• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرسول الأعظم(ص).. النجاة في ملازمة هديه .
                          • الكاتب : ليالي الفرج .

الرسول الأعظم(ص).. النجاة في ملازمة هديه

جاءت ولادة النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وآله، لإحداث نقلة نوعية في عقائدياً وفكرياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً وحضارياً، إذ حينها كانت حمم  الوثنية الظلماء، وغلواء الجاهلية، والعصبيات القبلية، تحتل المشهد الإنساني آنذاك، بل الأصح أن يعبر عنه بلا إنساني إلا ما ندر، وهنا تأتي أولى بشارات التغيير بولادة السراج المنير/ البشير النذير، وعندها بدأت مراحل النمو والنشأة المحمدية وسط ظروف ليست أقل ألماً، حيث اليتم وإن عوضته يد باذخة في الحنان عليه.. صلى الله عليك وآلك يا محمد..

وتتدرج المقدمات والإرهاصات في بيئة تقاوم التغيير، ويتجذر في أعماقها التمسك بثقافة الجهل والأنساق الجاهلية التي مافتئت حينها تبرز كأشد معاول الهدم وتكريس القيم السالبة نحو مستقبل يوصد أبواب الإيجابية والتحول إلى منطقة فكرية أخرى، مستخدماً الحيل النفسية التبريرية تارةً، والعنف والقوة في أغلب الوقت..

وفي كل يوم، بل في كل لحظة، يرصد القريبون من شخصية النبي لى الله عليه وآله في طفولته ونشأته معالم العظمة والتفرد فيه سلوكه وأخلاقه، وحتماً كان من يرصد ذلك يتساءل عن سر هذا التفرد والتميز البشري في شخصية لا يمكن أن يوازيها أحد..

وخير من يصف فترة ما قبل النبوة هو نفس النبي المرسل وأخوه ومن رباه الرسول صلوات الله عليهما وآلهما، إذ يصف الإمام علي عليه السلام : " أرسله، على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم، وانبساط من الجهل، واعتراض من الفتنة، وانتقاض من المبرم، وعمى عن الحق، واعتساف من الجور، وامتحاق من الدين، وتلظٍ من الحروب، على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا، ويبس من أغصانها، وانتثار من وقها، ويأس من ثمرها، واغورار من مائها، قد درست أعلام الهدى، فظهرت أعلام الردى، فالدنيا متهجمة، في وجوه أهلها مكفهرة، مدبرة غير مقبلة، ثمرتها الفتنة، وطعامها الجيفة، و شعارها الخوف، ودثارها السيف، مزقتم كل ممزق وقد أعمت عيون أهلها، وأظلمت عليها أيامها، قد قطعوا أرحامهم، وسفكوا دمائهم، ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من أولادهم، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا ، لا يرجون من الله ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس  وميتهم في النار مبلس، فجاء هم بنسخة ما في الصحف الأولى، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام".

إذ الرسالة الإسلامية جاء في أهم مناحيها لتربط الإنسان بالإله الواحد الحق، الذي تشير إليه الفطرة، لكي يقضي على كل أنواع التأله المصطنع، كما يعبر الشهيد الكبير الصدر الأول رضوان الله عليه.

إن البشرية في كل المعمورة تئن اليوم بأوجاع تتمظهر في الظلم والعنف بشتى أنواعه، وتتشكل على أيدي جاهليات العصر التي تفت في عضد التجمع البشري الإنساني، ولا يمكن أن تصل للضفاف الآمنة إلا بالسير على هدى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله، ولهذا فإن الفهوم المشوهة لحقيقة الدين، ما هي إلا معاول هدامة، وأدوات يتم برمجتها باستلاب كل إنسانيتها، وزرع قيم الجهل، ومشاريع التشرذم، وكأننا ناقصي تمزق في هذا العصر..

 

إن استحضار يوم ولادة أفضل الخلق جميعاً يشكل في الواقع الخارجي، بل في البواطن الروحية، وقت استلهام ويوم تمسك وفترة تأمل وشحذ على المستوى الفردي، كما هو في المدى الجمعي، وعلى مستوى الجماعات، كما هو الحال بالنسبة للأمم.

وهكذا فإن الفتن وفلسفة مقاربتها والسلوك الذي يجب أن يتبعه المؤمنون نجد له حلولاً وتوجيهات في هدى الرسول محمد وآل بيته صلوات الله عليه أجمعين، ولا نجاة إلا باتباع هداهم، والسير على سنتهم، والحمد لله رب العالمين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41883
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19