• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القرضاوي على خطى غوبلز .
                          • الكاتب : تراب تراب .

القرضاوي على خطى غوبلز

يكفي ان يفتح الشيخ المصري القطري يوسف القرضاوي فمه حتى تثار فتنة في مكان ما من العالم العربي ، الامر الذي حول الرجل الى ظاهرة غريبة تسترعي اهتمام المراقبين للمشهد السياسي والاجتماعي في البلدان العربية.

 

الحقيقة هناك تناقض فاحش بين الصورة التي رسمها الاعلام القطري وخاصة قناة \"الجزيرة\" للرجل وتسويقه على انه \"رجل دين نافذ\" و انه \"علامه\" و انه \"رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين\" وو..، وبين شخصيته الحقيقية.

 

احداث مثل الغزو الامريكي للعراق عام 2003 ، والثورات التي شهدتها بعض الدول العربية ، كشفت وعرت حقيقة الرجل امام الجميع ، فهو ليس الا احد اكبر وعاظ السلاطين ، ومفتي للناتو ، و طائفي حاقد.

 

صنف الثورات العربية ، وفقا لرؤيته الضيقة المأطره بطائفية مرضية لا تضاهيها الا الوهابية ، فاعتبر ماحدث في مصر وتونس وليبيا وسوريا ثورات ، بينما اعتبر ما حدث في البحرين مؤامرة شيعية ضد السنة ، وافتى بقتل العقيد معمر القذافي وكفر بشار الاسد والسيسي ، وامتدح أمراء ومشايخ الخليج ومحمد مرسي واردوغان ، واستجدى بشكل مهين تدخل الناتو في ليبيا وسوريا ، و اعتبر غزو \"داعش\" للعراق بانها \"ثورة شعبية\" لاهل السنة ضد الحكم \"الطافي الشيعي\" بقيادة المالكي، حرم الانتخابات التي جرت في مصر وكفر كل من يشارك فيها ، وامتدح مشايخ الوهابية واعتبرهم بانهم اذكي منه لموقفهم المعادي من الاول من \"حزب الله\" اللبناني ، وكفر العلويين في سوريا ، ومازال ينفخ في نار الفتنة في مصر ويؤلب الشارع المصري ضد النظام هناك ، لذلك اصبح اسمه مرادفا للفتنة والفوضى والطائفية.

 

 

 

آخر ما تفوه به الرجل كان يوم الاثنين 23 حزيران / يونيو في مؤتمر صحفي بالدوحة قال في جانب منه: \"إنه لا شك أن السنة في مختلف أنحاء العالم يواجهون القمع لكنهم يواجهون قمعا اكبر في ظل القيادة الشيعية بالعراق\".

 

وفي اطار تسويقه لكذبة ان ما يحدث في العراق \"ثورة شعبية\" و تسويق ارهابي \"داعش\" من الوهابية ، على انهم \"عراقيون\" و \"ثوار\" و \"ابناء عشائر\" ، يقول القرضاوي : \"ان بالإضافة الى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تقاتل جماعات سنية أخرى بما في ذلك أعضاء في حزب البعث الحاكم في عهد صدام حسين الحكومة العراقية\".

 

تصريحات القرضاوي هذه سبقتها دعوته \"للدول العربية والإسلامية الى حماية السنة في العراق\".

 

الغريب ان تصريحات قرضاوي هذه جاءت في اطار دعوته للحوار بين الشيعة والسنة في العراق!!.

 

هنا لسنا في وارد الرد على هذا الهذيان ، فكل عاقل يعرف ان اهل السنة ليسوا بمظلومين في اي مكان في العالم وان مثل هذا الشعور بالاضطهاد هو شعور خاص بالقرضاوي ، واما في العراق فهم ليسوا مظلومين فحسب بل شركاء حقيقيين في العملية السياسية ويتبوؤن مناصب سيادية ، وهذا شيء واضح لسنا مضطرين لتقديم ادلة لاثباته ، ويكفي القاء نظرة سريعة على نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة ، وعدد المقاعد التي حصل عليها ممثلو السنة في مجلس النواب العراقي ، رغم كل الحرب الدموية والنفسية والارهاب والارعاب الذي مارسته المجموعات التكفيرية والبعثية بدعم سعودي وقطري واضح.

 

اما الظلم الذي يمارس على السنة في العراق فهو ظلم تمارسه المجموعات التكفيرية والبعثية بدعم وتحريض مالي واعلامي سعودي قطري ، ويكفي احصاء سريع باسماء القتلى الذين يتساقطون في كل شهر في العراق ، ليتأكد للانسان المنصف والباحث عن الحقيقة ، بعيدا عن اكاذيب القرضاوي و \"جزيرته\" ، من الذي يذبح في العراق هم الاغلبية ، شيعة اهل البيت عليهم السلام ، حيث يترواح عدد الشهداء كل شهر بين 800 الى الف شهيد ، على يد الزمر الوهابية التكفيرية والبعثية ، وفي المقابل ، ندعو كل جهة تريد الكشف عن حقيقة ما يحدث في العراق ، ان تضع قائمة باسماء اهل السنة الذين يقتلون على يد الشيعة في العراق وليقدمها للراي العام عندها سينكشف للعالم اجمع من هو الكاذب.

 

لا توجد في العراق حرب طائفية مطلقا ، فمثل هذه الحرب موجودة فقط في عقل القرضاوي المريض ، وعلى شاشتي \"الجزيرة\" القطرية ، و\"العربية\" السعودية ، نعم هناك حرب في العراق ، وهذه الحرب بين ابناء الشعب العراقي سنة وشيعة ضد الارهابيين من امثال زمرة \"داعش\" الوهابية ، فهل هناك من يمكن ان يصدق ان اهل السنة في العراق يريدون تدمير المراقد المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وسامراء والكاظمية؟ ، ان مثل هذه التهديدات لا تصدر الا عن الزمر الوهابية المجرمة امثال \"داعش\" والعصابات التي تمولها قطر والسعودية.

 

يزعم القرضاوي انه يدعو الى حوار بين الشيعة والسنة في العراق ، بينما الرجل يرفض علانية اعتبار الشيعة من المسلمين ، وذلك عندما كذب وبإصرار عجيب ، صدور فتوى من الشيخ المرحوم محمود شلتوت دعا فيها الى اعتبار المذهب الجعفري مذهب اسلامي مثل باقي المذاهب الاربعة ، ومازال يصر ان مثل هذه الفتوى لم تصدر ، لماذا؟ ، لانه رجل طائفي يتحرك وفق اجندات تخدم اعداء الامة من الصهاينة والمستكبرين ، الذين لايريدون لهذه الامة ان تكون قوية موحدة ، وعدا كل هذا ، ترى هل علينا ان نصدق دعوة صاحب هذه العقلية المريضة ، العراقيين الى الحوار؟.

 

يبدو ان تكرار كذبة \"خطر الشيعة\" على السنة في المنطقة والعالم دون ملل او كلل ، بمناسبة او بدونها، من قبل القرضاوي ، ليس من باب الهذيان او الخرف كما يقول البعض ، بل ان الرجل يتبنى بالكامل نظرية وزير الاعلام النازي في عهد هتلر ، جوزيف غوبلز ، المبنية على تكرار الكذبة حتى يصدق الناس ، وانه كلما كبرت الكذبه كان سهل تصديقها ، ولكننا نقول للقرضاوي ، ان زمن غوبلز قد ولى ، ونحن اليوم نعيش عصر ثورة المعلومات ، وهذه الثورة اوصلت الحقيقة الى بيوت الناس ، ويكفي الضغط على زر او زرين في لوحة مفاتيح الكمبيوتر حتى تعرف ، ان ما يحدث في العراق ليس حربا طائفية ، وان \"داعش\" ليست سنية ، بل وهابية ارهابية مجرمة ، وان المجازر التي ترتكب في العراق ضد الشيعة لا دخل لاهل السنة فيها ، فهذه الجرائم ترتكبها مجموعات تكفيرية وهابية مرتبطة باجندات صهيونية ، وان القرضاوي طائفي حاقد مريض ومن وعاظ السلاطين ، لا علم له و لا تقوى.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47567
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28