• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أحب وطنك .. كما أحب رسول الله وطنه .
                          • الكاتب : معمر حبار .

أحب وطنك .. كما أحب رسول الله وطنه

 المتتبع للسيرة النبوية العطرة، يرى بوضوح حب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمكة موطنه الأول.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن، هل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحب مكة لذاتها، أم لأنها وطنه الأصلي؟.
للإجابة على هذا السؤال، يجب التذكير  بأن.. حب الأوطان فطرة سليمة للإنسان السوي، والدفاع عنه من المروءة الصادقة، والشجاعة الكاملة. والإخلاص للوطن، هو وفاء يؤديه المرء في أحلك الظروف، وأمانة في عنق صاحبها. ومن باع وطنه باع دينه وذمته، وسيلفظه حذاء الآخر، قبل تراب الوطن.
وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أحب وطنه مكة، إنّما أحب فيها الطفولة التي قضاها، والأهل الذين رعوه وحموه، والزوج التي احتضنته، والأصحاب الذين آزروه ومنعوه، بما يملكون ومالايملكون.
إن مكة تُذكره بطفولته النقية، وشبابه الطاهر، ومشاركته أهل مكة أفراحهم وأحزانهم وتجارتهم، ومساعدتهم في بناء الكعبة، حين كادوا يبيدون بعضهم بعضا.
وفي نفس الوقت، تذكره بالمآسي التي تعرّض لها على يد سادة قريش وكبراءها، وحسرته على أبناء وطنه، الذين لم يؤمنوا بالواحد الأحد، ولم يؤمنوا به رسولا للعالمين جميعا.
ومن هذا المنطلق، كان وفيا للأرض التي نما فيها وترعرع .. فظل يهتف بها حين أُخرج منها ليلا، ثم يدخلها متواضعا، ويعفو عمن ظلمه، حبا  لوطنه وأهل وطنه. فحب الوطن يجعل الصدر يتّسع لمن مدّ اليد للمصافحة والمعانقة، وكذلك لمن مدّ اليد غدرا.
من مظاهر حب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يحب المرء وطنه الذي علّمه حب نبيّه، ونشأ على طاعته وإحترامه.
حب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لايعني إطلاقا حب مكة فقط، دون غيرها من الأوطان. وحب الوطن الذي علّمك ورباك، هو في نفس الدرجة والمنزلة، للذي يعيش في مكة موطنا. والذي ولد في مكة وأحبها، لايفوق غيره الذي يحب موطنه الأصلي. فالغرض أن تحب وطنك، كما أحبّ سيّدنا رسول الله وطنه.
 هناك بعض الجزائريين، هاجروا الجزائر طواعية إلى مكة، وأنكروا فضلها عليهم، فأمطروها من هناك بوابل من الشتائم والسباب، فأساؤوا بتصرفهم هذا لوطنهم الأصلي. فسيّدنا رسول الله صلى الله عليهم وسلم، لم يتنكّر لوطنه، رغم ماتلقاه من المصائب والمحن. فكيف بالذي عاش سعيدا في وطنه الجزائر، وبه عرف، وبفضله استقبله أهل مكة.
منذ أشهر، كتب أحد الزملاء، يقول على صفحته في مامعناه: ياليتني أصلي في مكة، ليتّسع صدري. فكتبت أقول: صلي حيث أنت يتّسع صدرك.
منذ شهر، قال أحد المشايخ، عبر مقطع مصور، وصل الصفحة بواسطة أستاذ وزميل عراقي: من علامات الشفاعة، أن تموت بالمدينة المنورة. ثم قال: إحرص على أن تموت بالمدينة !. قلت معقبا: ياويح من لم يمت بالمدينة !.
فضل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،  يكمن في أن فضل الأزمنة والأمكنة من فضله، وأن الفضائل مهما علا شأنها في الزمان والمكان تتبعه، لذلك قال علماؤنا، رضوان الله عليهم .. المدينة أفضل من مكة، لأنها تضم رفات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من تمام حبّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يُحترم وطنه الذي ولد فيه، ونشأ عبر رماله، فلا تُهدم آثاره الدالة على زهده وورعه، ولاآثار زوجاته رضوان الله عليهم جميعا، الدالة على الأمانة والصدق والوفاء والطهر والبياض.
سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحبّ وطنه، ودافع عنه بالقليل الذي يملك، وعلى المرء، أن يحب وطنه، ويدافع عنه بكل ماأوتي .. وقد أوتي الكثير.


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : معمر حبار ، في 2014/01/24 .

شكرا للعالم الفقيه، الشيخ بوعبد الله، على الأسطر الرقيقة.
ونرجو أن نكون عند حسن ظن علماءنا الأبرار.

• (2) - كتب : بوعبد الله عروبين ، في 2014/01/18 .

الشكر كل الشكر والتقدير للاستاد معمر حبار على هدا المقال الهادف الدي ركزفيه على اهم جانب منسي من جوانب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته كلها دروس وعبر وقد قال الله لنا \ لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر \ فمن تنكر لوطنه فقد تنكر لاصله وانتسب لغير ابيه وامه وقطع صلته بماضيه وبتاريخه فقدم نفسه لغيره بانه لااصل له فكيف يكون محترما عنج هدا الدي استبدله باصله ونسبه ووطنه وتاريخه ثم كيف يرجو ان يعامل اوينظر اليه الا انه مجهول الاصل والنسب والحال فلا ينظر اليه الا انه خادم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41569
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29