• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عيون القائد(فيترجية ودلالات) .
                          • الكاتب : غفار عفراوي .

عيون القائد(فيترجية ودلالات)

من أسباب استمرار الطغاة وبقاء حكمهم لسنين طويلة هو عدم وجود أية خطوط حمراء تمنع من إنجاح أعمالهم المشبوهة بكافة أشكالها . وبطبيعة الحال كان حزب البعث وقائده ( الملهم ) يتبع كل الطرق التي تمنع معارضيه حق الكلام أو التعبير عن رأيهم أو حتى التفكير في ذلك سواء في اليقظة أو في الأحلام . وفعلا أجهز النظام البعثي على جميع من يشك بعدم ولاءهم المطلق ( لمبادئ ) الحزب والثورة وتلك كانت احد الجرائم التي يعاقب عليها بأشد أنواع العقوبات التي تصل غالبا إلى الإعدام وبدم بارد!
 كان البعث يستخدم أسلوبا استخباريا محكما من خلال تجنيد آلاف العناصر في الحي الواحد ليقوموا بمراقبة آلاف آخرين في نفس الحي ويكون اختيار تلك العناصر الاستخبارية على أساس الولاء المطلق للحزب والقائد مضافا إليها عدم وجود أي رادع سواء كان دينيا أم إنسانيا أم اجتماعيا أي أنهم قاموا باستخدام أراذل الناس ممن ليست لديهم مبادئ أو قيم وممن لديهم سوابق إجرامية وتاريخ اسود ممكن أن يستخدم ضده فيما لو رفض إطاعة أوامر معينة ، وكانت اغلب تلك الأوامر كتابة التقارير التي يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء .
من ضمن الوثائق التي وجدت ضمن ملفات الفرق والشعب الحزبية هذه الوثيقة التي تبين أن عناصر الدولة المسؤولة عن امن وسلامة القائد والمسماة بـ (عيون القائد) هم من مربي الحمام ( المطيرجية ) وسواق التاكسي والممرضات وموظفي الخدمة و الفيترجية والدلالات ( مع الاحترام للشرفاء ). وقد استخدم هؤلاء الأراذل وأصحاب النفوس الضعيفة والذليلة لمراقبة المجاهدين من أتباع العلماء الأفذاذ أمثال آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي الذي وصفه التقرير المقدم من مديرية الأمن بالعميل! وآية الله العظمى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر الذي وصفه التقرير بالخائن! .
وكان من ضمن أعمال الجواسيس في تلك الفترة تشويه صورة أتباع المراجع والعلماء وبالتالي تشويه القضية التي يعملون عليها وبذلك يمكن تحجيم دورها وغلق الأبواب بوجه من يتطلع للحرية والكرامة. وفي هذا الإطار كان هؤلاء المنبوذون اجتماعيا وثقافيا هم المحاور الأساسية التي ركز عليها النظام في حملته الإيمانية التي جاءت في نفس وقت الانتفاضة الصدرية بإقامة صلاة الجمعة المقدسة من قبل السيد الصدر الثاني.. حيث تم زج بعض هؤلاء أيضا ضمن مصلي الجمعة لكي ينفر منها الناس بعد أن يروا أن أراذل الناس الموالين للبعث متواجدين فيها.
إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك ومكروا ومكر الله وكان الله خير الماكرين حيث نجحت صلاة الجمعة في تحقيق أهدافها وزلزلت عرش الطاغية ولم يستمر حكمه بعدها إلا أربع سنوات وهو ما بشر به السيد الصدر في الخطبة التنبؤية رقم (23) .


كاتب عراقي
Iafrawi@yahoo.com
31-3-2011




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4567
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19