• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تقدم الضرورية على الحاجة الشخصية .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

تقدم الضرورية على الحاجة الشخصية

المقدمة| تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة إن كانتا في رتبة واحدة، ومن هنا يعلم أن قاعدة المصلحة العامة على الخاصة ليست على إطلاقها، بل هي مقيدة بأن تكون المصلحتان في رتبة واحدة ومستوى متماثل .
هذا الأصل العظيم ، والقاعدة العامة ، يدخل فيها الدين كله
فكله مبني على تحصيل المصالح في الدين والدنيا والآخرة ، وعلى دفع المضار في الدين والدنيا والآخرة .
ونعم ما قيل :
 الدين مبني على المصالح*** في جلبها والدرء للقبائح
الدين مبني على المصالح* في جلبها والدرء للمفاسد
فإن تزاحم عدد المصالح* يقدم الأعلى من المصالح
وضده تزاحم المفاسد* يرتكب الأدنى من المفاسد .
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
(وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) البقرة/ 191 
(يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً ) 
(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) 
(آمن الرسول بما انزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله 
و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله ) البقرة .
(يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الكَيْلَ والْمِيزَانَ ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) الأعراف / 85 .
( وقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ) الشورى/15 .
( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة / 8 .
ولما كانت أصول دعوات الأنبياء - عليهم السلام - واحدة فإن الأمر بإقامة الموازين والحكم بالعدل والإنصاف ظل الوصية الخالدة التي يوجهها كل نبي إلى قومه , لأنه بالعدل قامت السماوات والأرض ... 
وقد أوصى الله تعالى رسوله محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم- أن يعلن لأمته أمر الله له بإقامة العدل فيها ، فقال : ( وقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ) الشورى/15 . 
وأوصى المؤمنين بإقامة العدل مع الناس كافة حتى الأعداء الذين يبغضونهم ويحاربونهم فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة / 8 . 
وقد كان - صلى الله عليه وآله  وسلم- يقوم لله بالشهادة فيعطي كل ذي حق حقه ، وفي سيرته العطرة مئات الشواهد التي تفيد التزامه المطلق بإنزال الناس منازلهم ، وذكر محاسنهم وميزاتهم ، مهما كان انتماؤهم وحيث كان موقعهم فهذا هو يقول : (( أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل ! وأن الإسلام هو دين التسامح والسلام
حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التسامح  ـ  بعثت بالحنفية  السمحة ـ . وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام  فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية و من مساواة  في غير تفوق جنسي  أو تمييز عنصري ، بحيث حثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الدينات   حيث قال الله تعالى : {آمن الرسول بما انزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله 
و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله}.و التسامح ليس هو التنازل أو التساهل أو الحياد 
اتجاه الغير، بل هو الاعتراف بالآخر .
إنه الاحترام المتبادل و الاعتراف بالحقوق العالمية للشخص، و بالحريات الأساسية للآخرين وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب يطبعها التنوع و الاختلاف، بحيث قال (صلى الله عليه وآله) : ((الدين هو المعاملة )).
ما أمر الله بشيءٍ إلا وفيه من المصالح ما لا يحيط به الوصف .
وما نهى عن شيءٍ إلا وفيه من المفاسد ما لا يحيط به الوصف .
ومن أعظم ما أمر الله به التوحيد : 
الذي هو :
إفراد الله بالعبادة
والإسلام قد أعطى كل ذي حق حقه حتى الطريق أعطاه حقه ومستحقه فمنع من الاعتداء فيه والإضرار به بأقل ما يمكن أن يكون ضررا فكيف بقطعه على أهله المارين فيه وتعطيل مصالحهم ، والاعتداء عليهم ؟؟ بل كيف بتخريب جوانبه وما فيه من المصالح من إنارة ، وأرصفة ، وإشارات مرور ، ومنار الأرض من لوحات ترشد المارة إلى الاتجاهات ، فالطريق سواء كان عاما أو خاص بين الجيران أو سريعا أو فرعيا .. لا يجوز قطعه .
وهو مشتمل : على صلاح القلوب ، وسعتها ، ونورها ، وانشراحها ، وزوال أدرتنها، وفيه مصالح البدن والدنيا والآخرة .
 
وأقول لكل من الإرهابيين أمثال علي حاتم السليمان وغيرهم الذين أضروا بالبلاد وحكمهم  هو حكم قطع الطريق من قبلهم مثلهم مثل  كل العصابات التي هي تتعرض للناس وتهديدهم بالسلاح في الصحراء أو البنيان، في البيوت أو وسائل النقل، من أجل سفك دمائهم، أو انتهاك أعراضهم، أو غصب أموالهم ونحو ذلك . إن هذه المظاهر من المظاهرات والاعتصامات وقطع الطرقات والإضرابات هي من أعداء الإسلام الذين ما فتئوا يصدرون لنا الفتن والمحن ليشغلوا الأمة وأبناء الأمة بعضهم ببعض ، وشارك فيها بعض من أبناء جلدتنا ممن يقلدون الأعداء وخصوم الإسلام ويتتبعونهم في سننهم شبرا بشبر وهكذا .. حتى لا تقم للأمة قائمة ، وتبقى الريادة والسيادة لهم بعدما كانت لنا ، وخاصة لما رأوا هذه اليقظة من الشباب والعودة إلى الدين اخترعوا لنا هذه النظم وافتعلوا هذه المشكل وزرعوها في الأمة حيث تهافت عليها الشباب الضائع وأهل الأهواء يظنونها شيئا يطلب أو حقا يجتلب وهي كلها ألغام في أنغام لتمزيق الأمة وشغلها في نفسها، وقد بينت شيئا من ذلك في عدة مقالات والحمد لله .
 المسألة الأولى  وهي قطع الطريق ؛ إن الإسلام دين عظيم وشريعة كاملة شاملة جاءت بتحريم الظلم والاعتداء على الملكيات العامة والخاصة بل حرم الإسلام على المسلم أن يضر بنفسه فكيف بحقوق غيره ، فكيف بالحقوق العامة التي تشترك فيها الأمة ؛ وقد جاءت مراعية المصالح والمفاسد فرغبت في جلب المصالح وتكثيرها ، ودفع المفاسد وتقليلها فديننا مبني على المصالح .
ويدخل في حكم العقاب في النص للمجرمين : كل ما يقع من ذلك في الطرق والمنازل، والسيارات والقطارات، والسفن والطائرات، سواء كان تهديداً بالسلاح، أو زرعاً للمتفجرات، أو نسفاً للمباني، أو حرقاً بالنار، أو أخذاً لرهائن.وكل ذلك محرم، ومن أعظم الجرائم؛ لما فيه من ترويع الناس، والاعتداء على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم بغير حق. 
القرآن هو الكتاب الذي يقال عنه ( ذلك فليتنافس المتنافسون) وأحي كل من جيشنا العراقي البطل والدولة لقطع دابر الإرهابيين وأحي أيضا جيش العربي السوري وقيادتها وحرب ضد الإرهابيين والمرتزقة القادمين من طريق المغول ودعم بأموال البتر ودولار من آل سعود وحاكم قطر ودعم بعض الطائفيين من علماء السوء والمتلبسين بلباس الدين قبحهم الله, وللعلم أن الإسلام هو دين الديمقراطية وحرية الفكر , وهو دين العقلاء
وليس فيما أعرف من الأديان نظام اجتماعي صالح كالنظام الذي يقوم على القوانين والتعاليم الإسلامية، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له طاقةً هائلةً لملائمة أوجه الحياة المتغيرة، وهو صالح لكل العصور 
 ولكل زمان ومكان وأن الذي جاء به نبينا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله  الذي خاطبة الله سبحانه وتعالى  متباهيا به أمام ملائكته إذ قال تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم /4 .و هنا يجب أن ندعم الدولة لحماية المواطنين والدولة وأن نقف بجانبها ونتنافس كما في النص : ( ذلك فليتنافس المتنافسون) ويداً بيد لتعاون والتآخي ودعم الأرامل والأيتام والمسنين والمعوقين ولحياة أفضل في عز وشموخ وليرفرف علمنا عالياً خفاقا والله خير حافظ وهو أرحم الرحمين .
أخوكم المحب 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44268
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28