• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نَخْلَةُ البَدْو .
                          • الكاتب : محمد الزهراوي .

نَخْلَةُ البَدْو

أمّي وأُمّهات كُلّ العالَم
(لو أعرِف كيف أجيء بِأُمّي)
هاشم شَفيق
 
لا حائِطَ
أُسْنِدُهُ في إلْياذَةِ
هذا الضّياع .
وأنْتِ غائِبَةٌ ..
أراكِ بلا حَواس.
ولِوَجْهِكِ
شكْلُ الجَنّةِ .
فَأنتِ التي على
شَكْلِ مكْتَبة !
لَكِ النّوافِذُ آناءَ
اللّيْلِ ترْصُدُ
شُموسَ بهْجَتي.
أراكِ ناياتٍ فـي
الأبْعَدِ عبْرَ شُبّاكٍ
ياالرّبابَة الملَكِيّة
الْمَبْتورَة الأعْضاء.
بِظَفائِرِ لَيْلِكِ
نخْلَةَ البَدْوِ مَعَ
الرّيحِ أعْبَثُ..
اَلآنَ أدْرَكْتُ
قُوّةَ وُجودِكِ
الرّوحِيّةَ فـي الأشْياءِ.
لا زِلْتِ جالِسَةً
بيْننا في عُلُوَكِ
معَ البَدَوِياّتِ
فـي زَيِّ أميـرةٍ .
شاسِعَةٌ أنْتِ في
اللاّمَكانِ بِالْمَوْت .
وَلا تَقِلّينَ حياةً 
وحَياءً عَن سرْوَةِ
دارِنا الْمُخْضَرّةِ.
في كُلِّ التّخومِ..
حَريرٌ ساطِعٌ
وَجْهُكِ الْمُتَواري!
في الأبَدِيّةِ أمُدُّ
يَدي على قَدِّ
الحالِ أتَحَسّسُ
تَغَنُّجَكِ الْعَذْبَ..
أرى خِصْبَ
ضحْكَتِكِ البَلاغِيّةِ
البَيْضاء الّتي
كمَتاهَةِ الأَضْواء .
لِماذا ذهبْتِ ولا
تاتينَ ثانِيَةً ! ؟
مُطْرِقَةً أتَلَمّحُكِ
على العَتَبَةِ..
في النّهاراتِ كَما
في كُلِّ وَقْت .
وذاكَ سِوارُكِ يَمْلأُ
السّماءَ أنْجُماً .
أصْهَلُ في الحُلْمِ
كيْ أسْتَلْقيَ
في عُرْيِكِ الوَقورِ
كَما أمام البحر .
كمْ أنْتِ ياالميموزا
الكَوْنِية أجْمَلُ
مِن سِواكِ ! ؟
ما مِن امْرأةٍ..
تُثيرُ فرَحي فـي
هذا العُمْرِ الخَريفِيِّ
بِوُضوح كوُضوحِ
غَبَشِ وَجْهِكِ
الذّهَبِيِّ وَفَوْحِكِ
المطريِّ الّذي ترَكْتِ
فـي الغاباتِ والأعْشاب.
أشُمّ لَكِ في هذا
القَحْط الكَئيبِ نَسيمَ
الطّيوبِ البَعيدة .
وأنْتِ واحَةٌ يَرْتَعُ
في أفْيائِها سِرْبٌ
مِنَ الضِّباء .
مَرافِئٌ عيْناكِ لِلعُشّاقِ
وَشِراعانِ لِلرّحيلِ
يَداكِ في هذا الليْلِ
الْمُضاءِ بِكِ كالجَنّةِ
 
  أ . ن



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44830
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20