• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صراع الفرقاء و دماء الفقراء .. .

صراع الفرقاء و دماء الفقراء ..

مرة أخرى يتحول الخلاف السياسي بين الفرقاء الذين جمعتهم الظروف ليقودوا العملية السياسية وهم اشد تنافرا من خليط مواد كيماوية لايمكن أن تكون مزيجا أو حتى خليطا لأنهم على طرفي نقيض في التفكير فكيف يمكن جمع مؤمن بالشوفينية وقيادة الحزب الواحد وعدم تقبل الآخر بآخر يؤمن بالديمقراطية والتعددية وقبول الآخر وهذا التجمع الغير معقول يدفع ثمنه الفقراء من دمائهم بين فترة وأخرى ، إن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لم تقبل بمشاركة الحزب النازي والمؤمنين بأفكاره في العملية السياسية لأنها أدركت إن تربية هؤلاء لايمكن تغييرها ويالتالي فهم سيكونون عنصر تخريب وتعطيل للعملية الديمقراطية ولحركة البناء التي تطلبتها المرحلة ونحن أشبه بألمانيا بعد الحرب فبلدنا مهدم ومخرب وهناك حزب نازي بعثي  لايمكن أن تتغير نظرته عما تربى عليه وشاخ عليها ، مرة أخرى يختبئ القتلة وراء قناع المفخخات والانتحاريين ويسحبون المواطن لوحداتهم الملغمة والقاتلة. وللأسف بات مفضوحا أمرهم للداني والقاصي ويعرف ما يريد إيصاله هؤلاء اللذين فخخخوا وفجروا أمكنة لها دلالاتها المكانية والانتماءية وسط ضجيج إعلامي لفضائيات تسمى ظلما  عراقية تسمي المواطن قتيلا والقاتل مسلحا والمتهم بعمليات التفجير بريئا رغم ثبوت تورطه بدماء الأبرياء في حالات كثيرة.. هؤلاء ذو ملامح باردة لا يهمهم المواطن يتلبسون لباس ملائكة بينما هم خفية يتجهون لقتل المواطن وممارسة العنف بروح البرابرة وذات ملوثة بفكرة الأنا ومن بعدي الطوفان هذه الأنا التي يمارسها السياسيون في العراق أعطت الفرصة لديناصورات القتل بالتسلل إلى هدوء المواطن واستباحت حياته التي قيمتها تعادل كل كراسي الحكم التي يحلمون بها.  وأي دم هذا الذي أهدر في تلك التفجيرات انه دم الفقراء والكسبة والتلاميذ والمارة الذين لا يملكون أدنى فكرة عن موتتهم بهذه الطريقة البشعة. هناك من يلعب لعبة ولايريدها أن تنتهي من الطرفين احدهما لايقبل الآخر وهذه العقلية لا تؤمن نهائيا بالعملية التداولية للأشياء والفكر التداولي منسوف لديها وهذه مشكلة في العقلية الشوفينية التي تشارك في الحكم  وبالنتيجة سيكون المواطن هو الضحية وإلا ما معنى استهداف مسطر للعمال ما هي الرسالة هل هي دعوة للأمريكان بالعودة ثانية بحجة إن الأمور ستخرج عن السيطرة .. أم إن الدول التي تخاف من التجربة العراقية الديمقراطية تريد إن تقول لشعوبها .. هذه هي تجربة الديمقراطية في العراق  التي تطالبون بها  انظروا لهذه الدماء النازفة ولكنها في الحقيقة تخفي عن شعوبها شيئا مهما هو أنها هي المتسبب الرئيس في نزف هذه الدماء البريئة . اختلط الأمر وتداخلت الأشياء. وهنا تكمن  خطورة الأمر عندما يتحول الصراع السياسي إلى صراع شعبي ونحن على ثقة تامة بأبناء وطننا بأنهم متفهمون لما يحدث ولن ينجروا مرة أخرى إلى منطقة القتل التي يرسمها السياسيون من خلال صراعهم الذي لاينتهي .. نقول مرة أخرى على السياسيين المخلصين تدارك الأمر وإلا ستكون الخطورة مثل طوفان يجتاح الجميع وبالنتيجة لن ينجو احد وعلى السياسيين وخاصة الذين يعلمون ويعلنون أنهم لا يعلمون إيقاف حملة التشويه والتشويش ضد الأجهزة الأمنية وعدم التشكيك بقدراتها لان هذا يعطي الفرصة للقتلة بالإمعان بقتل العراقيين بدم بارد لأنهم يتسترون بديناصورات القتل التي لا تريد التصديق بأن فكرها قد انقرض ومات  منذ العام 2003.، ولابد ان نؤمن بحقيقة ان التعايش مع اعداء الديمقراطية هو شيء محال وسيقود الى مزيد من الدماء البريئة للفقراء ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42777
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19