• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التفكير وصناعة الفكرة .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

التفكير وصناعة الفكرة

ليس موضوع مراكز ومعاهد الدراسات والأبحاث الاستراتيجية \" ثينك تانكس \" بالشيء الجديد في قاموس النخب والطاقات وذوي الاختصاص من حيث العنوان والتعريف والمحتوى، أو من حيث الضرورة والحاجة والأهمّية ، ولسنا في مقام الترويج أو التقليد والتبعية لمناهج الآخرين .
 
إنّما نحن بصدد إثارة عمق الحاجة إلى توفير الفضاءات المناسبة - تحت أيّ مسمّى كانت - لصناعة الفكرة ، ومن الواضح جدّاً مدى حسّاسية وصعوبة صنع الفكرة ، بل لاشكّ أنّ الفكرة التي تحظى بالقبول إنّما هي التي تحفظ الاُصول وتراعي الظرف ، حينها ينطلق سعي الترويج لها من أجل نيل التأييد الأوسع ثم النزول بها إلى ميدان العمل والتجسيد .. ولعلّ الفكرة المصنوعة المبتكرة أو المطروحة عموماً قد تكون عبارة عن مشروع كبير أو صغير، اقتراح ، نصيحة ، تحذير ، تذكير، معلومة ، إحصائية .... ذلك في ألوان الميادين العلمية والثقافية والأخلاقية والعَقَدية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والفنّية وغيرها.
 
بمعنى : أنّا نفتقر الاستقطاب اللازم و الاهتمام الخاصّ والعناية الفائقة والاستفادة القصوى من ذوي صنّاع الفكرة ، صنّاع الفكرة الذين يرعاهم - على سبيل المثال - مايزيد على الألف مركز ومعهد في أمريكا ، والتي تغذّي بدورها مركز القرار هناك بأرقى وأخطر الأفكار والمعلومات ، أو مايقارب الثلاثين مركزاً ومعهداً مماثلاً في إسرائيل بما يزيد 30% على نظائرها مجتمعةً في كلّ الدول العربية .
 
النخب والطاقات وذوي الاختصاص هم العملة النادرة في كلّ اُمّة وبلد ، هم -عندنا أيضاً - شحنات هائلة من الرؤى والأفكار التي تنتظر التسريب الإيجابي .. شتّى مرافق الحياة تحتاج الفكر النابض الذي يمنحها مقوّمات البقاء والاستمرار والازدهار.
 
نحن بحاجة ماسّة إلى كلّ المشاريع والاقتراحات والنصائح والتحذيرات والتذكيرات والمعلومات والإحصائيات و... التي تحفظ لنا اُصولنا وترسّخ قيمنا وتنشر مبادئنا الحقّة بما يتناسب مع متطلّبات الظرف .. ولايمكن بلوغ المرام إلّا بنفض غبار التفكير القروسطي والتكيّف مع العصر - شرط الالتزام بما أسلفناه أعلاه - ومفتقراته الضرورية ، وبدون ذلك سنبقى مجرّد اُمّة وشعب وطائفة تتغنّى بماضيها التليد بتراجعٍ تصاعدي مقرون بالذلّ والهوان وعظائم الأخطار والخسائر الجسام .
 
وكيف لنا دوام الخضوع والاستسلام لهذا الواقع المرير ونحن أتباع رسالة وشريعة ودين ومذهب ندّعي بقوّةٍ أنّه يجيب عن سؤال الحياة الكبير و يمتلك كافّة مقوّمات الرقيّ والشموخ بالإنسان شطر الكمال والسعادة الأبدية ؟! 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48024
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28