من بين عدة محافظين عراقيين تسنموا مناصبهم بعد انتخابات 2013 ، أطلق يحيى الناصري محافظ ذي قار مشروعاً يمكن عده بالمشروع الوطني الستراتيجي ، الذي يمكن يكون بديلاً مهماً في تعزيز موارد العراق الاقتصادية الذي يعتمد على مورد وحيد وهو النفط .
فقد تابعنا كمراقبين ومختصين تلك المبادرة الوطنية التي أطلقها الناصري منذ الساعات الأولى لانتخابه محافظاً لذي قار ، تلك التي أطلق عليها " مبادرة إحياء مدينة أور الأثرية" ، وها هو يمضي بخطى متواصلة منذ عام لإنجاحها ، فهذه المبادرة يمكن عدها وبدون تحيز أو محاولة تزويق واحدة من أهم المبادرات التي أطلقت في البلاد منذ 2003 ، كونها تضع أولى الخطوات في مشروع تعديد مصادر الدخل الوطني العراقي ، والتخلص من الاقتصاد الأحادي المورد ، الذي يحمل ما يحمل من مخاطر جمة على البلاد التي سيرتبط مستقبلها بسوق النفط وتقلباته ومضارباته ، فيما يؤمن قطاع السياحة وخصوصاً السياحة الدينية والاثارية موارداً هائلة في حالة تنشيطه بشكل علمي ، وفتح القنوات الاتصالية والترويجية للتراث والآثار العراقية مع دول العالم المختلفة ، وعكس صورة إعلامية عن العراق او على الأقل المحافظات الجنوبية جيدة ومطمئنة ، لا تلك التي تعكسها وسائل إعلامية مغرضة هدفها خلط الأوراق وعرقلة التنمية والاستثمار في البلاد .
معلوم ان دولاً عديدة ذات اقتصادات قوية ونشطة تعتمد في مواردها الأساسية على قطاع السياحة فحسب ، ولنا في مصر قبل الإحداث الأخيرة فيها مثالاً ، كذا الأمر بالنسبة للبنان وغيرها الكثير من البلدان ، مع العلم ان الكثير من هذه البلدان فقيرة اثريا قياساً بالعراق الذي يعد متحفاً كونياً ، لما يحويه من مواقع اثارية تتجاوز حدود 13 ألاف موقع اثأري مكتشف ، تشكل اثأر ذي قار لوحدها نسبة 10% منها ، ولذا فأن إطلاق الناصري لمبادرة إحياء أور الأثرية يمكن عدها إستراتيجية وطنية بحاجة إلى تفعيل وتبني من قبل الحكومة الاتحادية ، لاسيما وان رئيس الوزراء نوري المالي وعد خلال زيارة للمحافظة بتخصيص 600 مليار دينار عراقي لدعم هذه المبادرة وإنجاحها ، التي سيعني نجاحها نجاح العراق ككل في فتح أفاق السياحة المدرة للموارد المالية التي ستقضي على مشاكل مستعصية في طليعتها مشكلة البطالة المتفشية . |