• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مصر نريدها وتريدنا!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

مصر نريدها وتريدنا!!

منذ أكثر من أربعة عقود ومصر في عزلة تكاد تكون تامة عن محيطها العربي , فغاب دورها العروبي والوطني والثوري الذي كان يلهم الإنسان في بلاد العُرب أوطاني.
 
وأثناء ذلك الغياب مر العرب بتداعيات وتفاعلات مريرة , وخاضوا حروبا إقليمية وداخلية تسببت بحسائر مروعة وآثار وخيمة.
 
ولا تزال المنطقة بأسرها تعاني من الغياب المصري , مما سيتسبب بمزيد من المعطيات  القاسية , التي ستؤثر بشدة على مسيرة الأجيال في القرن الحالي.
 
وبعد أن إستيقظت مصر من أقصاها إلى أقصاها  وتوسم العرب خيرا وأملا وإشراقا حضاريا جديدا يليق بهم , حصل ما حصل وأصبح السعي جاد وفعّال في عزلها عن دورها العربي الثوري الحضاري , ومنعها من التأثير في مسيرة الحياة المعاصرة , وذلك بتكبيلها بقيود الأزمات الداخلية وأسرها داخل حدودها , وإقامة الحواجز والعثرات أمامها , وتحويلها إلى حالة تستنزف ذاتها وموضوعها .
 
وما حصل في السنوات الثلاثة الماضية , يشير لهذا التوجه والمسار , الذي لا يخدم مصر ولا جيرانها ومحيطها الإقليمي, وإنما سيزيد من زخم المعاناة وتفاقمها.
 
وتقف مصر اليوم بوجه تحديات صعبة , لكنها أوجدت من بين أبتائها مَن هم أهل للتصدي  , والإنطلاق بها في ميادين الحياة الكفيلة بالإشراق الحضاري , والعطاءالإبداعي المتنوع والمؤثر في صناعة المستقبل الأفضل.
 
وأملنا كبير أن تعود مصر لحاضرة الحياة العربية وتتطلع بدورها  القيادي القدوة , الذي بدونه لا يمكن للدول العربية أن تمضي في طريق الصيرورة والإقتدار  , ونتمنى لقلب العروبة ونبض وشريانها البهر , أن تتدفق في عروقها إرادة الإقدام والإصرار والإيمان بالغد الأفضل , وبأنها ستتجاوز محنتها وتقهر التحديات , وتكون بحجم تأريخها وثقافتها وقوتها وإقتدار الإنطلاق الإنساني الذي يتوطنها.
 
فنحن نريد مصر أن تعود إلينا , لكي نكون فبدونها لن نكون!!
قد لانتفق على هذا الإستنتاج , لكن مسيرة أربعة عقود من الإنهيارات أكدت بوضوح أن غياب مصر عن ساحة العرب له آثاره السلبية المتواصلة , وهذا ما حصدناه بعد أن قرر العرب عزلها , وما تعافت الأمة من ذلك القرار الخطيئة حتى اليوم , ذلك أن عزل مصر عن محيطها يعني إنتحارا وضعفا وهوانا.
 
وما أوضح ما عانيناه في تلك العقود التي غابت فيها مصر , عن دورها وتأثيرها في المحيط العربي , وتم تحنيطها في ثلاجات المعاهدات التي جنى أكلها الآخرون!! 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46324
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19