• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تحية إجلال للثقافة العراقية .
                          • الكاتب : صالح التميمي .

تحية إجلال للثقافة العراقية

 
اذا أردنا ان نحسب إنجازاً لائقاً بالعراقيين ، حضارة وتأريخاً وثقافة ، حققته وزارة الثقافة في المدة المنصرمة ، انما هو اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 ، ذلك الحدث والمنجز الثقافي الدولي الكبير الذي استعاد به العراق مكانته الحضارية المرموقة التي عرف بها بين الأمم في الإزدهار والتقدم العلمي بفنونه المختلفة .
وراعيةُ المشروع وزارة الثقافة تستعد للإعلان عن انتهاء هذا الدور في احتفال كبير في العشرين من الشهر المقبل ، نقول بإعتزاز : إن لحظات افتتاح الإحتفاء  بالحبيبة بغداد عاصمة للثقافة العربية أعادت الريادة للعراق في تصدره المشهد الثقافي الإقليمي والعالمي بعد سنوات من الإنكفاء والتراجع ، وهذا ما يؤكد ان كل ماحدث من نكوص هو حالة استثنائية لا يمكن لبغداد ان  تستسلم لها ، ولا يمكن لها أيضاً أن تستكين للتهميش الذي مرت به ، لأن الثقافة العراقية تستمد قوتها وقوامها وأصالتها من امتدادها وتجذرها عبر تراكم للمعرفة والفنون والعلوم والآداب ،التي تُميِّز العراقَ بلد الثقافة ومنهل المعرفة والآداب واللغة عبر آلافٍ من السنين تخللتها محطات وحضارات من الإبداع في فنون العلم والمعرفة.
كل ذلك ليس بجديد على العراق الذي كان حلقة وصل بين الشرق والغرب بما يمثله من تاريخ حضاري وموقع جغرافي ومقر وممر للثقافات المختلفة التي كانت بغداد تحتضنها وتتفاعل معها بما عرف عن شعبه  من شغف للقراءة وحب الإطلاع والتعرف على الثقافات الأخرى والتي مكنته من أن يتبوأ مواقع الريادة دائماً .
لقد كانت بغداد ولم تزل ولّادة ً للفنون والثقافات بكل أنواعها.. ولّادة ً للإعمارِ والإبداع والعلمِ والحضارة بأعلى المستويات وهي التي أنجبت الثقافة والحضارة لبلدان الأرض قاطبة ،  فمفخرة للجميع  إختيارهم الصائب لبغداد عاصمة للثقافة العربية وهي التي تعد احد اشعاعات الثقافة وملجأً خصباً للمبدعين على مر التأريخ في الكتب التي أغنت المكتبة العربية بآلاف الكتب التي هي مناهل لطالبي المعرفة ومحبي ومتذوقي الثقافة والفنون .. بغداد التي قال عنها الإمام الشافعي رضي الله عنه لتلميذه ذات يوم : يافلان هل رأيت بغداد؟ أجاب التلميذ لا، فقال الشافعي ما رأيت الدنيا ! وهي ذاتها مدينة الوراقين وشارع المتنبي وصحف الزمان والأهالي والشعب والاستقلال واتحاد الشعب، انها بغداد السهروردي والكرخي والرصافي والزهاوي.. بغداد شارع الرشيد والنهر .
بعد هذا العام من الألق والزهو آن الأوان لكل مكامن الإبداع والابتكار ان تنطلق وتنمو، والبراعم الثقافية والفكرية والفنية والأدبية ان تتفتح وتكبر، لتعود بغداد  الى ممارسة دورها الثقافي والفكري والأدبي المعهود بها، ولتعود منارة للعلم والمعرفة وقيم التسامح والمحبة ونبذ العنف والكراهية لأنها كانت ولم تزل تمتلك ملامحها الثقافية برغم ان رائحة البارود لاتزال تفوح من بعض طرقها، وذلك باستحضار أدوارها الثقافية والفكرية على مر القرون الماضية  ، ما أعادها إلى الصدارة في الشارع العربي الثقافي بعد هذا الإختيار. كل ما تحتاجه بغداد اليوم ، هو عمل دؤوب وإخلاص ونظافة وحب وتنسيق وتجميل وإزالة للعوائق ليرجع وجهها الناصع يزهو من جديد ، وتتكحل العيون برؤية ضفاف دجلة ومنائر وقبب وكنائس وجوامع وحسينيات بغداد .
وكانت قد  إنطلقت فعاليات مهرجان "بغداد عاصمة الثقافة العربية" على حدائق متنزه الزوراء في شهر آذار 2013 بحضور رسمي وشعبي محلي ودولي كبير، وتضمنت حفلات موسيقية وغنائية ونشاطات أدبية ومعارض فنية وأخرى للكتاب، وتواصلت  الفعاليات تباعاً على مدار عام ، وشملت إقامة اسابيع وملتقيات ثقافية ادبية وفنية للعديد الدول العربية مع اسبوع لإقليم كردستان وايام للمكونات العراقية ، واسبوع لثقافة المحافظات.
 تحية للعراق .. تحية لبغداد عاصمة للثقافة العربية .. تحية للثقافة العراقية .


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41576
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19