• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الخامسه .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الخامسه

 هل يتجرأ هذا الجويهل على لوم أمير المؤمنين عليه السلام؟

إذاً؛ إن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو السبب! لولا أنه بدأ بلعن معاوية وأصحابه لما ردّ عليه هؤلاء اللعن! ولما سنّوه في الأمة إلى أن طالت مدته ثمانين عاما! ولما انقسمت الأمة إلى قسمين يلعن كل منهما رموز الآخر مع ما ينشره هذا من أجواء الشحناء والبغضاء ومع ما يخلِّفه من أوغار في الصدور!
فهل يتجرأ هذا الجويهل المساكين على تخطئة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه كان البادئ باللعن؟! هل يجرؤون على توجيه النقد له قائلين: إنك يا أمير المؤمنين تناقض نفسك! أولست الذي نهيت حجر بن عدي وعمرو بن الحمق من لعن وشتم أهل الشام؟ أولست القائل لهما: «كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين تشتمون وتتبرأون، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم وذكرتم حالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، ومن عملهم كذا وكذا؛ كان أصوب في القول وأبلغ في العذر. وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به؛ كان هذا أحبَّ إليَّ وخيراً لكم».(نهج السعادة للمحمودي ج2 ص104 عن نصر بن مزاحم. وشبهه في نهج البلاغة ج2 ص185 - ومن كلام له عليه السلام وقد سمع قوماً من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين).

أنت يا أمير المؤمنين (صلوات الله عليك) تنهى هنا عن لعن وشتم أهل الشام، فكيف تنهى عن شيء أنت واقع فيه إذ تلعنهم في قنوت صلاتك وأنت تؤم الناس؟!

هكذا يمكن للجاهل أن يعترض على أمير المؤمنين عليه السلام، إلا أن العالم لا يعترض، لأنه عالم لا جاهل، ومشكلتنا هي أن كثيرين يصعدون المنابر اليوم ويدعون العلم أمثال هذا الجويهل ولم يتعلموا جيداً بعد، لذا تراهم يطلقون أقوالاً من قبيل حرمة النيل، ويستدلون بكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قال: «كرهت لكم أن تكونوا سبابين»، ثم يشنعون على معاوية وأصحابه بأنهم سنوا اللعن والسب لأهل البيت عليهم السلام، ويقولون للناس: هذا هو الفرق بين منهج أهل البيت ومنهج بني أمية! منهج أهل البيت هو الموعظة الحسنة، أما منهج معاوية فهو اللعن والشتم! ثم تراهم يؤسسون على ذلك إدانة لمن هم مثلنا ممن ينتهجون منهج إظهار البراءة فيقولون: هؤلاء بعيدون عن أخلاق أهل البيت ومدرستهم!

واقعاً؛ كنت حين أسمع بعضاً من كلمات هذا الجويهل - غفر الله لهم - وأسمع منطقه هذا أحبس في نفسي ضحكة لا أريدها أن تظهر! ثم تنقلب هذه الضحكة إلى حسرة وألم على هذا الواقع، واقع التقصير في اكتساب العلوم والمعارف، واقع السذاجة وقلة الفطنة.

لست أدري لماذا لا يبذل هؤلاء جهدهم في اكتساب العلوم والمعارف ليعرفوا كيف يتحدثون وكيف يوجهون الأمة، ليعلموا مثلاً أن كلامهم هذا غير دقيق، بل غير صحيح، فإنه لا شك أن منهج أهل البيت (عليهم السلام) هو منهج الموعظة الحسنة، ولكن من الجهة الأخرى، منهج أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً هو منهج النيل من أعداء الله تعالى بما يجعلهم مطرودين عن دائرة الاعتبار في أعين الناس، وبما يجعل الناس تحترس من الاقتراب منهم ومن مناهجهم الوضعية المنحرفة. كما أن ذاك منهج أهل البيت، هذا أيضاً منهجهم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46686
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20