• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الثانية .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الثانية

 إن أول ما يرد على هؤلاء شبهتهم أنّا لو أخذنا بها على إطلاقها لوجب حينئذ كما ذكرنا تخطئة الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، لأن ما أثبته القرآن الحكيم وما أثبتته السنة الشريفة من مواقفهم وأعمالهم تصادم القول بحرمة النيل من رموز الآخرين مطلقاً، إذن لا بد لنا من أن نتخلّى عن هذا الإطلاق، فلا نقول بأنه يحرم النيل من رموز الآخرين مطلقاً، بل لا بد من التقييد، وهذه أول نقطة ترد على هؤلاء، فمشكلتنا معهم هي في إطلاقاتهم وتعميماتهم. لماذا يتحدثون بهذه اللغة الإطلاقية ويفسدون أفكار الناس؟

قيود تحريم السب لأنداد الله وأنداد أوليائه

لا يمكن لأحد أن يفتي بأنه يحرم مطلقاً النيل من رموز الآخرين، نعم له أن يفتي بالحرمة مع التقييد. أين نجد القيود؟ نجدها في نفس الآية الكريمة، وفي نفس الأحاديث الشريفة، ولكن وا أسفاه على من لا يتعلم!

ماذا تقول الآية؟ إنها تقول: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾. هنا نجد أن حرمة السب أو النيل معلقة على إفضائها لارتداده على الله تعالى، فكأن الله تعالى يقول: يحرم عليكم أن تسبوا الأصنام ما دام ذلك يفضي إلى سب الله. فهذا قيد أول.

أما القيد الثاني فقوله تعالى: ﴿عَدْوًا﴾. العَدْوُ هنا بمعنى أن الكافر أو المخالف يعدو أي يتجاوز عن حالة سابقة هي سكوته عن الله وأوليائه، فيكون سبّ المؤمن لمن يعتقد به هذا الكافر أو المخالف موجباً لعدوه أي تجاوزه عن تلك الحالة السابقة إلى حالة جديدة أو طارئة يهتك بها حرمة الله وحرمة أوليائه. فهذا قيد ثان.

أما القيد الثالث فقوله تعالى: ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾. أي أن هذا الكافر أو المخالف يكون جاهلاً ولذا يعدو أو يعتدي، والجاهل هنا ليس هو الجاحد أو المعاند، وإنما هو ذاك المخدوع، المستضعف، الذي تربّى على شيء يظنه حقاً وليس بحق. فهذا قيد ثالث.

إذاً، في الآية الكريمة نفسها نجد ثلاثة قيود لحرمة السب أو النيل من أنداد الله أو أعدائه على ما نزّلته الأحاديث الشريفة التفسيرية. وعليه يمكن لنا أن نُخرج فروضاً لا يحرم فيها السب أو النيل، فبأي وجه قيل بالإطلاق؟!

تتمة الحديث تأتي تابعونا في الحلقة القادمه


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : زائر ، في 2014/05/24 .

الامام علي عليه السلام رد على امثال هؤلاء منذ الف واربعمائة سنة
جاء في كتاب الإرشاد لكيفية الطلب في أئمة العباد تصنيف محمد بن الحسين الصفار المتوفى (٢٩١ ) ، عنه العدد القوية : 190 – 199 ورواه مختصرا في مثالب النواصب : 1٤4 - ١٤8، عنه بحار الأنوار : ٢٩ - ٥٥٨ – ٥٦٨ .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام " : ( ما لنا ولقريش .. ! وما تنكر منا قريش؟! .. غير أنا أهل بيت شيد الله فوق بنيانهم بنياننا ، وأعلى فوق رؤوسهم رؤوسنا ، واختارنا الله عليهم فنقموا على الله أن اختارنا عليهم، وسخطوا ما رضا الله (1 ) ، وأحبوا ما كره الله، فلما اختارنا الله عليهم شركناهم في حريمنا وعرفناهم الكتاب والنبوة، وعلمناهم الفرض والدين ، وحفظناهم الصحف والزبر ، وديناهم الدين والإسلام ، فوثبوا علينا ، وجحدوا فضلنا ، ومنعونا حقنا ، وألتونا أسباب أعمالنا وأعلامنا " . اللهم فإني أستعديك على قريش .. فخذ لي بحقي منها ، ولا تدع مظلمتي لديها ، وطالبهم - يا رب – بحقي ، فإنك الحكم العدل.. فإن قريشا صغرت عظيم أمري ، واستحلت المحارم مني ، واستخفت بعرضي وعشيرتي ، وقهرتني على ميراثي من ابن عمي ، وأعزوا ( 2 ) بي أعدائي ، ووتروا بيني وبين العرب والعجم ، وسلبوني ما مهدت لنفسي من لدن صباي بجهدي وكدي ، ومنعوني ما خلفه أخي وجسمي وشقيقي ، وقالوا: إنك لحريص متهم .. ! ، أليس بنا اهتدوا من متاه الكفر ، ومن عمى الضلالة وعلى الظلماء؟! .. أليس أنقذتهم من الفتنة الصماء ، والمحنة العمياء ؟! ويلهم! ألم أخلصهم من نيران الطغاة ، وكره العتاة ، وسيوف البغاة؟.. بي كان يفري جماجم البهم ، وهام الأبطال إذا فزعت تيم إلى الفرار وعدي إلى الانتكاص . أما وإني لو أسلمت قريشا للمنايا والحتوف وتركتها فحصدتها سيوف الغوانم ، ووطئتهم الأعاجم ، وكرات الأعادي ، وحملات الأعالي ، وطحنتهم سنابك الصافنات ، وحوافر الصاهلات في مواقف الأزل والهزل في ظلال الأعنة وبريق الأسنة ، ما بقوا لهضمي ، ولا عاشوا لظلمي ، ولما قالوا: إنك لحريص متهم ..!
اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق .. فإني مهدت مهاد نبوة محمد )صلى الله عليه وآله وسلم ( ، ورفعت أعلام دينك ، وأعلنت منار رسولك ، فوثبوا علي وغالبوني ونالوني ووتروني .. "فقام إليه أبو حازم الأنصاري فقال : يا أمير المؤمنين! أبو بكر وعمر ظلماك..؟! أحقك أخذا .. وعلى الباطل مضيا..؟ أعلى حق كانا..؟ أعلى صواب أقاما..؟ أم ميراثك غصبا..؟ أفهمنا لنعلم باطلهم من حقك، أو نعلم حقهما من حقك.. أبزاك أمرك؟ أم غصباك إمامتك؟ أم غالباك فيها عزا؟ أم سبقاك إليها عجلا فجرت الفتنة ولم تستطع منها استقلالا؟ فإن المهاجرين والأنصار يظنان أنهما كانا على حق وعلى الحجة الواضحة مضيا..
فقال صلوات الله عليه : " يا أخا اليمن! لا بحق أخذا ، ولا على إصابة أقاما ، ولا على دين مضيا ، ولا على فتنة خشيا - يرحمك الله - اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل.. "
إلى أن قال صلوات الله عليه: " وكذلك فعلا بي ما فعلا حسدا ... سبقني إليه التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالا واغتيالا ، وخدعة وغلبة... ولما أنزل الله جل وعز * : وآت ذا القربى حقه * ( سورة الاسراء الآية 26 ) دعا رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فنحلها فدك ، وأقامني للناس علما وإماما ، وعقد لي وعهد إلي، فأنزل الله عز وجل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * النساء 59 ) فقاتلت حق القتال، وصبرت حق الصبر، على أنه أعربتما وعربا على دين أتت به تيم وعدي.. أم على دين أتى به ابن عمي وصنوي وجسمي، على أن أنصر تيما وعديا.. أم أنصر ابن عمي وحقي وديني وإمامتي.. وإنما قمت تلك المقامات ، واحتملت تلك الشدائد ، وتعرضت للحتوف على أن نصيبي من الآخرة موفرا، وإني صاحب محمد، وخليفته، وإمام أمته بعده، وصاحب رايته في الدنيا والآخرة " . "اليوم أكشف السريرة عن حقي ، وأجلي القذى عن ظلامتي حتى يظهر لأهل اللب والمعرفة أني مذلل مضطهد ، مظلوم مغصوب ، مقهور محقور ، وأنهم ابتزوا حقي ، واستأثروا بميراثي " " ..يا معشر المجاهدين المهاجرين والأنصار! أين كانت سبقت تيم وعدي إلى سقيفة بني ساعدة خوف الفتنة؟! ألا كانت يوم الإيواء ( 3 ) ، إذا تكانفت ( 4 ) الصفوف، وتكاثرت الحتوف، وتقارعت السيوف؟ " "وهلا كانت مبادرتهما يوم بدر إذ الأرواح في الصعداء ترتقي، والجياد بالصناديد ترتدي ، والأرض من دماء الأبطال ترتوي ؟ " .. " ولم لم يشفقا على الدين يوم بدر الثانية .. ! والرعابيب ترعب ، والأوداج تشخب ، والصدور تخصب ؟" ! .. ثم عدد وقائع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلها على هذا النسق، وقرعهما بأنهما في هذه المواقف كلها كانا مع النظارة والخوالف والقاعدين ، فكيف بادرا الفتنة بزعمهما يوم السقيفة .. وقد توطأ الإسلام بسيفه ، واستقر قراره ، وزال حذاره . ثم : قال بعد ذلك ".. قد توافقنا على حدود الحق والباطل ، وأخرجتكم من الشبهة إلى الحق ، ومن الشك إلى اليقين ،

فتبرأوا - رحمكم الله - ممن نكثوا البيعتين ، وغلب الهوى به فضل ،

وأبعدوا - رحمكم الله - ممن أخفى العذر وطلب الحق من غير أهله فتاه ،

والعنوا - رحمكم الله - من انهزم الهزيمتين إذ يقول الله * : إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله * ( الانفال 15 ) وقال * : ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتملا مدبرين) * التوبة 25 )

أغضبوا - رحمكم الله - على من غضب الله عليهم ،

وتبرأوا - رحمكم الله - ممن يقول فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : "ترتفع يوم القيامة ريح سوداء تخطف من دوني قوما من أصحابي من عظماء المهاجرين فأقول: أصحابي.. فيقال : يا محمد! إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " .

وتبرأوا - رحمكم الله - من النفس الضال من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ، فيقولوا * : ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين * ( فصلت 29 ) ومن قبل أن يقولوا : * يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * ( الزمر 56 ) أو يقولوا : * وما أضلنا إلا المجرمون * ( الشعراء 26 ) أو يقولوا * : ربنا] إنا[ أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ( الاحزاب 67 )

إن قريشا طلبت السعادة فشقيت، وطلبت النجاة فهلكت، وطلبت الهداية فظلت إن قريشا قد أضلت أهل دهرها ومن يأتي من بعدها من القرون إن الله تبارك اسمه وضع إمامتي في قرآنه فقال : * والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما* ( الفرقان 73 – 74 ) وقال * : الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور * ( الحج 41 )
لكني ملجم إلى أن ألقى الله .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46380
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28