• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بانتظار عمامة !!! .
                          • الكاتب : افنان المهدي .

بانتظار عمامة !!!

 في وسط بيت متواضع ، ليس، فيه أدنى مظاهر الزينة والبهرجة ، حيث تفترش أرضه بعض من قطع السجاد البالي ، كان أحد مراجع الدين ، بانتظار حضور " مرتضى " ذاك الطالب المجتهد ، الذي قد مضى على غربته ودراسته للعلوم الدينية ، عام ونصف ، قطعها بتفوق منقطع النظير.  في دراسة المقدّمات ابتداءً من الرسالة العملية ، والعقائد ، والبلاغة ، والنحو ، فقد كان وقّاد الذهن ، متقدما على أقرانه ، بتلك الهمة العالية ، والشغف والإجتهاد في طلب العلم .
 
   علت أصوات الحاضرين بالصلاة على النبي وآله ، حينما حضر " مرتضى" مع بعض مدرّسيه ، مرتديا للثوب الأبيض ، والصاية البيضاء ، كان متوترا ، فرحا ، قلبه يخفق بشدّة ، تقدّم بضع خطوات ، وجلس أمام المرجع ، وشرد ذهنه ، وانفصل فكره عن الموجودين ، وغاب مع صوته الخفي الذي أبى إلا أن يُسيطر على مجريات هذا الحدث ؛ يا إلهي !! نبضات قلبي تسابق عقارب الساعة ، هذا هو يوم العمر ، أجمل وأهم يوم في حياتي .
 
    لكم كنت أنتظره ، وأنتظر هذه الساعة التي تُزف إلي العمامة ، وأصبح فيها متميزا عن غيري ، وأحظى بالإحترام والتبجيل ، أينك أيتها العمامة? ! لا أكاد أراك! ! 
 
فتح المرجع صندوقا صغيرا بجانبه ، تناول عمامة بيضاء ، أشبه بلؤلؤة جذابة تتوسط صدفة خلاّبة ، فتراقص قلبه ، وارتبكت أحاسيسه ، وكانت أشبه بأحاسيس فتاة يافعة تنتظر زفافها لفارس أحلامها ، وبالدعاء بالبركة وطلب التوفيق ، تُوج " مرتضى " بالعمامة البيضاء .
 
    جميل ، ان يتميز الإنسان عن غيره بالعلم ، فقد حثّ الإسلام على العلم والتعلم ، وجعلهما فريضة على كل مسلم ومسلمة ، فبالعلم يسمو الإنسان ، ويرتقي ، ويبني إنجازات عظيمة ، وحضارات عملاقة ، لكن الأجمل منه ، أن لايقتصر الطموح ويكون جُلّ الهم في " العمامة والعمامة فقط " ، وإلا سينصرف المتعلم عن الهدف الحقيقي والأسمى للعلم ، وهو معرفة الله حقّ المعرفة ، ومعرفة الهدف الذي خُلق لأجله الإنسان وهو خلافة الله وعمارة الأرض ، وتهذيب النفس وتطهير الذات وغيرها من المقاصد ، والتي لا تتم إلا بالعلم ، وإلا تحول العلم إلى وبال ، وبدل أن يكون سبيل نجاة وطريقا للجنة ، سينقلب إلى تهلكة وجسر للنار ، ولايخفى على عاقل ، أن أكثر الألوان تعلوها الأوساخ والأدران بسرعة فائقة ، هو اللون الأبيض ، فرفقا ، رفقا بالعمائم البيضاء !!

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : حميد مسلم الطرفي ، في 2014/03/31 .

جميل جداً وما احوجنا الى عمامة تلم شتات العراق وتداوي جراحه .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44449
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19