• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حقا مازال الشعر اسلوبا واداءا رافضيا .
                          • الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني .

حقا مازال الشعر اسلوبا واداءا رافضيا

الشعر قضية وهو رسالة مميزة تضفي على الثقافة لونا جميلا من ابداع ومالشعر الا بوح االانسانية المعذبة والتي تريد ان تنثر شعورها بقالب بياني وبلاغي مميز جدا .وكان لشعراء اهل البيت ع در مميز في اثراء المعرفة الانسانية وتاصيل الكثير من المفاهيم التي ارتقت بابعاد الحضارة الانسانية على مر العصور ..وقد تنافس شعراء اهل البيت ع باروع قصائدهم لنيل رضا الله والائمة ع ولنشر الفكر الرسالي المميز ..

وكمثال على ذلك 

أنه كان بين الخليعي والشاعر ابن حماد مفاخرة، وكان كلٌّ منهما يظنُّ أن مدحه لأمير المؤمنين عليه السلام أكمل وأفضل من صاحبه، فكتب كل منهما قصيدته ووضعا القصيدتين في الضريح العلوي المقدس، حتى يقضي بينهما الإمام عليه السلام ، فخرجت قصيدة الشاعر الخليعي، وقد كتب عليها بماء الذهب: (أحسنت)، كما كتب على قصيدة ابن حماد: (أحسنت) بماء الفضة. فتأثر ابن حماد من هذا الموقف، ووجه خطابه للإمام 

أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: أنا قديم المحبَّة إليكم، وهذا الشخص دخل لتوِّه في زمرة المحبين، فرأى أمير المؤمنين عليه السلام في منامه، وهو يقول له: «أنت منا كما ذكرت، في حين أنه ارتبط بنا، ودخل في ولايتنا جديداً، فاللازم مراعاة حاله».

وللخليعي في رثاء سيدة نساء العالمين ع:

لم أبكِ رَبعاً لِلأحبَّةِ قَد خَلا

 

وَعَفَا وَغَيَّرَهُ الجدِيدُ وَأمحلا

 

كَلاَّ وَلا كَلَّفْتُ صَحبي وَقفَةً

 

في الدَّارِ إنْ لم أشفِ صبّاً عَلَّلا

 

لَكنْ بَكيتُ لِفَاطِمٍ وَلِمَنعِها

 

فَدَكاً وَقد أتَتِ الخؤونَ الأوَّلا

 

إذ طَالَبتهُ بِإرثِها فَروَى لها

 

خَبَراً يُنَافي المحكَمَ المتَنَزّلا

 

ومنها راجع بحار الأنوار: ج45 ص258 وما بعدها:

وَمُضَلَّلٍ أضحَى يُوطِّئ عُذرَهُ

 

وَيقولُ وَهْوَ منَ البَصيرةِ قَد خَلا

 

لَو لم يُحرِّمْ أحمدٌ ميراثَهُ

 

لم يمنَعُوهُ أهلَهُ وَتَأوَّلا

 

فَأجَبتُهُ: إصرٌ بِقَلبِكَ أم قَذىً

 

في العَين منكَ عدتك تَبصرَةَ الجَلا؟

 

أوَ َلَيسَ أعطاها ابنُ خَطَّابٍ لِحَيـ

 

ـدرَة الرِّضا مُستَعتباً مُتنصِّلا؟

 

أ تُراهُ حَلَّلَ مَا رَآهُ مُحرَّماً

 

أم ذَاكَ حَرَّمَ مَا رآهُ مُحلَّلا؟!

 

وله في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام كتاب الغدير: ج6 ص13:

أيّ عُذرٍ لمهجَةٍ لا تَذوبُ

 

وَحَشاً لا يشبُّ فيهِ لهيبُ؟

 

وَابنُ بنتِ النَّبيِّ بِالطَّفِّ مَطرو

 

حُ لَقَىً وَالجبِينُ منهُ تَريبُ

 

حَولَهُ من بَني أبيهِ شَبابٌ

 

صَرَعتْهُم أيدِي المنايا وَشيبُ

 

وَحَريمُ النَّبيِّ عَبرى مِنَ الثُّكـ

 

ـلِ وَحسرَى خِمارُها مَنهُوبُ

 

تِلكَ تَدعو: أخي، وَتِلكَ تُنادِي:

 

يَا أبي، وَهْوَ شَاخِصٌ لا يُجيبُ(

 

فيا سبحان مقلب القلوب، ومحول الأحوال.. من ناصبي مبغض ذميم إلى موال محب حميم.. من كائن مفرط بالتزمت والضغينة إلى كائن مولع بالمودة والانتماء.

والعجب العجاب أن هذا التحول لم يكن نتيجة حوار فكري وجدل مذهبي، إنما حدث بوسيلة أيسر من ذلك بكثير، كل ما هنالك أن هذا الناصبي القاطع للطريق راوده حلم يتعلق بيوم الحساب، وحين استيقظ انقلب عنده كل شيء، فلم يعد هناك نصب وسطو على زوار الحسين عليه السلام ، بل أصبح هو بالذات من زوار الحسين عليه السلام ومادحيه ومحبيه.هو الشيخ الجليل الأديب أبو الحسن محمد المعروف بـ(ابن حماد) من أفاضل الفيحاء ومشاهير شعرائها، وكان معاصراً للخليعي الشاعر، نظم أغلب شعره في آل بيت رسول الله، وله أكثر من مائتي قصيدة في حبهم، توفي بحدود سنة (900هـ) ودفن في الحلة وقبره يزار وهو مجاور لقبر الخليعي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47456
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29