قضيتى ...
أنّى عَشِقتُ عروبتى .
لكنّنِى ...
رُغمَ انتمائى ...
قد مللتُ هُويّتى .
أنا يا عروبةُ قد مللتُ هُويّتى .
منذُ اقتلعتُ عَمَامتى .
و صَفَفْتُ شَعرى كالخِناثِ ...
و احتَلمْتُ نخوتى .
منذُ انتزعتُ عباءتى ...
و لبِستُ بِنطالًا مُستوردًا ...
تُطِلُّ منهُ فَلقَتى .
منذُ اقتربتُ باسمًا ...
من صاحبِى مُتَرجّيًا ...
بِاسمِ التحضّرِ أنْ يُراقصَ زوجتى .
أنا يا عروبةُ قد مللتُ هُويّتى .
منذُ استَهَنتُ بازدِراءِ مِلّتى .
و جَعَلتُ سيفِى زينةً ...
على جِدارِ غُرفَتى .
و جعلتُ اللّا مُبالاةَ ثقافتى .
منذُ انتعلتُ كرامتى .
و رضَيْتُ فى تقطيع جسمِ دولتى .
ثمّ التمستُ من اليهودِ ...
عُهُودَ سِلمٍ ...
و افتقدتُ حصافتى .
أنا يا عروبةُ قد مللتُ هُويّتى .
منذُ ارتكبتُ حماقتى ...
و جَلبْتُ مِسمارَ جُحَا برغبتى ...
و دَقَقْتهُ بمِطرَقى ...
مُتَعَزّمًا بقوّتى .
أنا يا عروبةُ آسِفٌ ...
أنا لستُ أهلَ عروبةٍ ...
فتقبّلى استقالتى .
و قضيّتى ...
أنّى غَدَوتُ مُسَرطنًا بعروبتى .
و حَلمتُ باستئصالِها ...
كى لا أموتَ بعلّتى . |