• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كرنفال..الاعلام السوري البعثي .
                          • الكاتب : د . يوسف السعيدي .

كرنفال..الاعلام السوري البعثي

 بعد انتظار و ترقب لكلمة الرئيس السوري بشار الاسد الى الشعب و التي قال عنها نائبه فاروق الشرع انها ستحمل الكثير من المفاجئات السارة حتى ان اكثر المتشائمين ارتفع لديه منسوب حصول التغييرات الجذرية في بنية و تعاطي النظام مع القضايا الجوهرية و الاساسية المخضبة بقافلة طويلة من الاقلام و الاصوات الحالمة بالوطن الذي يحمي كرامتها و وجودها الانساني الكريم ، لكن الحفلة التنكرية التي اقامها حاكم قصر الشعب في اطلالته من مجلس الشعب رمت بكل تلك الدماء الزكية و الارواح الطاهرة التي سقطت في اللاذقية و درعا و الصنمين في خانة المؤامرة و الفتنة و المشاريع الخارجية و ابى رأس النظام الا الاستمرار في اسطوانته المشروخة عن الصمود و الممانعة و المقاومة اللفظية التي يجيدها منذ توقيع اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو/ ايار 1974 .
ما جرى في مجلس الشعب من مسرحية رديئة سيئة الاخراج وسط ممن كان المفروض انهم يمثلون الارادة الشعبية يذكرنا ببلاطات الانظمة القروسطية حيث الحاشية تبارك الحاكم بأمر السماء بحرارة التصفيق و بأبيات المديح رافعين دعاء الخلود و البقاء الابدي لولي النعمة لأنها تعي جيدا ان سقوط الزعيم هو سقوط منظومة الامتيازات و السلطة و التحكم في رقاب الاحرار التواقين للحرية و الانعتاق.
كنا نتوقع قبل ان يسترسل الرئيس السوري في خطابه الفضفاض ان يقدم اعتذاراته للشعب عندما اغتصب السلطة يوم 17 يوليوز / تموز 2000 باداءه اليمين الدستورية في توريث فاضح و يعلن استعداده لخدمة الوطن ليس من باب البقاء على رأس النظام بل من خلال ارتداء الوزرة البيضاء كطبيب للعيون فالشعب لا يستطيع النظر الى الايام القادمة مع هكذا نظام تكون العصا الغليظة و تهمة اضعاف الشعور القومي ديدنه لمواجهات كل الاصلاحات التي تروم الى خلق وطن يتساوى امامه الجميع بدل ان يكون كله في خدمة فخامة الحاكم الاوحد، كنا نتوقع ان يبادر بشار الاسد الى مواساة عائلات الشهداء الحالمين بسوريا الحرة الذين سالت دماءهم تعبيرا عن الامل الذي راود اجيال كثيرة في حفظ الكرامة و الاحساس بالعنفوان لا تطاردهم مختلف الاجهزة في الحارات و الازقة و الاحلام، كنا نتوقع الاعلان عن القطع مع دستور 1973 و الدعوة الى تأسيس عقد اجتماعي جديد نابع من ارادة الشعب الحقيقية و الكف عن كل اشكال الوصاية و المصادرة للقوى المجتمعية الحية، كنا نتوقع ان يعمد الى محاسبة و التحقيق في فساد آل الاسد و أل مخلوف و أل شاليش، كنا نتوقع طلب العفو عن كل الجرائم التي ارتكبت طيلة اكثر من اربع عقود كمجزرة سجن تدمر سنة 1980 و مجزرة حماه سنة 1982 و اللائحة مفتوحة اخرها سجن طل الملوحي التي عبرت بكلمات فقط حملتها الى غياهب الاقبية المظلمة، كنا نتوقع ان يفصح عن اسماء الامنيين الذين قاموا بغزوة المسجد العمري و استباحوا دماء الاحرار، كنا نتوقع قبل ان يحدثنا عن قانون للأحزاب ان يعلن حل مليشيا الجبهة الوطنية التقدمية و الغاء المادة 8 من الدستور، كنا نتوقع الغاء قانون الطوارئ الجاثم على انفاس السوريين منذ 1963 ، كنا نتوقع اطلاق سراح كل سجناء الرأي الحر دون استثناء تمهيدا لأي قانون للإعلام، كنا نتوقع و نتوقع و نتوقع.................... لكننا اكتشفنا ان كل هذه التوقعات و المتمنيات سوى مؤامرة و جزء من اجندة خارجية في راي النظام السوري.
لعل بشار الاسد كان صادقا في بعض خطابه حين قال ان المعركة اهلا و سهلا بها اذا فرضت علينا و هذا بات واضحا في اللاذقية و درعا من خلال الترسانة العسكرية التي تحيط بالمنطقة و ليس كما اعتقد سذج محور الممانعة و المقاومة اللسانية الذين ظنوا انها معركة استرجاع الجولان و استعادة الكرامة العربية.
اليوم ادركنا انطلاقا من كرنفال مجلس الشعب السوري الذي يشبه كرنفالات ريودي جانيرو اسباب هزائمنا و انتكاساتنا في بناء الوطن الذي يمر عبر حرية المواطن اما ثقافة القطيع التي شاهدناها في الاعلام الحكومي بالحناجر التي تهتف بحياة الزعيم فتلك حكاية اخرى.
الدكتور
يوسف السعيدي
العراق

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4632
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18