• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آلُ الرئيس لماذا ؟ .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

آلُ الرئيس لماذا ؟

في مقابلة أجرتها إحدى القنوات الفضائية قبل عامين مع السيدة مريم الريس مستشارة السيد رئيس الوزراء سألتها المذيعة هل صحيح أن إسم جدك هو (رويس) ولكنك آثرت ان تجعليه كلقب فاخترت مريم الريس وليس رويس فردت السيدة المستشارة بتهكم ( وهل هذه قضية تستدعي الرفع الى النزاهة )  وعبرت السؤال ، وتلك رواية ولكن الدراية ان مدير احد الدوائر في كربلاء المقدسة كان لقب عائلته هو ( الجعيفري ) ولما ذاع صيت السيد رئيس الوزراء السابق د . ابراهيم الجعفري بات ينقش على كتبه الرسمية وفي المحافل فلان الجعفري وكأنه من اقرباء السيد الجعفري ولا غرابة فكلما كان الاسم مرموقاً وشريفاً كلما كثر المدعون بالوصل به فقريش استأثرت بالخلافة بعد ان احتجت على الصحابة  من الأنصار بالقرابة من رسول الله (ص) حتى قال علي (ع) "  احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة " فتشبث المغمور بالمشهور له ما يبرره وإن كان بعيداً فما بالك إن كان قريباً أعني في النسب ولكن تساؤلاً  يثار حول اسباب تشبث  الرئيس بآله  ؟  وفي التاريخ المعاصر شهدنا الكثير فكوبا الشيوعية اليسارية الاشتراكية تحول فيها الحكم من ( قائد ثورتها) فيدل كاسترو الى أخيه غير الشقيق  (   راؤول كاسترو ) وقبله  في ذلك زعيم كوريا الشمالية الشيوعية الثورية (كيم ايل سونغ ) لينقل الحكم الى ولده ( كيم جونغ ايل ) عام 1994 ،  ثم نقلها الأخير الى ولده ايضاً ( كيم جونغ أون ) في عام 2012  الذي لم يبلغ سوى ثمانية  وعشرين أو تسعة وعشرين عاماً في حينه !!!  وكذا الحال في الجمهورية العربية السورية فرئيسها( القائد ) حافظ الاسد قد وطد الحكم لولده بشار وعدل مجلس الشعب السوري  الدستور ليجعل عمر الرئيس 34 عاماً بدل 40 عاماً ليتوافق تماماً مع بشار في عام 2000 عام رحيل الأسد الوالد !! أما الانظمة الملكية فالأولاد أمراء والبنات أميرات وان بلغوا خمسة عشر ألفاً كما في ارض نجد والحجاز !!! فبم يُفَسر توزير الرئيس لذويه ؟؟ البعض يقول ان نظرية ابن خلدون في الدولة انها تقوم على الَغلَبة والغَلَبة تقوم على القوة والقوة تقوم على العُصبة والعُصبة هم العشيرة والقبيلة وأقرب مافي العشيرة  والقبيلة الأسرة والأصهار فلكي يُنتج الرئيس دولة قوية فعليه أن ينطلق من أسرة قوية يتكاتفون في السراء والضراء . في حين يذهب البعض إلى ان تجربة الحاكم في الحكم وكثرة من يخذلوه في مسيرته  أو يجادلوه في قراراته أو يعارضوه في بعضها تجعل الحاكم ميالاً الى ذويه من أولئك الذين  لا يجيدون سوى السمع والطاعة بحكم الأبوية أو الأخوية الكبرى   . في حين ذهب رأي ثالث الى القول أن الحكام مهما علا شأنهم وتوطد حكمهم فهم بشر يمشون في الاسواق وياكلون مما تاكل الناس وبالتالي لا يتجردون عن غرائزهم وميولهم وطباعهم ومن طباع البشر أن يحب الرجل ولده وابنته وذويه وهذا الحب يجد طريقه في الغفلات أحياناً وبالقصد وسبق الإصرار أحياناً  فيُصدر الرئيس مراسيمة وأوامره الديوانية بالتوزير لهم  أو مادون التوزير إرضاءً لعواطفه وتجاوباً مع ميوله النفسانية  . كل ذلك ونحن هنا لسنا في معرض الكفاءة التي توفر لصاحبها مهما قرب أو بعد فرصة التنافس الشريف من اجل نيل الاستحقاق . 
   hmft1961@gmail.com 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=43528
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18