• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : هل للقوى السياسية إستراتيجية عمل .
                          • الكاتب : لؤي محفوظ .

هل للقوى السياسية إستراتيجية عمل


 
القوى السياسية في العراق والمتصدية للعمل السياسي لم يكن لها إستراتيجية سياسية طويلة الأمد والمؤسف أنها لا تستوعب ولا تدرك أهمية التخطيط الاستراتيجي والمسبق لتحقيق الآمال و الأهداف  والطموحات وعملية إدارة الدولة كانت بمختلف قطاعاتها التشريعية والتنفيذية مستثنى منها بطبيعة الحال الإقليم الكردي من حديثنا  كانت تعتمد الارتجال  في حل قضاياها وغالبا ما تكون حلول أنية ووقتيه لها في اغلب الأحيان أثار سلبية على المدى المتوسط والبعيد وهذا الأمر الخاطئ  ليس حكرا كان لطرف معين من مكونات الشعب العراقي وإنما وقع فيه المكون الشيعي وسياسيه واخذ المكون السني المعارض حصته منه وبطبيعة الحال يتحمل الحزب الحاكم  مسؤولية العبء الأكبر من نتائج عدم وضوح رؤيته السياسية حول مستقبل العراق ففي العراق أكثر من طرف إقليمي ودولي لاعب فيه وأبرزها وليس خافيا على احد هي إيران والولايات المتحدة الأمريكية ثم يأتي بعدها السعودية وقطر والذي تحركها العصبية والكراهية والأحقاد الطائفية أكثر من بقية الدوافع ثم تأتي بقية الدول تباعا من حيث التأثير  من المشرق والمغرب للعب في ارض الرافدين وكل كان يلعب حسب إستراتيجيته ونظرته للعراق الجديد وللأسف قد أخطأت الدولة في تحديد الاتجاه العام لها مما افقدها توازنها وضلت تتأرجح في أكثر من اتجاه مما أضعفها و اضعف مناصريها فهي لم تكن من دول الممانعة للنفوذ الأمريكي ولم تعمل على هذا الأساس بحيث تعمل على تقوية جبهتها الداخلية ضمن قاعدتها  الجماهيرية وتحييد  معارضيها  وتقلص من تأثيرهم في المشهد السياسي والاجتماعي والاعتماد بشكل مباشر على احد محاور الممانعة للنفوذ الأمريكي وهي إيران وبعدها الاستراتيجي  روسيا الاتحادية في الدعم اللوجستي والعسكري والاقتصادي  مثل ما تفعل سوريا اليوم  فضلا على أن إيران هي عمق استراتيجي مهم للدولة العراقي في مواجهة الحركات المتشددة المدعومة من السعودية وقطر والتي ترعاها أمريكا حسب مقتضيات المصالح الأمريكية وبذات الوقت فان الحكومة العراقي لم تكن بجانب الولايات المتحدة والتي لها الفضل في وجودها وفي تكوين العراق الجديد عبر احتلاله وإزاحة النظام الدكتاتوري السابق ولم تعبر عن امتنانها ولم تسمح  لها باستثمار ما جاءت من اجله من خلال تأمين مصالحها القومية وهي لم تسمح بإقامة تحالف عسكري استراتيجي طويل الأمد معها يسمح لها بالبقاء و يؤمن مصالحها ووحدت أراضيها  بالرغم من وجود اتفاقيه هزيلة حفظت ماء وجه الأمريكان عند خروجهم    ...
مما جعل هذا الأمر وهو عدم وجود رؤية إستراتيجية حقيقية للحكومة العراقية والسياسيين العاملين على مختلف انتمائهم  العراق   ساحة  صراع  يتنافس عليها أقطاب المحاور السياسية الرئيسية في العالم وفي المنطقة  دون أن يقدم احد يد المساعدة حتى تنجلي الغبرة  وبأي اتجاه تسير  عندها يمكن أن يتدخل احد الإطراف ليس لدعم الشعب العراقي وإنما لدعم مشروعه ومصالحه  ولو كانت للحكومة العراقية إستراتيجية في يناء الدولة مع هذا الطرف أو ذالك ومعرفة بان لا توجد منطقة أمنه في وسط ساحة صراع الأقطاب   دون أن  نخوض في النتائج المحتملة للتحالف مع هذا الطرف أو ذالك لكان مجرى الأمور يختلف بالنسبة لأبناء الشعب العراقي    وقد انطبق فينا ومع شديد الأسف المثل القائل اللي ميعرف تدابيرة ابوه يحترك وتموت عنده الغيرة وبعد ميشوف شنو اليكعد يصير   وهذا الأمر يشمل المكونين الأساسيين للعراق الجديد هم السنة والشيعة فقط وأما بالنسبة للكرد فقد شدو العزم وكانت لهم رؤية وإستراتيجية عمل أثمرت نتائجها ....
ومن خلال هذا وحتى لا يتكرر الخطأ يجب أن يكون في هذه المرحلة إستراتيجية جديدة تجاه الواقع الجديد الذي فرض وهو تقسيم العراق والعمل من اجله وإما أن يكون تجاه التقسيم والبدء بمرحلة العزل وتامين الأعماق وبناء تحالفات جديدة بالداخل ومع دول الإقليم والعالم أو العمل على تقديم تنازلات كبيرة جدا من اجل استرجاع الخارطة القديمة والتي قد تكون مستحيلة بعد التغيير الديمغرافي للمناطق الشمالية والغربية وهذا الأمر أيضا يجب يأخذه المكون السني بطرف الاعتبار  ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48224
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29