• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نظرة على المؤامرة في نينوى !!. ( قراءة تحليلية ) .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

نظرة على المؤامرة في نينوى !!. ( قراءة تحليلية )

 منذ ان اعلنت نتائج الانتخابات وتحقيق ائتلاف دولة القانون فوزاً ساحقاً فيها وما رافقها من ملامح على تشكيل حكومة الاغلبية التي دعى اليها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي والتحام الكثير من الكتل خلف قيادة دولة القانون .
الامر الذي ارعب الخونة من السياسيين الدواعش وافشل مخططات الدول التي ترعاهم وتمولهم فكان لابد  لهؤلاء من قيام بعمل ما يتم من خلاله ارباك العملية السياسية وزعزعة الاوضاع في البلد.
وبقدر ما كانت التحليلات والأنظار المشككة تتجه صوب رئيس البرلمان وجماعة متحدون بوجود مخطط غير معروف إلا ان شقيق برلمان محافظ نينوى كان هو الورقة (الجوكر) في تنفيذ ما كان يخططون له بسرية تامة.
ولا يمكن القول ان المؤامرة هي وليده اللحظة بل كانت تطبخ في دوائر المخابرات العربية والاقليمية منذ فترة ليست بالقصيرة واعتمدت على عدة محاور اهمها :
 ان يقوم رئيس البرلمان بإعاقة اصدار القوانين والتشريعات تحت حجج واهية مثل تسليح الجيش والبنى التحتية والنفط والغاز وبطريقة أوقعت معها اطراف شيعية في الفخ مستغلاً رعب هؤلاء من حصول المالكي على ولاية ثالثة.
 وكان النجيفي يعمل باتجاهين مع بعض الاطراف الشيعية فهو يعرقل اصدار القوانين لكي لا تحسب انجاز للمالكي وتخويف تلك الاطراف (الشيعية) بان عودة المالكي للحكم سيقوده للانتقام منهم .. فوقعوا وللأسف ضحية هذه الخدعة وعملوا بعدة اتجاهات ضد المالكي.
وكان تصرف النجيفي هذا يراد به ضرب عصفورين بحجر واحد وهو ابعاد نظر بعض الاطراف الشيعية عما يخطط لهم وتفتيت تحالفهم من جهة اخرى.
في حين انشغل شقيقه محافظ نينوى بالتخطيط والتنسيق مع الاكراد والأتراك ودول الخليج لإعداد سيناريو يتم فيه تسليم نينوى للإرهابيين والبعثيين لكي لا تقع الحكومة بأيدي الشيعة مرة اخرى.
ثم تبدأ بعد ذلك حلقة اخرى من المؤامرة من خلال قيام الاخوين النجيفي بعده زيارات مكوكية الى تركيا وقطر دون المرور بالسعودية لان شقيقهم الاخر المقيم في السعودية هو مرسال الطرفيين.
 ولكي لا تثير زيارة اي من الاخوين للسعودية الشبهات فضلا الاعتماد على شقيقهم الثالث في التنسيق للمؤامرة .
في حين اخذ اثيل النجيفي سلوك عدة طرق للتحضير للمؤامرة اولها عقده عدة لقاءات سرية مع الضاري وكبار البعثيين والضباط الكبار من الجيش السابق حيث تمت هذه الاجتماعات في عمان وقطر وإقليم كردستان.
 وتم ربط الحلقات الثلاث مع بعضها والمتكونة من السعودية وقطر وتركيا من جهة وحارث الضاري والبعثية من جهة وكردستان من جهة اخرى.
 فأعطيت للسعودية وقطر دور تنسيق دخول الدواعش من سوريا وتزويدهم بالعدة والعدد، في حين يقوم الضاري والبعثية بإعطاء اوامر لفصائلهم بإسناد الدواعش من خلال زعزعة الاوضاع في المحافظات التي لهم فيها موطئ قدم ،
 يقابله في الجانب الاخر قيام البارزاني بإعطاء اوامر لقادة الجيش الذين يمسكون الارض في نينوى بالانسحاب عند ساعة الصفر المتفق عليها .
فيما يقوم اثيل النجيفي بعد تلقيه خبر ساعة الصفر بالاجتماع بالقيادات الكردية العسكرية في الموصل لإيصالها اليهم  ليقوموا  بالانسحاب يرافقها بث اشاعة هروب القادة بين الجنود ودخول داعش دون مقاومة .
ثم يتم بعدها دخول مجاميع داعشية بالتزامن مع ظهور خلايا البعث النائمة واندماج بعض المؤيدين للبعث والإرهاب مع تلك المجاميع.
 فتقوم عصابات الدواعش بالسرقة والاعتداء والترهيب ، فيما تنشغل قيادات البارزاني بالاستيلاء على الاسلحة والمعدات التي خلفها الجيش لترك المجال امام الدواعش لتتقدم على عدة محاور باتجاه المحافظات اخرى مثل صلاح الدين وديالى مع صدور اوامر كردية  سرية بالتغاضي وعدم التصدي او الاشتباك مع داعش .
ولكي لا يقع البارزاني في موقف محرج فقد تعمد احداث بعض المعارك الكاريكاتيرية مع الدواعش بقصد الترويج الاعلامي ، وبعدها يكون الجو مهيأً لدخول كركوك والسيطرة عليها والتفاوض مع الحكومة  من موقع القوة في مرحلة لاحقة
بعدها يقوم اثيل النجيفي بعقد مؤتمر صحفي يدين فيه الارهاب ويضع سقوط الموصل في خانة تواطؤ الحكومة والجيش في كلمة حق يراد بها باطل بينما يسانده اخيه اسامه النجيفي بعقد مؤتمر اخر يطالب فيه الحكومة بتخليص المحافظة من الدواعش وتصحيح مسار العملية السياسية وهو القصد المطلوب اساساً من اللعبة الخبيثة .
ولكن لم يضع هؤلاء المتآمرين في حساباتهم المرجعية معتقدين انها اما ضعيفة او ان الاستجابة لأوامرها ستكون رمزية ، ولكنهم صدموا بفتوى المرجعية وضخامة الاستجابة لها والتمام الكتل الشيعية واطياف الشعب الاخرى حتى من الذين كانوا يظنونهم سيقفون على الحياد، وتشكيل قوة عسكرية وسياسية اوقعت حساباتهم في خطأ جسيم.
 وفي حال استمرار تدفق هؤلاء المتطوعين الملبين لنداء المرجعية فأن كل موازين القوى ستميل لصالح الشعب وسيحسم امر الحكم الى الابد ولعلها الضارة النافعة .
اما الدول الداعمة للمؤامرة فإنها تستحق الشكر لكونها اسست لنظام حكم ازداد قوة وصلابة والتآم من خلال تآزر والتفاف جميع مكونات الشعب مع نداء المرجعية وخلف قيادة السيد المالكي الذي يبدو انه واثق من النصر ويراه قريباً كما هو حاله في الكثير من المواقف الصعبة  وسيخرج المالكي منتصراً بإرادة شعبه .
 وهنا على السيد المالكي ان يعيد جميع حساباته مع السياسيين الدواعش وتصفية وجودهم سياسيا.
 اما الاطراف الشيعية التي خُدعت بالنجيفي وآزرته ووقفت معهم  فعليه ان يتعامل معهم بطريقتين اما تحجيمهم بقدر عطائهم وتفاعلهم مع الحدث الخطير اويلجأ  الى طريقة (عفى الله عما سلف) مع اخذ تعهدات منهم بعدم القيام بأي تصرف يؤدي الى خرق الصف الشيعي مستقبلاً شريطة ان لا يخسرهم.
كما اصبح لزاما على المالكي  ان يقوم بترميم وهيكلة الجيش بكافة مؤسساته مثلما يتوجب عليه تنظيم علاقاته مع الاكراد وعدم السماح لهم بالتواجد في اي موقع باستثناء اقليمهم وهكذا يأمن شرهم ويحفظ البلد مستقبلاً.


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47642
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20