• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كربلاء الحسين لم تنتهي .
                          • الكاتب : علي محمد الطائي .

كربلاء الحسين لم تنتهي

أن أحد الأسباب والعوامل التي أجبرت  الأمام الحسين (عليه السلام) أن يثور على حكم الطاغية يزيد أبن معاوية ، هو (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)   وأ نتشار الظلم والفساد والتحلل الأخلاقي في المجتمع ، من جراء تصرفات الحاكم أنذاك .
ويشير الى  ذلك الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله ( إني ما خرجت أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) أريد أن آمر (بالمعروف وأنهى عن المنكر) فعندما قرر الأمام الحسين (ع) الثورة على الحاكم الظالم وأحداث التغيير. وأن التغيير لا يمكن أن يكون إلا من خلال الثورة الشاملة ضدالفساد المتمثل بحكم يزيد أبن معاوية ، ثار وقدم نفسه وأهله وأصحابه فداء من أجل إصلاح الأمة وتغيير الواقع الفاسد.
وأي دولة تقوم على أساس الظلم والجور والفساد، وعدم تحكيم العدل والقسط والإحسان في سياستها فهي تمارس المنكر السياسي في جميع أشكاله.
 وهو أخطر منكر يهدد مصالح الشعوب الإسلامية ومستقبلها.
  والمقصود به كل ممارسة  قائمة على أكل أموال الناس بالباطل ، ونهب ثرواتهم ، وغياب التوزيع العادل للثروات... فهو منكر وظلم  يجب التصدي له و النهي عنه.
فكربلاء الحسين التي ضحى بها الأمام (عليه السلام) بنفسه و بعياله وأصحابه لأحياء الدين وإقامة العدل الألهي ، في(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) والوقوف بوجه الحاكم الظالم.
 فالمنكر والفساد  الذي تمارسه الدولة في عملها السياسي ، من أستغلال للسلطة ونهب ثروات الشعب وغياب التوزيع العادل  للثروة.
 كل هذه السياسات كان يمارسها يزيد أبن معاوية في حكمه.
 مما جعل الأمام الحسين (عليه السلام) يثور ضده.
 أن أهم الدروس والعبر في النهضة الحسينية ضد الحاكم الفاسد .
 هو (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ، والوقوف بوجه الظلم والحاكم الظالم .
 وقد يكلفنا هذا ، التضحية بالنفس والمال والأهل.
 إذا كنا ندعي أننا ننتمي إلى مدرسة أهل البيت والى ثورة الحسين (عليه السلام ).
فثورة الحسين (عليه السلام) ليست شعارات نرفعها في عاشوراء ، أو مشي في الأربعين أو طبخ قيمة.
  فنحن اليوم بعيدين كل البعد عن الحسين ونهج الحسين (عليه السلام) فقد شغلتنا المصالح والدنيا عن الحسين (عليه السلام) فنسينا الهدف الذي ضحى من أجله الحسين (عليه السلام) ، ونشغلنا بالبكاء واللطم على الحسين .
أما الأمام الحسين (عليه السلام) وأهله وأصحابه ، (شهداء والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون) فهم ليس بحاجه ألينا ..أوالى بكاءنا ..ولطمنا ..وقيمتنا.
أنما الحسين وأهله وأصحابه ضحوا بأجسادهم الطاهره وأرواحهم ليكونوا المثل الأعلى و الحي في وجه الظلم والمنكر الذي يجسده الحاكم الظالم.
 كان الأجدر بنا أن نبكي على أنفسنا ، لأننا لم نستلهم العبر من  ثورة الحسين ألا وهو الأمر (بالمعروف والنهي عن المنكر) والوقوف في وجه الفساد والمفسدين  الذين أستباحوا البلاد والعباد ، ونحن في عجز تام لا نحرك ساكنا لتغيير الواقع الذي نحن فيه ، فأصبحنا شعب ضعيف مستهدف من جميع الأمم .
ونحن لا نلوم الأمم الطامعة بخيراتنا .
ولكن نلوم أنفسا وضعفنا ، لأننا قبلنا بتسلط الظلم والمنكر علينا ونسينا (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
 
2014-4-4



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44724
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19