• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مهزلة جديدة ...تحالف عالمي ضد الشيعة ! .
                          • الكاتب : مهند حبيب السماوي .

مهزلة جديدة ...تحالف عالمي ضد الشيعة !


 في حدث صادم وغير متوقع، عقد الاحد المصادف 20 من شهر ابريل الماضي في العاصمة الاندونيسية جاكارتا في جامع الفجر، وبحضور آلاف المشاركين، واكثر من مئة رجل دين  فضلا عن مسؤولين حكوميين، المؤتمر العالمي الاول على الاطلاق لــ" التحالف المناهض للشيعة"، والذي تم فيه الاعلان، وعلى نحو علني ومن غير ادنى خجل وشعور بالمسؤولية الاخلاقية، الحرب على اكثر من 200 مليون شيعي في العالم من خلال اعلان "الجهاد ضد المسلمين الشيعة" .
وفي تقرير صحفي بعنوان " المؤتمر العالمي الاول للتحالف المناهض للشيعة يسفر عن دعوات للعنف والتطهير الطائفي"، اشار الاعلامي راحات حسين من  صحيفة  Communities Digital News  الى تفاصيل ماحدث في هذا المؤتمر الذي قامت فيه جماعة متشددة، وامام باب قاعة انعقاد المؤتمر، بضرب صحفي شيعي يدعى محمد نغانين يعمل في مؤسسة اعلامية لاهل البيت في اندونيسيا ثم احتجازه واستجوابه.
واصدر هذا التحالف العالمي المناهض للشيعة، الذي يضم مجموعات مختلفة تحمل اجندات مناهضة للشيعة، وتتضمن ايضا جبهة ضد الالحاد يقودها احمد بن زين الكاف، " اعلان مناهض للشيعة"  يتضمن عدة نقاط ابرزها :
الاول: التحالف يدعو فورا  الحكومة(الاندونيسية) لمنع التشيع والغاء كافة الاجازات الممنوحة للمؤسسات والمعاهد والمنظمات الشيعية.
الثاني: التحالف سيتخذ اجراءات  ضرورية لتوسيع دائرة منع ازدياد التعاليم المنحرفة " للشيعة".
ولم تكن الكلمات والخطب الحماسية التي القيت في هذا المؤتمر مسمومة وطائفية حد النخاع فحسب بل دعت علانية لقتل الشيعة والحرب ضدهم ، حيث دعا بن زين الكاف، في كلمته التي القاها في المؤتمر، الى الجهاد ضد الشيعة قائلا:" لقد حان الوقت لاعلان الجهاد ضد الشيعة .. ويجب ان لانتسامح معهم ابدا بعد ذلك".

كما اشار قائد "مجموعة جاكارتا" تارجانو ابو موس، التي ستدخل الانتخابات الاندونيسية رافعة شعارات طائفية تهدف لتطهير اندونيسيا من الشيعة، الى ان الشيعة " قد لطخت تعاليم الاسلام "وعلى الحكومات ان تحاكي الحكومة الاندونيسية " في اشارة الى قيام الاخيرة بمنع ممارسات الشيعة والتي قوبلت بنقد كبير من قبل المنظمة الدولية لحقوق الانسان Human Rights Watch  وذلك للانتهاكات التي تعرض لها الشيعة في اندونيسيا التي عُرفت بانها تحمل كراهية شديدة للشيعة لدرجة ان وزير الشؤون الدينية فيها سيري دهراما علي قد وصف الشيعة بـ"المبتدعة الذين حرفوا تعاليم الاسلام".
تقرير حسين اشار ايضا الى الاجراءات التعسفية الظالمة التي تعرض لها الشيعة في السنوات الاخيرة في اندونيسيا، اذ في عام 2012 قامت السلطات الاندونيسية بحبس تاجل ملاك، وهو رجل دين شيعي، لعدة  سنوات بسبب اتهامات تتعلق بالكفر! لاعتناقه التشيع! كما تعرض الشيعة في نفس السنة  لهجوم سمي بـ"هجوم سامبانغ"، لاحراق بيوتهم وقتل اثنين منهم واجبار المئات للهروب وطلب اللجوء في اقليم Sidoarjo ، وطالب بعد ذلك المتطرفون ومن اعتدوا على الشيعة، طالبوا الشيعة بترك التشيع اذا ارادوا الرجوع لبيوتهم .
وبعد منح الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو جائزة التسامح الديني في اندونيسيا، اعترض رجل دين شيعي يدعى لكليل الملال ضد هذا القرار قائلا في منتدى عام بعد هجوم سامبانغ " اننا نعيش في سجن ولم نعد نحصل على حصة غذائية ولايوجد حصانة امنية لنا من قبل الدولة ".
اعلان " الجهاد " ضد مكون او طائفة كبيرة  من مكونات وطوائف الاسلام لن يؤدي الى النتائج التي تتوقعها تلك الجهات المتطرفة التي تعتقد، وعلى نحو تضليلي، ان الفكر والاراء والمعتقدات، يمكن ان تُقتلع بالقوة وتُستأصل بالقهر وتُجتث بالقتل، فالايمان برأي والاعتقاد بقضية لايمكن ان يتم مجابهتها الا بالرأي ولايمكن مقارعتها الاّ بالحجة والدليل والمنطق، هذا اذا اردنا ان نغير آراء الاخرين ولم نتركهم على حريتهم في الاعتقاد باي فكرة يؤمنون بها.
ومن الغريب جدا ان لانجد استنكارا من قبل الدولة والمنظمات وحتى الامم المتحدة لمثل هكذا مؤتمرات تشحن سموم الطائفية وتدعو علانية  لقتل الشيعة وتسعى لبث الحقد والكراهية بين الشعوب والمكونات التي تعيش في نفس البلد وبعضها يتصاهر فيما بينهم ويعيشون تحت سقف واحد.
العالم في الوقت الحالي، وخصوصا منطقتنا العربية، لاتخلو من هكذا احتقانات طائفية دفعت بالمئات، ومن دول مختلفة ومشارب متنوعة، الى السفر للعراق وسوريا من اجل القتال ضد هذه الطائفة التي ذاقت الويلات منذ مئات السنين، ولايمكن ابداً تبرئة الخطاب الديني المتطرف من هذا الاحتقان وهذا التسميم الطائفي الذي يدفع هؤلاء المغرر بهم الى ترك حياتهم والالتحاق بالمجاميع الارهابية التي تعيث في الارض فسادا.
ومن دون ان نواجه تنامي تطرف هذا الخطاب الديني، والوقوف بوجه اصحابه بكل حزم عبر مقاضاتهم قانونيا، فان المنطقة مقبلة على مستقبل مظلم ومصير اسود تكون الغلبة فيه لهذه المجاميع التي خلا قلبها من كل رحمة وتم تضليلها وغسل ادمغتها بالخطابات التي تقطر دما وتنزف قتلا وارهابا وترويعا.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46012
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18