• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العدالة الأخوية في تركيز المساواة .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

العدالة الأخوية في تركيز المساواة

 بسم الله الرحمن الرحيم 
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) الصف/ 4 .
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) آل عمران /103 .
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم ) الأنعام /151 .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات /13 .
(مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الفاتحة
 ./5ـ   6 
(لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) لقمان /18 .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ) الحجرات/12 .
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) النساء /54 .
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ) المائدة /2 .
(وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) النساء/36 .
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ) البقرة/83 .
(وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور /22 .
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء /23 ـ 24 .
وقال خير الثقلين صلى الله عليه وآله : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )).
وقال إمام المتقين وأميرها علي عليه السلام : ((ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً )).
(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض  ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ).
 
تحية لكل فكراً متحرراً ولاسيما النقية منها الخالية من كل شوائب ,شوائب الطائفية  البغيضة التي تؤدي إلى الكراهية وإلى التقاتل وليس فقط  على مستوى الأديان المختلفة وإنما على مستوى الدين الواحد وهذا مردّه إلى اللاوعي الذي ما زال سائدا" بين أبناء العروبة والإسلام وكل يهمش الآخر ويعتبره كافرا, أو ملحدا, أو حتى على ضلال ولا يقبل تديّنه وظهرت في السنوات القريبة أن الشيوخ الوهابية  فتت وخصوص في العام الحالي حيث أصدر إمام مكة فتواه وفي سوريا وفي بعض مناطق العراق بحق الشيعة وتقضي حتى بهر دماؤهم ولم أدري مثل تلك الفتاوى هل تصدر نتيجة دوافع سياسية أو مادية أو غير ذلك ومهما كانت الأسباب وراء إصدارها يجب أن يحاسب من أصدرها من قبل الجهات المسئولة في تلك الدولة أو تأييدها أو رفضها ويجب أن لا يسمح لأحد أن يصدر أي فتوى تتعلق بالدين إلا من قبل لجان دينية متخصصة لأنها تثير الكراهية والحقد الطائفي وتبعث إلى التقاتل والكثير من الحروب الطائفية كانت نتيجة , لمثل تلك الفتاوى وعندما أصدر أحد رؤوس دول العالم  عبارته بأن حربه على أفغانستان هي حرب صليبية هل استشار الرؤساء الروحيين المسيحيين ؟؟؟  
مادية أو غير ذلك ومهما كانت الأسباب وراء إصدارها يجب أن يحاسب من أصدرها من قبل الجهات المسئولة في تلك الدولة أو تأييدها أو رفضها ويجب أن لا يسمح لأحد أن يصدر أي فتوى تتعلق بالدين إلا من قبل لجان دينية متخصصة لأنها تثير الكراهية والحقد الطائفي وتبعث إلى التقاتل والكثير من الحروب الطائفية كانت نتيجة, لمثل تلك الفتاوى وعندما أصدر الرئيس عبارته بأن حربه على أفغانستان هي حرب صليبية هل استشار الرؤساء الروحيين المسيحيين قبل أن يعلنها أكيد لا بدلالة مهاجمتهم له وكانت بدوافع سياسية واتخذها البعض حجة لمهاجمة كنائس المسيحيين في أماكن متعددة فلو كان همه المسيحيين فلماذا لم يحمي المسيحيين في العراق اليوم في ظل احتلال الموصل بالمؤامرة  أو في دولة سوريا ! ولكن أن غايته هي زرع التفرقة والبغضاء بين أبناء البلد الواحد الذين يتعايشون بمحبة وتعاون منذ آلاف السنين ولا يهمه لا المسيحية ولا المسيحيون لأنه مع تجار الأسلحة ويهمه ترويج الدمار وبيع الأسلحة وغالبية جيشه من المرتزقة فليمت من يموت ولو عدنا إلى معظم أركان إدارته فالبعض منهم مسئولين عن شركات إنتاج الأسلحة والبعض مسئولين عن تأمين الأسلحة إلى الفئات المتقاتلة في كل دول العالم وهؤلاء هم من يشجعون المتطرفين من المسلمين أو المتطرفين من المسيحيين ويمدوهم بالسلاح والعتاد ولا نجد الضحايا الأكثر إلا من رجال الفكر والأطباء والعلماء والمدنيين وهذا ما شهدناه في كل الدول العربية والإسلامية وكم تهدمت جوامع للسنة وجوامع للشيعة وكم حرقت كنائس وتشردت المئات بل الآلف نتيجة تلك الحروب الطائفية ولو تعايش الجميع في الوطن الواحد وكانوا جميعهم متساوون أمام القانون وللجميع حقوق كما عليهم واجبات يتفاعل الجميع ويتعاون على خدمة الوطن والدفاع عنه ألا يتطور البلد ويصل إلى الحضارة والتي لا يرضى عنها تجار الأسلحة ولماذا كل جهة أو مرجعية دينية تنصب نفسها مدعية دفاعها عن الدين ومعتقدها على صح وغيرها على باطل , أليس الدين علاقة ذاتية بين الإنسان وخالقه وهو الذي يحاسبه على أعماله الخيّرة أو الشريرة وهو القادر على محاسبته الآنية أو المستقبلية فلماذا لا نفصل الدين  الوهابي والتكفيريين عن الدولة ونستخلص من كل الأحزاب التكفيرية القاعدة وداعش وغيرها من الأسماء ..ما هو صالح للتعايش والتعاون وخدمة الإنسان ونضمنها الدساتير والقوانين ونطبقها على جميع أبناء البلد الواحد ليتساوى الجميع أمام القانون ونصدر القوانين الرادعة بحق كل من يشجع على الطائفية البغيضة والتفرقة الدينية والمذهبية ليعيش أبناء البلد الواحد بحرية وطمأنينة وبشعور ذاتي بأن الجميع من الدرجة الأولى وليس أحد أحق منهم في الوطن ليعملوا جميعا, بتعاون وتآخي ليعمر البلد وتسود المحبة بين جميع أبنائه ونترك للجميع على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم ليمارسوا عباداتهم بحرية بالطريقة التي اعتادوا عليها وبدون مضايقة أو إكراه وليكن شعار الجميع الحياتي الدين لله والوطن للجميع مطبقا ومرة أخرى احي سماحة السيد السيستاني والمرجعية الرشيدة من الطرفين  واحي الجيش ودولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي واحي الساسة الشرفاء , وأقول للجبناء الذين خسروا بالانتخابات لماذا تغرمون الشعب لأنه لم ينتخبكم ؟!! وأقول لهذا الشخص المتلون رجب طيب اردوغان بأنك لم تخدم المنطقة بل تنفذ مخططات صهيونية ومنذ لعبتك بعملية باخرة مرمرة التي بدأت لعبتك , ولا تنسى أن الإرهابيين الذين تجمعهم في تركيا سوف ينقلبون عليك عن قريب لأن الإرهاب لا دين له. واللعنة الدائمة على آل سعود وحاكم قطر وعلماء السوء  والساسة المتورطين ضد شعبهم العراقي .والآن لنرى كيف يطلب ربنا بأن نعتصم ونتوحد ونتآخى !
والإيمان بالله وطاعته يؤدي إلى عدم الفرقة قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) فانه جل وعلا اعتبر الإيمان به مؤديا إلى الآلفة وعدم التفرقة ، لان الإيمان يلقي في النفس الإنسانية نوعا يتجاذب مع بقية الأنواع الإيمانية التي تماثله ، فالفت المؤمن أمر طبيعي وخاصة طبيعية قال (صلى الله عليه وآله ) : ( المؤمن ألف مألوف ولا خير في من لايألف ولايؤلف ) ، ولكن الآلفة الذي حثت عليه الشريعة هو الألفة مع المؤمنين، فان الصداقة تؤثر تأثيراً بالغا على حياة الإنسان من حيث السعادة والشقاء ، إلى درجة انه جعل الصديق مرآة تنعكس عليها حسنات المرء وسيآته ، قال (صلى الله عليه وآله) ( المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأذى ) وقال الشاعر :  
عدوى وإن كنت من غر مناجيب
فالطبع مكتسب من كل مصحوب
من النتن أو طيباً من  الطيب
لاتصحبن لآم الناس إن لهـــم
واصحب أخا كرم تحضى بصحبته
والريـح آخـذة ممـا تمـر بـه نتناً ..
أن التضامن الأخوي وهذه الأخوة ليسا فقط من المندوبات. بل هما من الواجبات إذ أنهما يعبران عن مسئولية الجميع عن الجميع ويجب لذلك أن تنشأ ركيزة النظام الاجتماعي والسياسي ومبدأ عدالة أخوية تشمل العراق كله والعالم .. وأن هناك عدة عوامل تشد الأخوة وهي :
- التراحم والتعاطف
أكد الإسلام على التراحم والتعاطف لأنهما من أهم الوسائل ومن أوثق الأسباب المؤدية إلى اتصال الناس بعضهم ببعض. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال ( اتقوا الله ، وكونوا أخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا امرنا واحيوه ..)
وعنه (عليه السلام) انه قال : ( توا صلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا )..
التزاور
وندب الإسلام التزاور لأنه قاعدة أساسية للتعاون والتآلف ، فعن أمير المؤمنين علي (علبه السلام) انه قال ( لقاء الإخوان مغنم جسيم ، وان قلوا ). والسعي في قضاء حوائج الناس :
ومن العوامل المهمة في ترابط الهيئة الاجتماعية ، السعي في قضاء الحوائج ، وقد أكد الإسلام على ضرورته فعن النبي (صلى الله عليه وآله) ( من مشى في قضاء حاجة أخيه ساعة في ليل أو نهار قضاها أو لم يقضها كان خيرا من اعتكاف شهر ).. والإغاثة والمواساة هي القوة لشد اللحمة :
ومما يبعث على الوحدة الاجتماعية بين المسلمين ، إغاثة بعضهم البعض والمواساة فيما بينهم، فانهما من أهم الأسباب الوثيقة في جمعهم واتحادهم فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله ) انه قال : ( من نفس عن مسلم كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه … ) وعن الإمام الرضا(عليه السلام) انه قال : ( من فرج عن مؤمن فرج الله قلبه يوم القيامة ).
ومن هنا. وفى ضوء ذلك، فان واجب الوقت هو أن بادرته المرجعية في العراق وفى مقدمتهم سماحة السيد السيستاني إلى طمأنة الجميع المسلمين والمسيحيين، عبر الفتوى لدعم الجيش والدول والعراق وهو واضح يجمع ولا يفرق، ويشرح الجوانب المشرقة في الفكر السياسي الإسلامي، وتاريخ المسلمين الذي يؤكد بوضوح أنه في عصور التقدم والازدهار الفكري والسياسي طالما كانت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين رائعة ومشرقة، وعلى العكس كانت العلاقات تصل إلى أسوأ حالاتها في عصور الاستبداد السياسي والاضمحلال الفكري .
كما أن كشف واستعراض تاريخ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نفسه، ومواقفه في هذا الصدد كافية تماما لإشاعة أجواء المحبة والتآخي الحقيقية والعميقة، فهو الذي صبر على أذى جاره اليهودي وراح يزوره في مرضه، وهو الذي وقف عند مرور جنازة ليهودي وقال. أليست نفسا؟ وهو الذي وضع نفسه خصيماً يوم القيامة لمن آذى مسيحيا . 
وفيما يتعلق بالممارسة السياسية للنبي محمد صلى الله عليه وآله ذاته، تأتى وثيقة المدينة التي وقعها مع اليهود لتكشف حقيقة قيامه صلى الله عليه وسلم بتطبيق مبادئ العدالة والمساواة مبكرا في فجر التاريخ الإسلامي (وفقا لما أشار إليه بالتفصيل   ). 
إن المراجع لمصادر الإسلام، من خلال القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة، يرى بكلِّ وضوح وجلاء، حقيقة وهي: أن كثيراً من وصايا الإسلام وواجباته وأحكامه تدعو إلى إزالة الحجب القائمة بين الأفراد، بين الإنسان وأخيه الإنسان .
إن الإسلام لم يأتِ لهدمِ الإنسانية، إنما جاء بهدف هدم الحواجز التي يمكن أن تفصل الإنسان عن أخيه في الإنسانية، أو أخيه في الإيمان، مثل العصبيات بسائر أقسامها وأسمائها، والكبر والغرور والحقد والحسد وسوء الظن… هذه القائمة الطويلة السوداء من الصفات السيئة التي جاء الإسلام للقضاء عليها واجتثاثها من جذورها .
وقد تتعجب من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :
((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))
ولكن المجتمع الذي لا أخلاق له، والذي يفصل بين أبنائه الحسد والبغضاء والكبر، ولا يثق المرء بأخيه، والذي لا يقوم على قاعدة الحب والإخلاص والصفاء، هذا المجتمع لا يمكن أن يرتقي أو يبني حضارة، إن مجتمع التقاطع والحقد والحسد والبغضاء ليس مجتمعاً إسلامياً وإن سُمّي كذلك… إذن فالإسلام يدعو إلى مجتمع المحبة والتواصل والتعاون والإخاء والتكافل مجتمع ليس فيه الحواجز النفسية والاجتماعية بين أبنائه، متشابك داخلياً، وآنئذ يستطيع هذا المجتمع أن يكون مصداقاً لقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا) آل عمران ...
وأن يكون :
 
(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) وأن يكون :
((مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعت سائر الأعضاء بالسهر والحمى ))
فإذا ما تكاتف المجتمع داخلياً، وأمِن من داخله، فحينئذ من السهولة أن ينتصر على أعدائه، أما إذا كان المجتمع مقاطعاً بعضه بعضاً، فحينئذ على هذا المجتمع السلام، ولن يستطيع أن ينتصر على أعدائه .
والتاريخ، والإسلامي منه بالخصوص، يؤكِّد لنا هذه الحقيقة، أن المسلمين تراجعوا حينما تقاطعوا، وإذا أرادوا الرجوع إلى ميدان قيادة الأمم فما عليهم إلا أن يتواصلوا ويتكاتفوا .
وهذا التواصل ينبغي أن يبدأ في الأسرة والعائلة، أي بين الأرحام، ليكون البيت الداخلي آمناً، ومن ثمّ‏ ينجرّ الكلام إلى الوحدة والتواصل الاجتماعي الإسلامي بشكل عام والإنساني بشكل أعم .
عبادات تواصلية
حتى العبادات الإسلامية التي ظاهرها الفردية، فإنّها تضمنت معان اجتماعية، خذ مثالاً الصلاة: فعندما يصلي الإنسان المسلم بمفرده، هل يعني ذلك أن هذه الصلاة هي صلاة فردية؟ لا، لأن الصلاة وإن كانت إقامتها بصورة فردية أحياناً، إلا أن مضمونها اجتماعي .
خذ مثلاً: عندما يقرأ المصلي سورة الفاتحة، فإنه يصل إلى آيات :
(مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الفاتحة فهنا نجد أن الصيغة صيغة الجماعة، نعبد نستعين أهدنا، وليست هي صيغة المفرد، أعبد أستعين أهدني .
فضلاً عن أن الإسلام حثّ على إقامة الصلاة جماعة وفي المسجد، وهذا يشير إلى أهميّة التحرك والنشاط الاجتماعي التواصلي في الإسلام الحكيم .
وهكذا عبادة الحج، فإن الحج صورته صورة جماعية، فمنذ انطلاق الإنسان من بلده إلى عودته من الحج ترافقه المعاني الاجتماعية، والإشارات التواصلية .
وهكذا الصوم والزكاة، ترى فيهما المعاني الاجتماعية التواصلية فإذن الإسلام اجتماعي تواصلي، يدعو إلى المحبّة والتكاتف والتعاون .
ومن الأمور التي أكّد عليها هذا الدين العظيم صلة الرحم، وهذا ما سنتحدث عنه في العناوين اللاحقة .
الغرب المتقاطع‏
إذا عرفت منهجية الإسلام في العلاقة مع الآخر، وكونه اجتماعياً، فعرِّج بنظرك صوب الغرب لترى كيف يعيش الغرب من هذه الناحية .
إن مراجعة دقيقة للمجتمع الغربي يؤكِّد لك، بما ليس فيه شك، إلى أنه مجتمع فرداني وأناني الاتجاه، فإنه لا يفهم إلا من خلال مصالحه الضيقة، والفرد فيه مكلّف بتحسين حاله بمفرده، وليس مسؤولاً عن الآخرين، وبالنتيجة فإن قيمه ومصالحه متعلقة به، ولا يخدم بها بني الإنسان، مهما بعد منه أو قرب، حتى ولو كان ابنه من صلبه أحياناً، ولا تعدو أن تكون القيم والمصالح آلة اقتصادية مثلها مثل بقية الآلات، لا دخل لمعنى الإنسان أو الإنسانية ومصيره فيها بشيء .
والمؤسف المبكي أن روحيّة الغربيين قد غزتنا، وأصبحت هويّة المسلمين وأصالتهم ورو حيتهم الاجتماعية والتواصلية في مهب الرياح الغربية الفاسدة، فالهجوم الثقافي شرس واسع النطاق .
فينبغي على المسلم في هذا الصراع إثبات الذات وصون الهوية الثقافية والتمسك بمبادئ الإسلام الأصيلة .
وإذا أردت معرفة حقيقة المجتمع الغربي فما عليك إلا أن ترجع إلى الصحف والمجلات التي تتحدَّث عن تفكك هذا المجتمع، وبالخصوص تفكك عوائله وأسره .
أجريت دراسة على 7598 جانحاً في الولايات المتحدة الأميركية من نزلاء المؤسسات الإصلاحية سنة 1910، أظهرت أن 50.7% أتوا من أُسر متصدِّعة .
وأن 50.5 من نزلاء المدارس الإصلاحية في إنكلترا، واسكتلندا أتوا من بيوت متصدعة، وأجرى باحث فرنسي عام 1942 في مدينة باريس دراسة على الأحداث الشباب المراهقين المنحرفين، فتبين أن 88% منهم كانت أسرهم متفككة .
إن المجتمع الغربي مهدّد بالسقوط جرّاء تفشي بجذر ظاهرة الفردية الأنانية بين كل فئاته .
وفي رأي بعض الباحثين الاجتماعيين، أن المجتمع الأمريكي بالذات، نسي مفتّت ومن ثم فليس له أمل يُرجى لمستقبل هذا المجتمع إذا هو لم يتدارك الأمر قبل فوات الأوان، وذلك بتصحيح وترميم النسيج الاجتماعي ويعترف هؤلاء الباحثون: أن الوضع يحتاج إلى تغيير جذري لقيم الشعب الأميركي .
العلاقات الاجتماعية في المجتمع الإسلامي‏ إن المجتمعات الإسلامية رغم عدم التزامها بالإسلام التزاماً تاماً، إلا أنه لا تزال الروح الاجتماعية موجودة فيها .
فحسب دراسات أجريت على المجتمعات العربية وهي جزء من الأمة الإسلامية أنه لا تزال في المجتمعات العربية روح العاطفية والترابط، وحب المعاشرة، وهي قيم تعكس أهميّة الجماعة لدى الفرد… وليس الامتثال لرغبات الأسرة والخوف من كلام الناس، والاهتمام بالمحافظة على السمعة، والمكانة العالية التي تحتلها المجاملات الاجتماعية العربية إلا تأكيداً، لأهمية الجماعة لدى الفرد .
وقد لاحظ أحد الباحثين أن العرب على خلاف الأوروبيين والأميركيين، عادة ما يفضلون الوقوف والجلوس على مقربة شديدة من بعضهم البعض في الأماكن العامة .
أسباب القطيعة
بعد أن قارنّا بين المجتمع الإسلامي وقيمه من حيث الاتجاه الجماعي، وبين المجتمع الغربي من حيث فرا دنيته وأنانيته، يحسن بنا أن نعرف الأسباب التي تدعو إلى تقاطع الناس وتنافرهم، وهذه الأسباب تجري على قطع الرحم أيضاً .
1 ـ سيطرة روح المادّية على المجتمع والأفراد، مما يسبِّب تمحور كل إنسان حول ذاته، بالشكل الذي يؤدي إلى عدم الاهتمام بالآخرين. وهذا ما نراه في المجتمعات الغربية التي لا تقيس علاقاتها مع الآخرين إلا بالقياس المادّي، ويختصرون علاقاتهم بقياس الجيب وما يحويه من المال .
وهذه الروح المادّية رفضها الإسلام العزيز، داعياً إلى عدم الاستغراق في حبّ‏ الدنيا، وحبّ‏ المال، المؤدِّيان إلى كثير من المساوئ، ومنها قطع الرحم .
إننا نرى كثيراً من الأغنياء المنكبين على جمع المال، لا يتواصلون مع أقاربهم، وما ذلك إلا لأنّهم فقراء، لا يستفيدون منهم شيئاً، بمقياس الجيب والمصالح المادّية .
2 ـ التكبُّر: وسيطرة الروح المادّية، تؤدي بالإنسان الذي تغلبت عليه هذه الروح، إلى التكبُّر على الآخرين واحتقارهم وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله :
((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر))
وإذا كان التكبُّر مذموماً في الإسلام، فإن التكبُّر على ذي الرحم أشدُّ قبحاً، فكم نرى غنياً، أو ذا جاه، لا يصل رحمه الفقير أو الذي لا جاه له، ولا يعرف له قرابته ويتكبَّر عليه، أما إذا رأى رحمه الغني الوجيه احترمه، وهذا في الحقيقة ليس صلة للرحم، بل اعتناء بالمال والمصالح الضيقة، لا بشخص الرحم، فهذا احترم المال ولم يحترم قريبه، ألا يعلم هذا المتكبِّر أن اللَّه. (لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) لقمان .
3 ـ سوء الظن: وهو مسبِّب للكثير من العداوات والأحقاد، وكم من أخوين تقاطعا لأنهما أساءا الظن، وكم من عائلات وأسر تفككت بسبب هذه الخصلة المدمِّرة .
ولذلك حذّرنا اللَّه من هذه الرذيلة .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ الحجرات .
وكثير من الأحاديث ذكرت حول هذا الموضوع، يقول أبو عبد اللَّه عليه السلام،
قال: أمير المؤمنين عليه السلام :
((ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً )).
4 ــ الحسد: وهو أيضاً ماح أو حال للدِّين، ومقطِّع أوصال الأحبّة والمؤمنين، ولقد حذّرتنا الشريعة الإسلامية من هذه الخصلة .
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ النساء .
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ .
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه :
((ألا إنه قد دبّ إليكم داءُ الأمم من قبلكم وهو الحسد ليس بحالق الشعر لكنه حالق الدين )).
ألم يكن الحسد سبباً لقتل قابيل لأخيه هابيل، قال الإمام الصادق عليه السلام :
((والحسد أصله من عمى القلب… وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد وهلك مهلكاً لا ينجو منه أبداً ))
والنبي يوسف عليه السلام ألم يحاول أخوته قتله انطلاقاً من صفة الحسد، وقصته معروفة .
5 ـ الغيبة: وهي أيضاً مسبّبة لتفكك العوائل، في حين أن اللَّه تعالى ينهانا عنها لمصلحتنا .
(وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ..) الحجرات .
6 ـ النميمة، وفحش الكلام، وعدم وجود الاحترام المتبادل، والعقد النفسية خجل، حياء، فضلاً عن الغزو الثقافي الغربي لنا، بحيث نكاد نصير كالغرب في أخلاقه وقيمه وتوجهاته .
هذه الأسباب لم نفصِّل فيها، حتى لا يطول المقام، ويحسن مراجعة الكتب الأخلاقية، التي تتحدَّث عن هذه المواضيع بإسهاب، وتعطي العلاج لهذه الرذائل، فبعلاجها يعالج موضوع قطيعة الرحم، وكثير من العدوات والأحقاد في المجتمع ككل .
بين العصبية وصلة الرحم‏
صحيح أن الإسلام دعا إلى التواصل والمرحمة، كما سيأتي في الأحاديث والآيات القرآنية، إلا أنه نهى عن التعصُّب الأعمى للعائلة والأرحام .
يقول الإمام رحمه الله: “العصبية واحدة من السجايا الباطنية النفسانية، ومن آثارها الدفاع عن الأقرباء، وجميع المرتبطين به وحمايتهم، بما في ذلك الارتباط الديني أو المذهبي أو المسلكي، وكذلك الارتباط بالوطن وترابه… والعصبية من الأخلاق الفاسدة والسجايا غير الحميدة، وتكون سبباً في إيجاد مفاسد في الأخلاق وفي العمل… إن المرء إذا تعصّب لأقربائه أو أحبّته ودافع عنهم، فما كان بقصد إظهار الحق ودحض الباطل، فهو تعصب محمود ودفاع عن الحق والحقيقة… أما إذا تحرّك بدافع قوميته وعصبيته بحيث أخذ بالدفاع عن قومه وأحبته في باطلهم وسايرهم فيه ودافع عنهم، فهذا شخص تجلّت فيه السجية الخبيثة، سجية العصبية الجاهلية، وأصبح عضواً فاسداً في المجتمع… وصار في زمرة أعراب الجاهلية… جاء في الكافي عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام قال :
((من تعصَّب أو تعصِّب له فقد خُلِع رِبقُ الإيمان من عنقه))
وعن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام قال: ((من تعصّب عصّبه اللَّه بعصابة من النار )).
فصلة الرحم والأقرباء والتعاون معهم والتكافل مطلوبة إسلامياً، ولكن إذا كان التعاون معهم على الباطل والظلم فهذا غير مطلوب، يقول تعالى :
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة ..
وقد أمرنا اللَّه تعالى في كتابه الكريم، أن لا نكون متعصِّبين لمن يمتّ‏ إلينا بصلة القربى، وأن يكون رائدنا هو الحقّ‏ والعدل، وأن نقول الحق ولو على أرحامنا، قال تعالى :
(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) الأنعام ..
صلة الأرحام والقربى في القرآن الكريم‏
من القضايا التي اهتم بها القرآن الكريم، قضية الأرحام، وبتعبيره ذوي القربى، فإذا استقرأنا الآيات القرآنية بخصوص هم، نرى بوضوح مدى عنايته واهتمامه بهذا الموضوع، وهنا نورد بعض الآيات في هذا الخصوص كنموذج :
1 ــ قال” تعالى : (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) النساء ..
هذه الآية الكريمة تشير إلى حق الوالدين وتوصي بالإحسان إليهما، ونلاحظ قرن عدم الشرك باللَّه بالإحسان إليهما، وفي هذا لفتة إلى أن ثمة ارتباطاً بين هاتين المسألتين، بحيث يكون ترك حقوق الوالدين وتجاهلها، في مصاف الشرك باللَّه سبحانه، ثم إنها توصي بالإحسان إلى كل الأقرباء .
وفي قوله تعالى أخيراً :
أنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً .
إشارة إلى أن سبب قطيعة الرحم أو من أسبابها، التكبُّر، الذي عبّر عنه بالاختيال والفخر .
2 ـ وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى) النحل ...
لقد تعدَّدت الآيات التي تأمر بالإحسان إلى ذوي القربى، والإحسان إن كان حسناً، فهو إلى الأرحام أحسن وأجمل .
والمراجع للكتب الفقهية يرى كثيراً من الفتاوى التي تشير إلى مدى اهتمام الإسلام بالإحسان إلى ذوي القربى، كاستحباب الصدقة والزكاة والهدية إليهم، وإلى ما هنالك من أحكام .
3- قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ) البقرة… الآية الكريمة تؤنِّب بني إسرائيل، لأنهم لم يلتزموا بالأحكام التي وردت فيها، ومنها الإحسان إلى ذوي القربى، وهذا يشير إلى مدى أهميّة هذا الموضوع عند اللَّه تعالى .
4 ـ قال تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى) النور ..
هذه الآية كما يُروى نزلت في بعض الناس، كان قد آذاهم بعض قرابتهم، فحلفوا على أن لا يوصلوهم، ولكنّ اللَّه تعالى نهاهم عن ذلك .
وهذا مما يعطينا فكرة مهمّة أنه حتى ولو آذانا ذوو قرابتنا، وقاطعونا، بأي صورة من الصور، فعلينا أن لا نقاطعهم صلة الرحم في الأحاديث‏ كما كان للقرآن الكريم اهتمامه بموضوع الأرحام كان للأحاديث الشريفة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته‏ عليهم السلام أيضاً الاهتمام الكبير والأحاديث كثيرة في ذلك نذكر بعضاً منها :
الحث على صلة الرحم‏
يقول الإمام علي :
((إنه لا يستغني الرجل وإن كان ذا مال عن عترته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهم أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه، أعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به، ولسان الصدق يجعله اللَّه للمرء في الناس خير له من المال يرثه غيره، ألا لا يعدلنّ‏ أحدكم عن القرابة )).
وعنه عليه السلام :
((وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه تصير ويدك التي بها تصول )).
آثار صلة الرحم‏
إن لصلة الرحم إيجابيات مهمة على صعيد الدنيا كما الآخرة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة نأتي على ذكر بعضٍ منها :
عن الإمام الباقر عليه السلام :
((صلة الأرحام تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ الأجل “أي تطيل في العمر )).
وعنه عليه السلام :
((صلة الأرحام تحسن الخلق وتسمح الكف
وتطيب النفس وتزيد في الرزق وتنسئ في الأجل )).
وعن الإمام الصادق عليه السلام :
((إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب ويعصمان من الذنوب))
فلو علم الإنسان كل هذا الأجر في الآخرة عدا حسنات الصلة في الدنيا لما قطع رحماً قط طوال عمره ولعمري كم هي واسعة رحمة اللَّه وكم هو كريم حتى يعطي كل هذا على صلة الرحم التي يتهاون بها الإنسان في أغلب الأحيان .
وكما كان لصلة الرحم إيجابيات، فبطبيعة الأمر، إن لقطع الرحم سلبيات على مستوى الآخرة والدنيا، وهنا بعض الأحاديث :
قطع الرحم من أبغض الأعمال إلى اللَّه تعالى ‏جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: أي الأعمال أبغض إلى اللَّه؟ فقال صلى الله عليه وآله :
((الشرك باللَّه))
قال: ثم ماذا؟ فقال صلى الله عليه وآله :
((قطيعة الرحم))
يوجب قرب الأجل‏
قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته :
((أعوذ باللَّه من الذنوب التي تعجِّل الفناء، فقام إليه عبد اللَّه بن الكواء، فقال : يا أمير المؤمنين أو تكون ذنوب تعجِّل الفناء، فقال: نعم، وتلك قطيعة الرحم، إن أهل البيت ليجتمعون ويتواصون وهم فجرة فيرزقهم اللَّه وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم اللَّه وهم أتقياء )).
لا تقطع وإن قطعك‏
جاء رجل إلى أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام فشكا إليه أقاربه، فقال عليه
السلام :
((أكظم غيظك وافعل” (أحسن إليهم)
فقال: إنهم يفعلون ويفعلون: (من أنواع الإساءة ).
فقال عليه السلام :
((أتريد أن تكون مثلهم فلا ينظر اللَّه إليكم))
وقال الرسول صلى الله عليه وآله :
((لا تقطع رحمك وإن قطعك))
يمنع استجابة الدعاء وريح الجنّة
قال صلى الله عليه وآله :
((أخبرني جبرائيل أن ريح الجنة توجد من مسيرة ألفي عام ما يجدها عاق ولا قاطع رحم )).
وقال أيضاً :
((قطع الرحم يمنع استجابة الدعاء))
صلة الوالدين‏
إذا كانت صلة الرحم واجبة وقطعها حرام، فإن ذلك يتأكّد في صلة الوالدين أو قطعهما، وقد عُدَّ عقوق الوالدين من الذنوب الكبيرة، كما ورد التصريح بذلك في روايات كثيرة .
وعنه صلى الله عليه وآله :
((من أسخط والديه فقد أسخط اللَّه ومن أغضبهما فقد أغضب اللَّه))
وعنه صلى الله عليه وآله :
(( من آذى والديه فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللَّه ومن آذى اللَّه فهو ملعون))
وعنه صلى الله عليه وآله :
((فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة))
وعن الصادق عليه السلام :
((من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل له صلاة))
وإذا كان هذا في حال ظلمهما له، فكيف إذا كان هو ظالماً لهما .
الإحسان للوالدين‏
يستفاد من القرآن الحكيم وأخبار أهل البيت عليهم السلام أنه ليس عقوق الوالدين وحده يعني إيذاءهما وإزعاجهما حراماً وذنباً من الذنوب الكبيرة، بل أن الإحسان إليهما وأداء حقهما واجب وتركه حرام شرعاً .
أما الآيات :
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً .
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا .
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ .
حيث ذكر شكر الوالدين تبعاً لشكره، ولا شك عقلاً في وجوب شكر رب العالمين، إذن شكر الوالدين واجب أيضاً. لقوله تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء ..
ــ فالإحسان في الفعل يقابل الإساءة وهذا بعد التوحيد للَّه من أوجب الواجبات كما أن عقوقهما أكبر الكبائر بعد الشرك باللَّه، ولذلك ذكره بعد حكم التوحيد وقدمه على سائر الأحكام المذكورة المعدودة، وكذلك فعل في عدّة مواضع من كلامه تعالى .
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم ) الأنعام … وقد تقدّم في نظير سورة الأنعام ، إن الرابطة العاطفية المتوسطة بين الأب والأم من جانب والولد من جانب آخر من أعظم ما يقوم به المجتمع الإنساني على ساقه، وهي الوسيلة الطبيعية التي تمسك الزوجين على حال الاجتماع، فمن الواجب بالنظر إلى السنّة الاجتماعية الفطرية أن يحترم الإنسان والديه بإكرامهما والإحسان إليهما، ولو لم يجر هذا الحكم وهجرة المجتمع الإنساني بطلت العاطفة والرابطة للأولاد بالأبوين وانحلّ به عقد المجتمع ــ .
إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما: “فتخصيص حالة الكبر بالذكر لكونها أشق الحالات التي تمر على الوالدين، فيحسّان فيها الحاجة إلى إعانة الأولاد لهما وقيامهم بواجبات حياتهما التي يعجزان عن القيام بها، وذلك من آمال الوالدين التي يأملانها من الأولاد حين يقومان بحضانتهم وتربيتهم في حال الصغر وفي وقت لا قدرة لهم على شيء من لوازم الحياة وواجباتها. فالآية تدل على وجوب إكرامهما ورعاية الأدب التام في معاشرتهما ومحاورتهما في جميع الأوقات، وخاصة في وقت يشتد حاجاتهما إلى ذلك وهو وقت بلوغ الكبر من أحدهما أو كليهما عند الولد ....
بعض ما ورد من الأحاديث في بر الوالدين‏
1 ـ أفضل من الجهاد :
أتى رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه إني راغب في الجهاد نشيط، فقال له النبي صلى الله عليه وآله :
((فجاهد في سبيل اللَّه فإنك أن تقتل تكن حياً عند اللَّه ترزق وإن تمت فقد وقع أجرك على اللَّه وإن رجعت رجعت من الذنوب كما وُلدت )).
قال: يا رسول اللَّه إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله :
فقِرْ مع والديك فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سنة))
2 ـ الأثر الدنيوي للعقوق :
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله :
((ثلاثة من الذنوب تعجَّل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة، عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان )).
3 ـ الإحسان للوالدين وطول العمر :
عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال :
((صدقة السر تطفئ غضب الرب، وبر الوالدين وصلة الرحم يزيدان في الأجل)) 
4 ـ الإحسان للوالدين والغنى :
قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
((من يضمن لي بر الوالدين وصلة الرحم أضمن له كثرة المال وزيادة العمر والمحبة في العشيرة )).
هذه بعض الروايات، في البر والإحسان إلى الوالدين، وهي كثيرة، نقتصر على هذا القدر .
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله :
((إن الرجل ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فينسئهُ اللَّه عزَّ وجلّ‏ ثلاثين سنة، وأن الرجل ليقطع الرحم وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيره اللَّه إلى ثلاثة أيام )).
درجة في الجنة لواصل الرحم‏
قال أبو عبد اللَّه عليه السلام قال :
((قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور )).
قطيعة الرحم من الكبائر
الإمام رحمه الله في معرض حديثه عن الكبائر كبائر الذنوب يقول: ـ وأما الكبائر فهي كل معصية ورد التوعيد عليها بالنار أو بالعقاب، أو شدّد عليها تشديداً عظيماً، أو دلّ دليل على كونها أكبر من بعض الكبائر أو مثله، أو حكم العقل على أنها كبيرة، أو ورد النص بكونها كبيرة، وهي كثيرة: منها… وقطيعة الرحم…ـ .
ويستحب العطية للأرحام الذين أمر اللَّه تعالى أكيداً بصلتهم ونهى نهياً شديداً من قطيعتهم، فعن مولانا الباقر عليه السلام قال :
((في كتاب علي عليه السلام ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ‏ أبداً حتى يرى وبالهن : 
البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز اللَّه بها، وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، وإن القوم ليكونون فجارّاً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم ليذران الديار بلا قع من أهلها وتنقلان الرحم، وإن نقل الرحم انقطاع النسل )).
وأولى بذلك الوالدان اللذان أمر اللَّه تعالى ببرهما، فعن أبي عبد اللَّه عليه
السلام :
((إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وقال: أوصني، قال: لا تشرك باللَّه شيئاً وإن أحرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالإيمان، ووالديك فأطعهما وبرهما حيين كانا أو ميتين، إن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فإن ذلك من الإيمان )).
وأولى من الكل الأم التي يتأكد برها وصلتها أزيد من الأب، فعن الصادق عليه
السلام :
((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه من أبر؟ قال :
أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك ))
والأخبار في هذه المعاني كثيرة فلتطلب من مظانها .
من هم الأرحام‏؟
عندما نتحدث عن صلة الرحم لا بد وأن نعرف من هم الأرحام أولاً وهل أن كل من يمس الإنسان بقرابة يكون رحماً؟ ليس للأرحام مراتب كمراتب الورثة وإنما الأرحام الذين نقصدهم هم كل قريب يعدُّ عرفاً من الأرحام كالأب والأم والأخ والخال والعم والجد والجدة، قد يتساءل البعض هل يختص وجوب صلة الرحم بأقرباء الأب أم يشمل وجوب الصلة الأقرباء من جهة الأم؟ وفي الجواب عن ذلك تقول أن أقرباء الأب والأم سواء في وجوب صلتهم فكما يجب زيارة أقرباء الأب وصلتهم يجب زيارة أقرباء الأم وصلتهم أيضاً.
ويشمل وجوب صلة الرحم أيضاً عمة الأب أو الأم وخالته فإنهم جميعاً من الأرحام الواجب صلتهم .
وقد يتوهم البعض بوجود موارد يجوز فيها قطيعة الرحم فهل لهذه الموارد وجود وهل يجوز في بعض الحالات قطيعة الرحم؟ من الواضح أنه لا يجوز قطيعة الرحم لأقلّ‏ الأمور كأن يكون الطرف الآخر قاطعاً للرحم بل تجب الصلة… ويتضاعف أجرها لتضمنها جهاداً للنفس وخروجاً بها عن… الذات والأنانية، نعم هنالك حالات نادرة جداً يجوز فيها قطع الرحم، وهي نادرة أشد الندرة وقليلة التحقق .
وقد يحصل أن يمنع رجل زوجته من صلة الرحم فهل يجوز له ذلك؟ من الواضح لدى سماحة السيد القائد دام ظله أنه لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته عن صلة الرحم الواجبة، نعم يجوز له أن يمنعها عن بعض مراتب صلة الرحم كأن تزورهم يومياً ولكنه لا يجوز له منعها نهائياً مما يؤدي إلى القطيعة .
كيف نصل الأرحام‏
ليس لصلة الأرحام مراتب شرعية كان يقول الشرع تجب الزيارة مثلاً وإنما صلة الرحم مسألة عرفية يحددها العرف فهو الذي يحكم متى يكون الإنسان واصلاً لرحمه أو قاطعاً له .
فالتزاور هو جزء من صلة الرحم وليس وجوب الصلة منحصر به فيمكن للمؤمن المسافر أن يصل رحمه عبر الرسائل أو الهاتف والطرق الأخرى والبعيد ولذلك كل وسيلة بعدها العرف صلة للرحم وسؤالاً عنه واطمئناناً عليه يعتبر من صلة الرحم .
التهرب من صلة الرحم‏
قد يكون هناك بعض الناس الذين لم يلتقوا بأقاربهم ولم يرونهم في حياتهم أصلاً فهل تجب عليهم صلة الرحم وهل يجب على آبائهم وأهلهم أن يجمعونهم بهم كي تحصل صلة الرحم؟ من اللازم معرفته أنه لا يوجد أي مجال للتهرب من صلة الرحم فلو كان جمع الأهل لأولادهم بأقربائهم مقدمة لصلة الرحم وتتوقف الصلة عليه فيجب على الأهل حينئذٍ أن يبادروا لجمعهم بأقربائهم كي تتحقق صلة الرحم الواجبة . وأن كل ما وضحته باختصار التعاون والتآخي هي سر القوة لأن التعاون والتآخي هي مصدر عمران وحركة وتضحية وبها يتم العمل والبناء ويداً بيد للتعاون والتآخي وإسعاد الوطن والمواطن وفي هذه الأيام المباركة أرجو أن تقرؤوا سورة المباركة الفاتحة على أرواح الشهداء ورح والدي والمؤمنين ومرة أخرى الكل أخوة في العراق مسلمين مسيحيين يهود شبك علوين إيزيدين وغيرهم من مكوناة الشعب العراقي والدين لله والوطن للجميع والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
behbahani@t-online.de

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : العاملي ، في 2014/06/16 .

احسنت اخي الكاتب على هذه المقالة التراحمية التي تقوي النسيج الاجتماعي ابتداءا من الاسرة والاقارب وحتى على مستوى مجتمع كامل والذي بدوره يكون كقاعدة أساسية تبنى فوقها التقدم والازدهار في كافة مجالات الحياة فالرابطة الاخوية لها تأثير كبير في تخطي الصعاب وهذه الرابطة يجب أن تقوم اولا بروابط انسانية بغض النظر عن اللون والجنس والعرق ومن ثم تتقوى أكثر اذا كان هناك اشتراك بالدين والقومية والى غير ذلك ومن الجدير بالذكر هناك فرق كبير مابين المساواة والعدالة وكثيرا نجد الكثير من المفكرين والدعاة يركزون فقط على المساواة ومفهوم العدالة بعيد كل البعد عن مفاهيمهم ولكن الاصح والاحسن بأن تكون دعوة وتوجيه وتحقيق مفهوم العدالة والتي تعني اعطاء كل ذي حق حقه لكي لاتخلق فوارق شاسعه كفارق طبقي او عرقي وبالتالي تؤدي على التفرقة والانشقاق وبسببها تحدث الصراعات والنزاعات بين عدة مكونات وحتى مابين المكون الواحد وبالتالي سيعم بالبلاد مثلث الموت وهو الفقر والجهل والمرض وهذه ادوات ثلاثية لتهلكة وتاخر المجتمعات ولهذا اضم صوتي الى جانبك لرفع صوت الوحدة والوئام خاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها بلدي العراق وماتسير اليه الامور الى حرب طائفية لاسامح الله والتي لاينتصر بها أحد الا المتربصين واعداء هذا الشعب ولهذا نسألأ الله العلي القدير أن يحفظ العراق وأهله من كرد وعربي وتركماني ومسيحي وجميع المسلمين انه سميع مجيب...
مع تحياتي.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47153
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28