• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ذكراك في القلوب .
                          • الكاتب : محمد المبارك .

ذكراك في القلوب

عندما تتيقن بأن  في هذه الأرض كنز فإنك تضل تبحث عنه حتى تجده ، وهكذا ينبغي أن يكون الحال مع الكنز البشري فيجب البحث عنه  فإذا وجدته يبقى عليك التمسك به وملاصقته ومرافقته للاستفادة من كنزه المعرفي والعلمي ، فكيف إذا كان ذلك الكنز رجل من رجالات العلم والتقوى والمعرفة إنه سماحة العلامة الحجة الشيخ حسين بن الشيخ محمد الخليفة (قده) ، ذلك الشيخ الذي يأسرك بطلته وعلمه وتواضعه.

ربما يتسأل القارئ الكريم ما الذي دعاني لكتابة هذه المشاركة عن هذا الشيخ الجليل وفي هذه الأيام بالذات والجواب أن هذه الأيام تعد الذكرى التاسعة لرحيل الشيخ ( رضوان الله تعالى عليه).

ففي هذه الذكرى نستذكر سوياً مآثره الكريمة من التواضع والعلم الجم وما يتميز به الشيخ من لين الجانب والورع الكبير.

فمن سمو سجاياه وأخلاقه أنه كان يحترم العلماء وطلبة العلم كثيرا ، فهذا موقف مع الشيخ عبد الوهاب الغريري ( رحمه الله)( فقد كان الشيخ الغريري يزور الشيخ حسين صباح كل جمعة وكان الشيخ يحتفي به كثيرا وإذا أراد الانصراف كان الشيخ حسين يقوم لتوديعه وبما أن الشيخ عبد الوهاب كان بطيء لكبر سنه فقد كان الشيخ حسين يسبقه إلى باب الشارع فيودعه)(1).

وكما كانت سجاياه وأخلاقه كانت مكانته الاجتماعية والعلمية فهذا السيد هاشم الشخص يقول فيه ( وقد أهلته صفاته ومزاياه الجميلة ومنزلته العلمية السامية ان يكون زعيما محبوبا ومقدسا لدى جميع الطبقات في الاحساء(2).

وقال السيد هاشم في موضع آخر من كتاب آخر ( شيخنا علم من أعلام بلادنا الذين يشار إليهم بالبنان وكان في (النجف) معروفا لدى كثير من العلماء بالفضيلة والمقام السامي)(3).

يظل الشيخ رضوان الله تعالى عليه محل التواضع ومحل الرأفة والبركة فكم رأيته وهو يمسح على رؤوس الأطفال ويلاعبهم ويداعبهم قبل أن يدخل المسجد ليدعو لهم وللمؤمنين وهو يناجي ربه بالتوفيق والصلاح.

وقد صدق جناب السيد محمد رضا السلمان ( بوعدنان ) في تصويره لتلك المسحة الحانية وذلك الوفاء حين قال :-

     وامنن عليّ بمسحة الحنان ....  في موقف الإكرام والإحسان

       فقد يغيب بيننا الملاك .....   لكنه يبقى به الحراك (4).

وفي موضع آخر يقول عنه أيضا :-

     قضى بها أيامه الاوائل .....  مستجمعا للعلم والفضائل

      يدفعه لذلك الإيمان  .....  والحب والإخلاص والعرفان (5).

نعم هكذا قضى شيخنا الكبير حياته في العلم والفضل والتقى والإيمان والإخلاص لله تعالى ولدينه ولمجتمعه ، فرحمه الله رحم الأبرار وأنزله وحبه ومودته قلوب المؤمنين في الدنيا ومنزل الصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا يوم يلقى ربه.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45297
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19