناصر داعش تشوه صورة الإسلام بشكل كبير.
ووصف التنظيم بأنه "جماعة لا تجيد إلا القتل وهي أشبه بالخلايا السرطانية التي لن تلبث أن تنشق عن نفسها".

ورأى قلادة أنه من خلال هذه الأعمال القبيحة، فإن داعش "تبرز الدين بصورة سيئة وقبيحة" داعياً إلى وقف دعم هذه الجماعة "لأن ما من أحد دعم جماعات كهذه وسلم منها".
من جانبه، أكد الشيخ الأزهري عبد الظاهر شحاتة، المحاضر في كلية الشريعة، أنه ليس بهذه الطريقة من التعامل ينشر الإسلام.
وقال "كل هذه التصرفات تسيء للإسلام ولا تمت للتعاليم الإسلامية بشيء، بل على العكس إنها تقدم صورة مغايرة للحقيقة، فالمسيحيون في العراق جزء لا يتجزأ من بلد عمره آلاف السنين ولديهم أملاكهم وتاريخهم في المناطق التي يسكنونها".

وأكد أن تهديد عناصر داعش بالسيف إن رفض المسيحيون اعتناق الإسلام أو دفع جزية هو كلام "فارغ ومرفوض".
وأشار إلى أن الإسلام اعترف بالديانة المسيحية كديانة سماوية وحدد شروط التعاطي مع المسيحيين وضرورة حمايتهم والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.

النهب والقتل باسم الدين
بدوره، قال الناشط المدني العراقي علي الجاف إن المسيحيين "هم أناس عرفوا بالحب والسلام والوئام ونشروا مفاهيم الأخوة والحنان والمواطنة الحقيقية".
وأضاف "اليوم نراهم في العراق لم يتركوا أرضه بل ساهموا معنا كعراقيين جميعنا بالوقوف ضد الإرهاب ومحاربته".

وطالب الجاف الجيش العراقي بحماية وإيواء المسيحيين وإعادة بناء الكنائس والمساجد ومنع الاستيلاء على بيوت الناس وسرقتها.
وأردف "أي حرب هذه التي يتحدثون عنها [عناصر داعش] وهي ليست إلا جرائم قتل واغتصاب وسرقات باسم الدين؟".

أما المواطن العراقي المسيحي حازم جورج، وهو مهندس من الموصل ويقيم حالياً في بغداد، فرأى أن ما يجري في الموصل كان متوقعاً بعد الفظاعات التي "ارتكبتها داعش ولا تزال بحق الأقليات في سوريا خصوصاً المسيحيين".
ففي سوريا، تعرضت داعش للمسيحيين و أخضعتهم للجزية وطردتهم من ممتلكاتهم و حرقت ودمرت كنائسهم.

وشعر جورج بشكل خاص بالأسى بعد أن سمع خبر حرق مطرانية السريان الكاثوليك في مدينة الموصل، وهي المكان الذي شهد عقد قرانه وعمادة أبنائه الثلاثة، كما روى للشرفة.
وقال "آمل أن تعود الأمور كما كانت سابقاً ويعود المهجرون إلى بيوتهم، فأنا موجود الآن في بغداد بين أصدقائي العراقيين المسلمين ولم أشعر يوماً بأي تصرف يهينني أو يهدد وجودي كمسيحي بل على العكس".

وفي السياق نفسه، شدد محمود زين الدين، وهو طالب دراسات عليا عراقي بكلية الشريعة في جامعة الأزهر، على أن ما تقوم به داعش تجاه كل الأقليات القومية والدينية في العراق وسوريا ينافي كل القيم الدينية والإنسانية والوطنية.
وأضاف للشرفة "أنا كعراقي أرفض تماماً هذه الطريقة بالتعاطي مع الآخر أياً كان دينه أو قوميّته".
وقال إن الموصل معروفة تاريخياً بالوجود المسيحي، "فكيف تطلب لمن له كنيسة عمرها أكثر من 1200 سنة أن يترك أرضه وبيته وممتلكاته؟".
وختم زين الدين بالقول "إن دولة الخلافة المزعومة ولدت ميتة، وهي ليست بدولة إسلامية بل دولة يحكمها الرعاع والخارجين عن القانون، ولن تتمكن من الاستمرار لرفض العراقيين لهذا الأسلوب البربري في التعامل مع الآخر".




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48941
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28