• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : الانتخابات العراقية ....طموح الاصلاح في ظل التهديدات .
                          • الكاتب : موسى النجفي .

الانتخابات العراقية ....طموح الاصلاح في ظل التهديدات

بعد انهيار النظام البعثى الدكتاتوري القمعي الذي جر البلاد عبر سنوات حكمه السوداء الى اتون المعارك و المحارق والحروب المدمرة وما خلفه على شعب العراق من ويلات وماسي وقمع و تهجيرومذابح ومقابرجماعية دفن  الناس فيها احياء مكبلون مظلومون كان من الممكن ان يحقق العراقيون نقلتهم الحضارية –وفي اطار المواطنة الانسانية الصالحة والانتماء المشترك للتراب العراقي- لاحتضان التجربة العراقية الديموقراطية المستجدة التي وفرتها مرحلة ما بعد السقوط  ضمن مبادرات تعتمد روح الالفة والوئام والتاخي والولاء للوطن  العراقي دون تفريط بحقوق المكونات الكبيرة والصغيرة فيه ودون استئثار للحكم من قبل اقليات مذهبية او قومية تحت دعاوي (الملكية الابدية )للسلطة في العراق بما لا يناسب القيم والاصول الانسانية في العصر الحاضر الا اذا اخذنا بنظر الاعتبار انظمة البداوة القمعية الخليجية السعودية والبحرين على سبيل المثال .اعتذرت الولايات المتحدة الامريكية من مواطنيها السود وهم من العبيد الذين استقدموا من افريقيا عن الجرائم المرتكبة بحق اولئك الناس واعتذر بقايا الانسان الابيض في حكومة (الابارتايد) الجنوب افريقية عن جرائمهم و قمعهم للاكثرية الافريقية و لم يكن بدعا في الادبيات الاسلامية والعروبية ان تعتذر الحواضن العشائرية التي حملت النظام البعثي على اكتافها لشعب العراق  شيعته واكراده وحتى السنة فيه عن جرائم النظام المباد وظلمه واضطهاده للجماهير العراقية طيلة السنوات البعثية المظلمة .

لم تتحقق الخطوة التآلفية اللحموية في ظل النظام التحاصصي الذي اسسه الاحتلال ... بل ان النظام التحاصصي ارسيت قواعده ضمن شرعنة الاختلاف الطائفي بل التحريض عليه من وراء ستار ..مما دفع ببقايا النظام المباد ورموزه ومرتزقته الى القفز صوب مواقع المحاصصة المطروحة دون القبول بالاحداثيات الجديدة القائمة ...ثم توجهت تلك الفلول  المتباكية على امجاد الدكتاتورية   وحكم القبيلة نحو الارهاب المسلح تحت لافتات مزورة عنونت الاحتلال في الظاهر واستهدفت الجمهور العراقي في غالبيته العظمى الشيعية  بعد ان تمترس الكرد في مواقعهم بما يشبه الانفصال .

المشروع الانتخابي والديموقراطي كان في مقدمة الاهداف التي توجهت صوبه سهام الكيد و التشكيك والتشويه ..فمن دعوات اولية متمردة على أصل الخيار الانتخابي ..الى التبجح بالعمق الجغرافي لسنة العراق في تحقيق الموازنة السكانية والى التشويش المستمر حول سير العمليات الانتخابية والحديث المضحك عن الضخ الايراني لملايين الناخبين لتحقيق الاغلبية !! واللجوء الى الاعلام التوثيقي المزيف للدلالة على غربة الشيعة في العراق (المقالة التي تحدث عنها القائد البريطاني(برسي كوكس) عن الشيعة والثوار المقاومين للاحتلال البريطاني في ثورة العشرين )  ...أظهرت وبوضوح أن مشكلة التركيبة السكانية في العراق وحقيقة الاكثرية المطلقة للمكون الشيعي قد تحول بالفعل الى كابوس يقض مضاجع السلطويين ادعياء (الملكية السلطوية )المستورثين اياها من  الاحتلال البريطاني والقرار الملغوم  في عشرينات القرن الماضي لمنح الاقلية السنية العربية حكومة العراق ولاسباب غير مجهولة في ابجديات المقاومة والاحتلال .

في سياق المحاولات الحثيثة لقلب المعادلات القائمة التي ترسم صورة العراق الديموقراطي الجديد والعودة الى عصر الدكتاتوريات الفاشية التي ظلت بمعزل عن الام الناس ومصائرهم وولائاتهم تبرز المحاولات الخبيثة لشق الصف الشيعي وتفتيت لحمته وتصديع كيانه  في هذه المرحلة العصيبة ضمن مشروع يشترك فيه أكثر من طرف سياسي واقليمي يطمح الى النيل من التجربة السياسة الصعبة المحفوفة بالمخاطر والاعداء وواضح أن تشظية الكيان الشيعي المستهدف وبعثرة أصواته و تغليب الفوضوية على قراراته ستحقق للفلول البعثية المدعومة من القوى الاقليمية مالم تحققه سنوات الارهاب العجاف وعشرات الالوف من الضحايا والمعوقين وملايين الارامل والايتام .

قد تتحول الانتخابات البرلمانية الى ميادين للتنافس و طلب الرئاسة والتزاحم على المواقع والامتيازات وقد يكون في قوائم الترشيح والكيانات الانتخابية الرئيسة منها والفرعية من يطمح الى التغيير والى الاداء البناء لما فيه خير الوطن والمواطن -ذلك الاداء المختلف تماما في مديات التنظير والتطبيق- الا ان المواطن العراقي لا بد وان يضع في اولويات حساباته عدم التفريط بالانجازات التي تحققت عبر السنوات الماضية رغم الهنات والاحباطات الجمة قي ظل الاملاءات التحاصصية والحداثة التجريبية للقائمين بالامر وان الطموح الى التغيير نحو الافضل حق مشروع لا بد وان يراعي حدود الميدان والاصطفافات القائمة حوله والتهديدات التي خبرتها التجربة خلال العقد المنصرم .

Najafi_110@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44642
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29