• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : منازل جاهزة الزبير في مواجهة الغرق .
                          • الكاتب : لطيف عبد سالم .

منازل جاهزة الزبير في مواجهة الغرق

 من جملة الخدمات البلدية التي أصبحت تشكل أحد أبرز التناقضات التي تكتنف حياة أهل العراق المعاصر، هو تنامي ازدواجية شكاوى المواطنين من نقص مياه الشرب، والمخاطر المتحققة من سلبية آثار المياه الجوفية المتسربة إلى المنازل والنافذة إلى الساحات والشوارع والاسواق وغيرها من فضاءات كثير من مختلف المناطق في البلاد، ما أسهم بتحميل طيف واسع من الأهالي تداعيات مشكلة أخرى أضيفت إلى ما عكر لياليهم الحبلى بعذابات المحن وأزمات الحياة التي لم يعرفوا غير الصبر بلسما لها. وضمن هذا السياق تشهد منطقة ( الجاهزة ) التابعة لقضاء الزبير غربي البصرة منذ أكثر من خمسة أعوام، تغيرات كبيرة ملفتة في مناسيب المياه الجوفية، حيث ارتفع منسوب المياه الجوفية في بعض أقسامها بنحو ملحوظ  وصل إلى أكثر من ( 40 ) سم بحسب سكان محليين، ما أفضى إلى ظهور المياه في فضاءات بعض المنازل وباحاتها، إلى جانب تزايد نسبة خطر غرقها وتلوثها والتأثير على أساساتها وهياكلها بعد تأثرها بالمشاكل المصاحبة لارتفاع مناسيب المياه الجوفية، فضلا عن تهديدها السكان بإمراض مختلفة. ومن الأهمية الإشارة هنا إلى أن ظاهرة ارتفاع منسوب المياه في الجاهزة، تعد من الظواهر المصاحبة لمشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في مدينة الزبير بوجه عام؛ بالنظر لعدم قدرة شبكة المجاري المقامة منذ سنوات في المناطق المخدومة من القضاء على استيعاب إمدادات مياه المجاري الواردة إلى محطات الصرف الصحي، جراء قدمها ومحدودية طاقاتها التصميمية والمتاحة التي لم تمكنها من مواجهة الزيادات الحاصلة في معدلات النمو السكاني، وما تبعها من متطلبات في مجال الخدمات البلدية، ما تسبب بلجوء السكان في أغلب مناطق الزبير إلى الجنوح صوب استخدام السيارات الحوضية لسحب مياه المجاري من ( خزانات التعفين ) التي انشأت في المنازل؛ جراء افتقار المدينة الى شبكات نظامية لتصريف مياه المجاري، إلى جانب شبكة لمعالجة مياه الأمطار التي كان من جملة آثارها الانعكاسية هجرة ما يقرب من ( 80 ) عائلة وسط معاناة لم تتوقف على مدار السنة، ولاسيما في موسم الشتاء، فضلا عن استغاثة الأهالي بقصد إسعافهم وإنقاذهم من كارثة إنسانية محتملة لا يمكن تقدير أضرارها. وهو الأمر الذي حمل السكان نفقات إضافية بفعل اضطرارهم إلى جلب السيارات الحوضية لثلاث مرات في الشهر على أقل تقدير من أجل سحب المياه المتجمعة في خزانات التعفين المقامة في المنازل. وقد فاقم من فاعلية المشكلة استغلال الدائرة البلدية لبعض أجزاء المدينة التي ما تزال أسيرة اصطلاح ( المناطق غير المخدومة )،  وجعلها نقاط للتخلص من مياه الأمطار بعد اهتداءها إلى فكرة حفر آبار ارتوازية لحقن مياه الامطار أو معالجة تجمع مياه الأمطار بآليات بدائية لا تتعدى حفر القنوات المفتوحة؛ بغية تصريفها إلى منطقة المقالع.

في أمان الله.   
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42536
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20