• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الأولى .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الأولى

 عندما تأكد لنا ذلك ما قاله الجويهل محمود الصرخي نعود الآن للإجابة على شبهة غير ذوي الفطنة التي حكيناها تلك الشبهة التي تعتمد على قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ حيث يقول هؤلاء: إن هذه الآية توجب علينا أن نكف ألسنتنا عن مقدسات الآخرين حتى يحترموا مقدساتنا، وعليه لا يجوز مثلاً النيل من الطاغيه الأول والثاني والثالث أو من أشبه وإن كانوا عندنا من أئمة الكفر وأعلام الضلالة، فما داموا عند أهل الخلاف من أئمة الدين وأعلام الهداية فلا بد لنا من احترامهم وتجنب النيل منهم!

وترى هؤلاء المشتبهين يستشهدون ببعض الروايات الشريفة في تفسير هذه الآية والتفريع عليها، من قبيل ما جاء من أن سب أولياء الله كسب الله، فتشمل الحرمة ما لو سُبَّ أحد أعداء الله فيحمل ذلك العدو أو مناصره على أن يسب أولياء الله، فيكون الأمر محرّماً، «ومن أظلم عند الله ممن استسبّ لله ولأوليائه» كما قال الصادق عليه السلام.(الكافي للكليني ج8 ص402)

هكذا يروّج هذا الجويهل لشبهته الناشئة من جهل وقلة فهم، أما الجهل فلأنه يجهل عشرات الأحاديث والروايات التي عرضها العلماء والتي أثبتت نيل الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) من أعداء الله بأحد الألفاظ مع كونهم رموزاً كبيرة عند بعض الطوائف. هذا المهرطق لم يقرأ هذه الأحاديث والروايات، ولم يعرفها، ولذلك رأينا كثيراً منهم يتفاجأ حين نعرض عليه هذه الأحاديث والروايات، ويتفاجأ أكثر حين يعلم أنها معتبرة.

هذا هو الجهل الذي جعله يقع في هذه الشبهة ويوقع اتباعه فيها، وأما قلة الفهم أو لنقل قلة الفقه؛ فلأنه ما فهم الآية الكريمة جيداً، ولا فقه ما في الأحاديث المرتبطة بها أيضاً، فأسّس قوله بحرمة النيل من رموز الآخرين مطلقاً على قاعدة الجهل وقلة الفهم أو الفقه، ولهذا سبق منا القول أنّا نشفق عليهم، إلا أنّا من واقع المسؤولية لا نعذرهم إذ قصّروا في التعلم والتفقه مع تصدّيهم لتوجيه الناس، فإنهم بذلك سبّبوا تأخر الأمة إلى الوراء قروناً وقروناً، وهذا طبيعي، فالأمة التي يقودها أناس غير فطنين، غير متعلمين، لا بد لها من أن تتراجع ولا تتقدّم.

إن أول ما يرد على هؤلاء شبهتهم أنّا لو أخذنا بها على إطلاقها لوجب حينئذ كما ذكرنا تخطئة الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، لأن ما أثبته القرآن الحكيم وما أثبتته السنة الشريفة من مواقفهم وأعمالهم تصادم القول بحرمة النيل من رموز الآخرين مطلقاً، إذن لا بد لنا من أن نتخلّى عن هذا الإطلاق، فلا نقول بأنه يحرم النيل من رموز الآخرين مطلقاً، بل لا بد من التقييد، وهذه أول نقطة ترد على هؤلاء، فمشكلتنا معهم هي في إطلاقاتهم وتعميماتهم. لماذا يتحدثون بهذه اللغة الإطلاقية ويفسدون أفكار الناس؟

تتمة الحديث تأتي في الحلقة القادمه تابعونا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46193
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29