• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : موقف شيعة أهل البيت بعد استشهاد الامام الحسين ( ع ) .
                          • الكاتب : السيد حيدر العذاري .

موقف شيعة أهل البيت بعد استشهاد الامام الحسين ( ع )


      كان الآلاف من شيعة أهل البيت (عليهم السلام),في سجون عبيد الله بن زياد والي الكوفة المعيّن فرضا من قبل يزيد بن معاوية, والمكلّف بالقضاء على حركة مسلم بن عقيل – سفير الحسين عليه السلام – لشيعته من أهل الكوفة , والمكلّف باعتقال وإعدام وجوه الشيعة المبرزة كهانيء وحبيب ومسلم وغيرهم..
     ومن لم يكن سجيناً فهو مستضعف لا يستطيع أن يحرك ساكنا, في جوِّ مرعب إذ أن السلطة تمارس الإرهاب الحكومي عبر أجهزتها الأمنية المتمثلة بالجيش (واغلبهم من أبناء أهل الشام الذين أسكنهم زياد بالكوفة بعد أن هجر أكثر من خمس وعشرين ألف عائلة موالية لعلي وأبنائه عليهم السلام,هجرهم إلى خراسان),بالإضافة إلى الشرطة والعيون (المخابرات) الموزعة هنا وهناك , وهؤلاء تربوا على الطاعة العمياء للحاكم وإن كان ظالما ,ووضعوا أحاديثاً مكذوبة ونسبوها للنبي(صلى الله عليه وآله)..
      والبعض الآخر بين مشرد مغترب , أو هارب متخف مطلوب لأجهزة النظام ومرصود من قبل أذرعته..
      فهذه الفئات الثلاث للشيعة(السجناء – المستضعفون – المنفيون المشردون المطاردون), حينما سمعوا بخبر مقتل الحسين عليه السلام, واجهوا الخبر بـ: الحزن والأسى والجوى والأسف , وأصبح لمقتله ومصرعه حرارة في قلوبهم متوقدة أخذت تتأجج يوما بعد يوم , مما زادهم قوة ورسوخاً وإيمانا وثباتا..
      عن أبي نعيم، قال: (حدثني حاجب عبيدالله بن زياد أنه لما جيئ برأس الحسين عليه السلام أمر فوضع بين يديه في طست من ذهب، وجعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه ويقول: لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله، فقال رجل من القوم: مه فاني رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) يلثم حيث تضع قضيبك ! فقال: يوم بيوم بدر، ثم أمر بعلي بن الحسين عليه السلام فغل وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن، وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه ملاء رجال ونساء يضربون وجوههم ويبكون، فحبسوا في سجن وطبق عليهم..).
      كما ورد انه بعد أن خطبت زينب ، ثم فاطمة بنت سيد الشهداء ، ثم أم كلثوم بنت الإمام علي عليها السلام ، ثم الإمام زين العابدين . وبعد كل خطبة كان الناس يضجون بالبكاء والنحيب ، ونشرت النساء شعورهن ، وخمشن وجوهن ، ولطمن خدودهن ، ودعون بالويل والثبور ، وبكى الرجال والأطفال والنساء ، فلم ير باك وباكية أكثر من ذلك اليوم.
      وترجموا حزنهم على سيد الشهداءعليه السلام , وتألّمهم وتفجعهم إلى: غضب يغلي في النفوس وحماس يتدافع في القلوب.. خاصة وأنهم يعلمون من هو الحسين عليه السلام, وابن من هو, ولماذا نهض؟
ويعلمون كذلك من هو يزيد, وابن من هو ,ولماذا قتل الحسين؟
      ثمّ تطوّر غضب الشيعة إلى شعارات منددة بالفاجعة المؤلمة, محوره إعلان الثبات  على ولاية الحسين والحسن وعلي والأئمّة من ذرية الحسين عليهم السلام, والتأييد لثورته والمطالبة بثأره ,كما أعلنوا البراءة من عدوه ورفض طاعته..
      قال الطبري: وفي هذه السنة(64هـ) تحركت الشيعة بالكوفة,واتعدوا للاجتماع بالنخيلة في سنة خمس وستين للمسير إلى اهل الشام للطلب بدم الحسين بن علي عليه السلام وتكاتبوا في ذلك.
       نجد ذلك عبر الأشعار الراثية والمادحة والمؤيدة للحسين وأهل بيته عليهم السلام ,وأصحابه, في ما بعد عام 61هـ ,أو عبر الكلمات والخطب ومجالس العزاء والندبة والحداد والبكاء والزيارة, كل ذلك بتوجيه مباشر أو شبه مباشر من الأئمّة من ذرية الحسين
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41894
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29