• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فاطمة (عليها السلام) فوق مقام الأبرار (الجزء الثاني) .
                          • الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) .

فاطمة (عليها السلام) فوق مقام الأبرار (الجزء الثاني)

وبذلك يتّضح مقام فاطمة(عليها السلام) وكونها إحدى وسائط الافاضة على الخلق النابعة من مصدر إلهي يمثله رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وظهر أنّها شاهدة للّه على الخلق، وأنّها هادية لهم، وأنّها من الراسخين في العلم الذين يمسون الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ، فهي من الذين أوتوا العلم وأثبت في صدورهم وأنها ممّن يُعرض عليها أعمال العباد.
 
فاطمة (عليها السلام) من المطهرين الذين يمسون الكتاب واذا ثبت أن المطهرين هم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) بحكم آية التطهير(انّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) فانّ من خصوصيات المطهرين أنهم هم الذين يمسون كتاب الله تعالى {انّه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون}أي لا يعلمه إلا المطهرون، ولا يعني المس هنا مس نفس الوجود الخطي والكتبي للقرآن الكريم، اذ لا معنى لذلك والآية في مقام الاشارة الى مكنونية هذا الكتاب بمثل هذا القسم المغلّظ الذي يتعلّق بالأمر الخبري لا الإنشائي، فلفظ (لا) في الآية نافية لا ناهية بل يقصد الاخبار، كما أنّه قد وصف الكتاب المكنون بأنّه الذي تنزل منه القرآن المصحف الذي بين الدفتين، فالقرآن في الكتاب المكنون له حقيقة علوية لا يتناولها إلا المطهّرالمعصوم، فالحقيقة العلوية بعيدة عن افهام الناس إلا بواسطة المطهرين، فالمطهرون هم اهل بيانه وتفسيره ومعرفته، وهم العالمون ببطونه وعلومه {انّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم}(1) ولا يعلم تأويل الكتاب إلا الراسخون في العلم {ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}(2) قال ابو عبدالله(عليه السلام): “نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله” واذا ثبت أن المطهرين هم المقربون كما تقدم ذكره من أن المقربين هم علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) فانّ الكتاب المكنون لا يمسه إلا المطهرون، أخرج السيوطي عن ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس عن النبي(صلى الله عليه وآله)في قوله تعالى (انّه لقرآن كريم في كتاب مكنون)قال: عند الله في صحف مطهرة (لا يمسه إلا المطهرون) قال: المقربون.
 
واذا كان المطهرون هم المقربون الذين يمسون الكتاب ويعلمون تأويل بواطنه فانّ لهم الحجية من الله تعالى على الخلق اذ الحجة هو الموصل لمعرفة الطريق الى الله ومن هنا نعلم أن احاطتهم(عليهم السلام) بكل شيء دليل حجيتهم اذ علمهم بالكتاب يعمّ علمهم بكل شيء، فالكتاب محفوظ فيه علم كل شيء لقوله تعالى: {ولا حبّة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}
فالحجية تعني ولايتهم على الخلق بقسميها ولايتهم التشريعية المنبعثة من مقام علمهم بالكتاب الذي يضم علم كل شيء، اذ الولاية التشريعية لا تتم إلا بمعرفة أحكام كل شيء فهي من لوازم العلم، وبحكم علمهم بكتاب الله فانّ لهم الولاية التكوينية على الخلق، اذ هذا القرآن بحقيقته العلمية المكنونة التكوينية الملكوتية الذي لا يعلمه إلا المطهرون موصوف بقابلياته الالهية المودعة فيه {ولو أن قرآناً سُيّرت به الجبال أو قطّعت به الارض أو كلّم به الموتى…}
) وقوله تعالى (وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ اليك طرفك)فالحجية هي المقام الالهي المنبعثة منها ولايتهم (عليهم السلام)بقسميها.
 
وبهذا سيتم لنا معرفة مقام فاطمة(عليها السلام) من حيث معرفتها بكتاب الله وبواطنه وعلومه، ومن حيث ولايتها التشريعية والتكوينية معاً.
وقد رويت في عرض ولايتها على الخلق كباقي ولاية أصحاب الكساء والأئمة المعصومين(عليهم السلام ) روايات عديدة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44850
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28