• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : الانتخابات بين البعد الوطني والانتماءات الضيقة . .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

الانتخابات بين البعد الوطني والانتماءات الضيقة .

 لا يستطيع اي منا ان يجزم بان النظرة العامة للانتخابات التي ستجري في نهاية نيسان ما زالت لم تتغير ، بل ان الوقائع والأحداث هي من احدثت التغيير في منهجية واستدراك المواطن للانتخابات .
ولكي تكون الانتخابات ذات تأثير منطقي وواقعي على مسار الحركة العامة للبلد كان لابد لها ان تمر بمرحلة الخروج من الشرنقة التي تشرنقت بها وبدء مرحلة النمو الطبيعي لها  .
وعلى الرغم من اختلاف الاساليب الدعائية وأخلاقية الممارسات الانتخابية إلا اننا نستطيع القول ان الانتخابات القادمة ستشكل تصحيحا لمسار العملية الديمقراطية في العراق اذا ما رافقها تأني وتبصر وتروي في الاختيار.
وعملية الاختيار هنا ستكون سلاح ذو حدين فان اصابت فلها وان أخطأت فعليها .
وبدراسة الواقع الذي يشهده البلد حاليا ومن خلال متابعة التحركات اللولبية لبعض الشركاء الحاليين نجد ان هنالك تغييرا جذريا سيحصل في موازين نتائج الانتخابات حيث ستتمحور الامور على ثلاث اتجاهات .
الاتجاه الاول : سيكون بصعود القائمة الكبيرة والتي ستمثلها دولة القانون وحلفائها.
 والاتجاه الثاني : سيتجه صوب انحدار وفقدان بعض الكتل لمقاعدها ولربما ستحصل على نصف ما حصلت عليه سابقا وهذا الامر سينطبق على التيار الصدري وقد يزحف على المجلس الاعلى في بعض المحافظات .
اما المحور الثالث : فستكون فيه القوائم السنية في موقف صعب وخاصة متحدون التي تبدو انها تعاني من الانشطار والفرقة  والتشظي وان لم يظهر ذلك للعلن بصورة كبيرة .
ولكن فقدانها لشعبيتها في المناطق التي كانت السبب في تفوقها وخصوصا الانبار وصلاح الدين بسبب سياسة قادتها وولاءاتهم التي وضعت اكثر من علامة استفهام امام ناخبيهم قد يدفع بها اضطرارا للتحالف مع قوائم صغيرة تكون لها عونا في هذا المكان او ذاك  .
ولعل ما يميز هذه الانتخابات عن سابقاتها هو دخول كتل جديدة تشارك فيها لأول وهذه الكتل تتمتع بشعبية كبيرة وتحظى بجماهيرية واسعة جعلتها منافسة قوية للكثير من الكتل التي كانت تراهن على جماهيريتها سابقا .
وهذا الحال ينطبق على كتلة اهل الحق ( صادقون ) التي يرى المراقبون انها ستسحب البساط من تحت اقدام بعض الكتل وتجعلها تفقد الكثير من مقاعدها وتشير الترجيحات إن اكثر المتضررين من دخول كتلة صادقون هم التيار الصدري  الذي يعرف اكثر من غيره حجم جماهيرية هذه الكتلة التي يتوقع لها ان تحقق نسبة من المقاعد تفوق التوقعات بسبب اعتمادها منهجية اخلاقية واجتماعية وثقافية تتلائم وروح المرحلة وتواكب التحديات التي تواجه البلد بكل صدق وأمانة.
 ولهذا فان اختيارها لكلمة ( صادقون ) جاء مطابقا تماما لما تتبناه من مفاهيم  ورسالة تعمل على تحقيقها خاصة وان قائد الكتلة الشيخ( قيس الخزعلي ) اعلن في عدة مناسبات ان الغرض من دخول العملية السياسية هو ليس لتحقيق مكاسب انتفاعية بل لإصلاح المفاسد وتقويم العملية السياسية وإرجاعها الى مسارها الصحيح .
في حين وجدنا بعض الحلفاء من التحالف الوطني قد ارتضى لنفسه برهن مستقبله السياسي والاجتماعي بالاعتماد على مناصرة وتأييد طوائف وقوائم بعيدة عن توجهات ورغبات جماهيره ولكنها تتلائم مع نزواته ورغبته في مناكفة رئيس كتلة دولة القانون السيد نوري المالكي وهذا خطأ استراتيجي  يضاف الى اخطاء تلك الكتل .
 واستنادا الى تلك الحقائق نجد من الضرورة التنبيه الى ان الناخب سيتحمل المسؤولية الشرعية في حالة اخفاقه في حسن الاختيار والذي يجب ان يكون بعيدا عن التعصب والانجرار وراء شخوص اثبتوا فشلهم في الدورة السابقة .
ولعل العامل الولائي سيكون مشكلة المشاكل لكونه سيجبر بعض الاشخاص ممن لا يميزون بين الولاء للوطن والولاء للأشخاص  باختيار نماذج فاشلة ومعروفة بعدائها للعملية السياسية لا لشيء إلا لكونهم يحملون مدلولات دينية ورثوها او ورثت اليهم بالصدفة .
 وهنا لابد من القول ان الانتخابات القادمة ستشهد اول حالة من حالات التصدي للتزوير من خلال اعتماد البطاقة الالكترونية في الانتخاب وسيكون لكل مجتهد استحقاقه الفعلي رغم محاولات البعض البحث عن اساليب نوعية لتزوير البطاقة الانتخابية ولكن تلك المحاولات ستبوء بالفشل .
 
   

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44535
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20