• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة الى الشيخ يوسف القرضاوي.. .
                          • الكاتب : الشيخ مصطفى مصري العاملي .

رسالة الى الشيخ يوسف القرضاوي..

 
لقد صَدَقْتَ أيها الشيخ ... متى ستكون حراً؟

عندما شاهدتك عبر شاشة التلفاز في الشهر الماضي تؤم المصلين الثائرين في ميدان التحرير يوم الجمعة في القاهرة، خالجني شعور بأن الشيخ الذي غاب عن مصر لسنوات قسراً عاد إليها ليعيش حرية الفكر والكلمة التي سلبها النظام المنهار من شعبه طوال عقود من الزمن..
       تراءى لي و ربما لآخرين بأن الشيخ يوسف القرضاوي  والذي يحمل صفة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد عاد الى مصر ممتطيا صهوة الجواد ليجود على رعاياه من المؤمنين بنفحات إيمانية تغسل الادران التي لطخت بها الانظمة أجسادهم وعقولهم..
       تراءى لي أنه عاد الى مصر متخليا عن الفراش الوثير الذي يوفره له الحكام المتخمون حتى الثمالة.. ليعيش فجرَ الأمل الساطع والصارخ في دنيا العرب من حناجر الفقراء والمقهورين و"المدعوسين بجزمات ولاة الأمر" الذين تمرد عليهم القرضاوي يوما .. كما كنا نعتقد.. وليعيش مع هؤلاء الثوار الذين يبشرون بغد أفضل لأمة غدت متهالكة نتيجة اجتماع كل تناقضات الدنيا بين ظهرانيها.
       واستبشرنا خيرا عندما كسرَ الشيخ ما كان يُعتبر حتى الامس القريب من المحرمات في قاموس علماء السلاطين عندما أفتى بوجوب قتل القذافي الذي رفض ان يتخلى عن مملكته الجماهيرية..
       لقد غسل الشيخ بعض ماعلق بصورته في السنوات الماضية فحسبناه قد عاد الى أزهرية ذات مثل وقيم ولكنها فقدت دورها وبريقها واثرها لصالح جماعات لا ترى مقياسا الا هواها.. الى أن قرأت هذا اليوم بعض ما تناقلته وسائل الاعلام عن خطبتك يوم الجمعة..
       لقد عرفت أولا أنك قد عدت أيها الشيخ الى الفراش الوثير ولم تبق مع اولئك الذين لا يجدون مكانا لفراش يبيتون عليه مع اطفالهم..
       بالطبع فليس كل أحد يستطيع ان يبتعد عن المائدة الادسم ويترك التل الأسلم، طالما أنه أدى الصلاة وأصدر الفتوى واستراح..
       لن أعلق يا شيخ على أي كلمة ذكرتها في خطبتك..
ولن أناقشك في أي مفردة أو أي اتهام ورد عباراتك بحق المظلومين من أهل البحرين.. لأنني أدرك تماما.. بأنك تدرك تماما... أن إبليس كان يعلم الحقيقة عندما خاطب آدم قائلا: ( هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)(طـه: من الآية120).
فقط أود أن أقول لك : صدقت عندما قلتَ في خطبتك (لم أتحدث لأني لا أجد نفسي حرا تماما) – كما ورد في نص الحديث الذي نقلته الشرق الاوسط لتاريخ السبت 19-3-2011-.
       فماذا تنتظر لكي تكون حرا؟

 

http://kitabati.net/subject.php?id=127




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4577
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29