• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رغبة سعودية.. ورفض امريكي .
                          • الكاتب : د . محمد ابو النواعير .

رغبة سعودية.. ورفض امريكي


زيارة امريكية خاطفة للرياض لم تستمر اكثر من ثمانية عشر ساعة سبقها علي المستوي الاعلامي تهليل و سعي لأظهار وجود رغبة امريكية عارمة بأسترضاء حكام المملكة وبشر كثيرون بوجود تغيرات استراتجية هامة في السياسة الامريكية تجاة المنطقة من شأن هذا التغير ان يحول موازين القوي علي الارض في الحرب الدائرة علي الاراضي السورية وبما يحقق التوازن بين الجماعات الارهابية  والنظام من وجهة نظرهم.
 وهو ما يعبر عن قصور شديد في استيعاب دروس التاريخ القريب من جانب دول المنطقة  والذي يبدو ان ادارة اوباما تستوعب جيدا مخاطر التجربة التي خاضتها الادارت الامريكية السابقة  مع المجاهدين الافغان حين امدتهم ومولتهم بالمال والسلاح لأسقاط الاتحاد السوفيتي حينها وفي النهاية كان هذا العمل هو بمثابة شهادة ميلاد للجماعات الارهابية التي انتشرت عقب تأسيس تنظيم القاعدة وتفريعاتة،،  ففي احدث تقرير لأجهزت الاستخبارات الامريكية نشر منة مقتطفات علي موقع معهد واشنطن للدراسات السياسية  يظهر ان ما قامت بها الولايات المتحدة ورغم هزيمة الروس وأنهيار الاتحاد السوفيتي شكلا تهديدا استراتيجيا لأمن الولايات المتحدة الامريكية مازال قائما رغم مرور قرابة ثلاثين عاما علي هذة الوقائع  حيث انة لا يخف علي احد ان تلك التنظيمات الارهابية وبمجرد انتهاء مهمتة في البلدان التي تسعي الي ضرب الآمن فيها ليس لديها في النهاية سوي الولايات المتحدة نفسها ولعل احداث الحادي عشر من سبتمبر خير مثال 
وقد بشر البعض قبل زيارة أوباما  بأن صفقات الاسلحة باتت وشيكة  وان ازيز الرصاص بات علي الابواب وكأن اشعال الحروب وأذكاء الدمار وازهاق الارواح بات استراتيجة تبتغي واهداف يسعي اليها وان اختلفت الذرائع والاسباب ،  ولكن وعلي مايبدو انه كان هناك مقدمات تنذر بأن قليلون هم من ادركوا ان الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية قد تغيرت وان ديناميكية المصالح التي تحكم اليات اتخاذ القرار داخل الادارة الامريكية تدرك ان صب الزيت علي النار في الوقت الراهن وبخاصة في بعض الملفات الاقليمية والتي ترتبط ارتباطا وثيقا في كل دول المنطقة قد يهدد الاستقرار الاقليمي لبعض حلفاء الولايات المتحدة الامريكية ومنهم تركيا العضو في حلف الناتو والمنفذ الصريح لعمليات التسليح لن تكون بمنأعن هذا الصراع ،، وربما يصل هذا التهديد الي حكام المملكة انفسهم،  فتاجيج الصراع الطائفي عبر تزويد الجماعات الارهابية ومرتزقة الحروب بأسلحة نوعية ومضادات الطائرات  في سوريا سيزيد من توتير الاوضاع بل وتفجرها علي الساحة اللبنانية التي تشهد توترات طائفية ليست بعيدة عن التدخلات السعودية  وكذلك الوضع في العراق و الجهود التي يبذلها في مواجهة الجماعات الارهابية التي تتغذي اصلا علي تفجر الاوضاع العسكرية ،  وغياب الامن الذي سينهار بكل شك في حال تزويد الجماعات الارهابية في سوريا  بتلك الاسلحة ،أضافة الي  هشاشة الوضع الامني والاقتصادي في الاردن الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية  تفاقمت عقب  تدفق اللاجئين السوريين  وبالتالي فأن اي مخاطرة من قبيل تزويد اطراف الصراع بالاسلحة ربما يكون لها عواقب وخيمة ليس  اقلها اشتعال حروب طائفية لا تستطيع اي قوة  وقتها مهما كانت قوتها  اخماد  نيرانها ومما لا شك فية ان الولايات المتحدة لن تتورع عن اشعال مثل هذة الحروب اذا ما كانت هناك مصلحة امريكية في ذلك ولكن في الوقت الراهن هي لا تبغي أكثر مما هو قائم فعليا .
وفي الملف الايراني ليس لدي الادارة الامريكية اكثر مما قدمته من تضمينات تشمل قبول قدرات ايرانية محدودة علي التخصيب وأجراء الابحاث النووية السلمية مع ضمان عدم عسكرة برنامج  ايران النووي ولا يبقي امام السعوديين سوي التلويح ببرنامج نووي لا اعتقد انة قريب المنال ويفتقر الي الواقعية.   
ولعل رفض المملكة منح احد مرافقي اوباما في زيارتة للرياض وهو رئيس مكتب الجيروزاليم بوست في واشنطن تأشيرة دخول يشير اما الي  انها كانت رسالة من قبل الرياض تستهدف دفع الولايات المتحدة الي اعادة النظر في سياستها عبر اظهار قدر من التشدد السعودي حيال الملف الفلسطيني والذي لا يشكل الان  للسعودية اهمية كبيرة امام ما تراه المملكة خطرا ايرانيا شيعيا!! يجب مواجهتة والتصدي لة وهو يفوق ما تشكلة اسرائيل من مخاطر علي امن واستقرار المنطقة وهي مفارقة مثيرة للسخرية في حقيقتها ،  وربما كانت ايضا ادراك مبكر من جانب الرياض بأن الافق لا يحمل اي تغير يذكر وان اهتمامات الادارة الامريكية بأسترضاء حكام المملكة لم يعد كما كان وان استراتيجة الانكفاء علي الذات وانشغال الادارة الامريكية  بملفات اكثر اهمية في الجانب الشرقي من اسيا والمحيط الباسيفيكي وتراجع الاعتماد الامريكي علي النفط السعودي  هو ما يدفع الي التشدد للحفاظ علي ماء الوجة
وربما ايضا يشكل تصريح الخارجية الامريكية عقب المباحثات وبشكل واضح وصريح عن رفض واشنطن تزويد الجماعات المسلحة في سوريا بأسلحة نوعية ومضادات للطائرات يشي الي  الصعوبة  التي جرت علية تلك المفاوضات  وان هناك رفض امريكي صريح لرغبة سعودية بأشعال المنطقة
.. حتي الان علي الأقل 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44795
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19