• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كشف حقائق ووقائع / الجزء الثالث .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

كشف حقائق ووقائع / الجزء الثالث

رسالة مفتوحة الى مسعود بارزاني 
_____________________________________
من / الشيخ عمر غريب < مير ئاكره يي > الولايات المتحدة الأمريكية  / 2011-03-12
الى / السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان المحترم / إقليم كوردستان 
الموضوع / <  رسالة شكوائية مفتوحة  > 
<<  تحية طيبة  >> 
بداية أرجو أن تسمحوا لي أن أقدم هذه الرسالة الشكوائية المفتوحة لسعادتكم ، ولو إنها طويلة نسبيا ، لكن هذا ما آقتضى حال الموضوع من عرض وإستعراض وشرح بياني كان لا بد منه ، وذلك لأجل أهمية الموضوع وجديته بالنسبة لكاتبه . لهذا آمل أن تجدوا الوقت الكافي لقراءتها قراءة متأنية متمعّنة ، مضافا قراءة وإستقبال هكذا حالات ورسائل ومذكرات مظالمية ومتابعتها التي طال أصحابها الحيف والجور والغدر . 
وإن يكن العكس فها أنا أضع هذه الرسالة الشهيدة الشاهدة   ك-<<  وثيقة  >> لمظلمة حية في سجلّ التاريخ ، وبخاصة تأريخ كوردستان المعاصر والمستقبل الآتي . وبكل الأحوال فإني أجعل الله سبحانه وتعالى هو الحكم والحاكم والفيصل بيننا وأفوّض أمري ومظلمتي وشكواي إليه ، حيث هو جل شأنه خير الحاكمين . 
سيادة الرئيس : في  < 29 / 03 / 2005 > بعثت لجنابكم رسالة شخصية هامة ، ولعدم إستلامي أيّ جواب ، أو على الأقل أيّ خبرمنكم ، ولو كان صغيرا بحدود كلمات قلائل قصار يفي بالغرض المطلوب ألحقتها برسالة ثانية في <  01 / 12 / 2005  > . وقد حاولت بجد وحرص ، وعبر شخصيات كوردية إيصال الرسالتان إليكم كالدكتور محمد إحسان والدكتور سامان شالي والسيد حسين مارونسي والسيد فقي رسول . هذا بالإضافة الى المحاولة الأخيرة وهي إرسال الرسالتان إليكم عن طريق بريدكم الإلكتروني الشخصي ! . 
على هذا الأساس أظن – وكما علمت لاحقا – بأن ذانّك الرسالتان وغيرها من الرسائل أيضا التي بعثتها لحضرتكم ، وبمناسبات مختلفة قد وصلتكم ، وإنكم قد إطّلعتم على فحواهما ومضامينهما . لكن بالرغم من كل ذلك لم يأتني حتى كتابة هذه الرسالة المفتوحة والموجّهة إليكم أيّ رد منكم ، على أية رسالة من رسائلي المتعددة . وهذا ما يؤسف حقا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه لا يؤسف عليه ، لأن ذلك ربما يُعلّل الى تركيبة الوعي وخصوصية الثقافة وحسّاسيتهما ، ومن ثم الى طبيعة الفكر السياسي وماهيته التي تتميز بها الكثير من البلدان والأحزاب والنُظم السلطوية السياسية المُتسلّطة على مشرق الأرض ، وعلى كثير من بلدان أفريقيا وأمريكا الجنوبية وغيرها . لذا يُعد ماورد من إيجاز البيان فيه معضلة معقدة ومزمنة عصية على الحل ، على الأقل في المستقبل المنظور ! . 
إذن ، مع أهمية الموضوع الذي شرحته لكم في رسالتيّ الأولى والثانية إلاّ أن جنابكم <  كما بدا لي  > لم يُتعب نفسه ولو قليلا بمتابعتها ، أو النظر اليه بعين الإعتبار والجدية كرئيس عرض عليه مواطن من بلاده حاله وحالته الشكوائية والتظالمية التي تعرّض لها جورا من قبل جهاز مخابرات حزبكم بكل أسف وأسى . وذلك تحقيقا للعدل وإنصافا للبريء وردعا للمتجاورين على القانون ، وعلى حقوق الناس وكرامتهم وعزهم وإنسانيتهم . ! . 
سيادة الرئيس : بالحقيقة لم أحبذ نشر هذا الموضوع أبدا لو لمست فيكم قدرا من الإهتمام ، ولو بالحد الضئيل منه بمظلمتي ودعواي الشكوائية التي رفعتها بتكرار اليكم ، وبطرق متعددة . والدليل على ذلك هو إنتظاري المر الطويل من عام <  2005  > حتى هذا اليوم من هذا العام الميلادي الجديد  <  2011-03-12  > . ولا أدري بالضبط ما هي أسباب صمتكم المُطبق حيال ما عرضته عليكم ! ؟  ، هل إن هذا الموضوع هيّن عندكم الى هذه الدرجة !؟ ، وهل إن الصمت وعدم الرد وإنعدام أية متابعة وإهتمام لتحقيق عدل إنتقض وإحقاق حق إنتهك وكرامة هُدرت وديست بالأقدام هو علامة الرضا عما فعلته مخابرات حزبكم تجاهي !؟ ، ثم كيف يُفسر هذا السكوت الكامل لجنابكم !؟ ، ثم الى من أراجع ، والى من أشتكي ، والى من أرفع ظلامتي ، والى من أبثّ شكواي ومغدوريتي بعد الله سبحانه ! ؟ أليس جنابكم رئيسا لحزبكم ولاقليم كوردستان !؟ وألستم أدّيتم اليمين الدستورية بالقرآن العظيم على أن تكونوا حارسا أمينا ومدافعا حريصا قويا للمواطنة الكوردية والكوردستانية ، ولمصالح وحقوق وكرامة الكورد وكوردستان بشكل عام ! ؟ 
وعليه فقد بدا لي بوضوح تام ، وكما أثبتت الأعوام الإنتظارية العلقمية المنصرمة إن إنتظاري – حقيقة – كان عبثا في عبث ، ولو أني كنت أظن سلفا بأن الرد لا يتم على أية رسالة من رسائلي المتعددة ، أو في أحسن الأحوال وأقواها إنه كان بصيص أمل في غاية الضعف ، لكنني رغم تجرّعي لكأس مرارة العلقم والحنظل صبرت وتصبّرت على مضض كل هذه السنوات الخوالي العجاف من إرسال الخطابات والرسائل كي لايقول قائل ، أو أن لا يتساءل أحد فيما بعد ؛ لماذا لم يتم إطّلاع رئاسة الاقليم على الموضوع قبل نشره ! ؟ 
لذا بالاستناد على ما ورد أعتقد بأنه من حقي الشرعي والقانوني والانساني نشر هذا الموضوع بكل تفاصيله ودقائقه ، والاعلان عنه لكي لا يبقى سرا مخبوءا أكثر مما ينبغي ، أو لكي لا يندفن تحت ركام الزمن المُر ، ولكي لا يضيع في مجاهل التاريخ ، بل بالعكس ليكون شاهدا وشهيدا حيا ودليلا دامغا على الذين لا يتورّعون إطلاقا عن إلحاق الأذى والتدمير والهلاك بالآخرين كلما إستطاعوا الى ذلك سبيلا ، ودون أيّ رعاية لحق ، أوقانون ، أو ضمير ، أو سلوك إنساني ! . 
وذلك كله بهدف إطلاع جنابكم بهذه الطريقة مرة أخرى ، هذا اذا إفترضنا جدلا بأنكم لا تعلمون شيئا عن الموضوع أولا ، وثانيا لكي يطّلع عليه شعبي الكوردي ، وأمتي الاسلامية ثالثا ، ولأضعه أمام كل إنسان حر ومنصف في هذا العالم رابعا ، وللدفاع عن برائتي ومظلمتي وشخصيتي التي تعرّضت لللإنتهاك والإفك والبهتان والغدر من لدن الجهاز المخابراتي لحزبكم أخيرا ! . 
سيادة الرئيس : يتضح من سير الأحداث ، ومن سياقات الحقائق والوقائع لتاريخ الأحزاب الكوردية في الماضي والحاضر ، وهكذا لدول المنطقة بأن <  القوة المُجرّدة  > لا غيرها هي المعيار الوحيد ، وهي الفيصل الوحيد في تحديد المواقف ، وفي كيفية التعامل مع الأطراف ، أو حتى مع الأفراد . وبهذا المنطق التعريفي المُختل إن <  القوة المجردة  > هي وحدها فقط تحدّد الصح من الخطأ لا معايير الحق والعدل والقسط وموازينه ، ولا مشروعية القانون وأولويته . ذلك أنه لو كان كاتب هذه الرسالة يمتلك من القوة والاقتدار والمنعة لما أهملتم رسائله الواحدة تلو الأخرى ، ولما ضربتم مظلمته ومغدوريته وشكواه عرض الحائط . بل كنتم آنئذ ستجيبون عليها  < أي على الرسائل  > ، وتسلّمون على كاتبها وتستضيفونه وتصافحونه ، حتى لو كان بينكما من الخلافات والخصومات ما لايمكن عدها وحصرها ، وإن الدليل على صحة كلامي أسوق المثالين التاليين كأمثلة فقط لا للحصر : 
1-/ ليس لأحد شك في فرعونية الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومدى إستبداديته ودكتاتوريته المطلقة ودمويته من جانب ، ومن جانب ثان ما قام به هذا الطاغية الارهابي من دمار واسع وتدمير شامل لاقليم كوردستان ، والى القتل الجماعي المُنظّم والمذابح الدموية المرعبة وحملات الابادة للكورد حتى شملت الآف من عائلتكم المؤقرة وعشيرتكم الكريمة . لكن بالرغم من كل ذلك فإنه في عام <  1992  > سافرتم مع من سافر الى بغداد فسلّمتم على صدام وتصافحتم معه وقبّلتم وجنتيه وجلستم تتسامرون وتتفاوضون معه ! . 
2-/ الجميع يعلم ما كان بينكم كشخص وكحزب ، وبين مام جلال طالباني كشخص وكحزب أيضا من شدة الخلافات والاقتتال الدموي مُذ أواسط الستينيات حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي . وقد أريقت بينكما ولأجلكما خلال هذه العقود الطويلة المريرة دماء الآف والآف من الكورد ، أما برغم كل ذلك قبّل بعضكم البعض وأصبحتم سمنا على عسل فيما بعد كأن شيئا لم يحصل بينكم على الاطلاق ! . 
وهنا أتساءل ؛ لو كان الأول فردا والثاني كذلك ، هل كنتم في هذه الحال تسلّمون عليهم وتصافحونهم وتقبّلونهم وتضيفونهم ليلا نهارا ! ؟ . والجواب بطبيعة الحال هو ؛ <  لا  > بقدر جبال قنديل وهندرين وبيرس  . إذن ، هنا إن <  القوة المجردة  > وحدها لا غيرها بتاتا حددت الموقف ونمط التعامل لا مشروعية الحق والقانون والعدالة والمبادىء والأفكار . وبحسب هذه الرؤية ومن يعتنق بها فإنه لا يهم من تكون الجهة والشخصية التي يتعاملون معها ، بل المهم عندهم هو أن تكون هذه الجهة ، أو تلك الشخصية تمتلك القوة والمنعة والاقتدار . وفي هكذا أحوال غير راشدة ، وفي هكذا أجواء غير ناضجة أيضا تكون <  القوة المجردة  > هي الحكم والحُكم والحاكم والفيصل والميزان في المجتمع ، حيث بها  ؛ أي بالقوة السلطوية المجردة الغاشمة يضيع الحق وتضيع الحقوق وينعدم العدل ويميع القانون ، بل يطرح جانبا فيضرب به عرض الحائط ، مع ضرب القضاء ثم جعله أداة طيّعة مائعة ليّنة خادمة وذليلة بيد أصحاب <  القوة المجردة  > ذات النزعة السلطوية التسلطية القهرية  ! . 
وفي هذا السياق لنفترض جدلا ؛ لو كان الدكتور كمال سيد قادر يملك القوة التي كان يملكها صدام حسين الدكتاتور ، أو إنه كان يملك قوة الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني ، هل كان بوسع الحزب <  الديمقراطي  > الكوردستاني الذي يتزعمه سيادتكم من إعتقال المذكور وزجّه في غياهب السجون المرعبة المظلمة ، بحيث لايعلم أحد مايجري في هذه المعتقلات الرهيبة إلاّ الله تعالى والراسخين في العذاب والتعذيب والنكال والتنكيل والاهانة والبطش بالمعتقلين . لذا وبعد محاكمة حزبية آسايشية وباراستنية صورية بحتة وسريعة جدا أدين الدكتور كمال سيد قادر بثلاثة عقود فقط ، أي بعبارة أحرى بالسجن لمدى الحياة . وقد كانت تلك المحاكمة العجيبة والغريبة والفريدة من نوعها هي من أسرع وأغرب المحاكم السلطوية في التاريخ البشري بأسره ! . 
أما السبب فهو نشر الدكتور كمال سيد قادر لمجموعة مقالات سياسية نقدية بالكوردية والعربية . علما إن كاتب هذه الرسالة يختلف ويخالف في بعض ما ذهب اليه الدكتور كمال في مقالاته ، وقد ذكرت ذلك في مقالة نشرتها في حينه ، لكن الخلاف والاختلاف والأخطاء والمعارضة لا تبرر لأيّ سلطة كانت أن تتعامل مع مواطن لها بهذه الدرجة من القسوة والقهر والبطش . على أيّ حال جزا الله تعالى حكومة النمسا خيرا لإنتشالها مواطن لها بالجنسية من طوفان كان قاب قوسين ، أو أدنى من هلاكه وإهلاكه  ، أو أنه للبث في تلكم المعتقلات الرهيبة مُهانا ذليلا معذّبا ومنكسرا مادام حيا !! . 
هنا يتجلّى بوضوح دور <  القوة المجردة  > السلطوية غير المستندة على شرعية الحق ومشروعية القانون والقضاء ، بحيث إنها إعتقلت الدكتور كمال سيد قادر وحكمته بثلاثين سنة . وبالمقابل تجلّى دور <  القوة المُضادّة  > للحكومة النمساوية التي أنقذت حياة مواطن لها من حكم سلطوي قاس وخشن . أما الدور الثاني ل<  القوة المشروعة  > فإنه إستند على معايير الحق ومشروعية القانون من ناحية ، ومن ناحية أخرى حرص ودفاع النمسا القوي عن مواطن لها كاد أن يهلك كما هلك وأهلك كثير من الناس قبله وبعده لكونهم كانوا مجردين من القوة التي إمتلكها الدكتور كمال . علما إن الدكتور كمال سيد قادر هو مواطن نمساوي بالتجنّس فقط لا مواطن لها بالولادة الطبيعية ، وإنه بالأصل مواطن من كوردستان . أما إن الحكومات الغربية تحمي مواطنيها داخل بلادها وخارجها ، وإنها حريصة على حياتهم سواء إكتسبوا المواطنة بالولادة الطبيعية ، أو إنهم إكتسبوا المواطنة بالتجنس . على هذا ينبغي التأمل مليّا والتدبّر كثيرا في نوعية  <  القوة المجردة  > الأولى ، وفي نوعية <  القوة المشروعة  > الثانية ، حيث في كليهما دروس وعبر لأولي الألباب !!! . 
ذلك إن  <  القوة المجردة  > الأولى وأشباهها تتعامل مع مواطنيها على أساس الاستبداد والقهر والجبروت والفوقية والاستعلاء والتسلط والسلطوية  . لهذا فإن المواطن في تلكم البلدان دائما يشعر بالرهبة والخوف والحذر الشديد من هذه  <  القوى المجردة  > وأجهزتها من البوليس والأمن والاستخبارات والمباحث وغيرها ، لا بل إنه يخشى على نفسه حتى إن كان بريئا . أما  <  القوة المشروعة  > الثانية ومثيلاتها فإنها تتعامل مع مواطنيها ، على الغالب الأعم في إطار مشروعية القانون والمؤسسات والقضاء الحر المستقل . وعليه فإن المواطن في هذه البلدان لايخاف على نفسه حتى إن كان مجرما ، لأنه يعلم جيدا بأنه سوف يلقى المعاملة ضمن القانون والقضاء  ، لاضمن  بطش < القوة المجردة  > التي تنتج وتولّد الحب في الانتقام والثأر والتلذّذ في تعذيب المواطن وكسره وقهره وإذلاله والحط من كرامته وإنسانيته ! . 
سيادة الرئيس : إن الحكام والرؤساء في النُظم التي تطبّق العدالة الاجتماعية والمواطنة الحقيقية والمساواة القانونية لايستهينون بأيّ مواطن من مواطنيهم ، سواء كان داخل الوطن ، أو خارجه . هذا فضلا عن عدم الإضرار وإلحاق الأذى به عبر دولة أجنبية أخرى كما فعلت مخابرات حزبكم بي . وهكذا فإنهم لايهملون شأنا من شؤون المواطن مهما كان شخصه وشخصيته ، أو جرمه ، أو موقعه الاجتماعي ، أو مذهبه الفكري والسياسي ، أو آراءه الانتقادية والاعتراضية ، أو إنحداره العرقي القومي . إذ إنهم يستقبلون مواطنيهم ويستمعون إليهم ، ويصغون الى آرائهم وشكاويهم ، وحتى إعتراضاتهم وإنتقاداتهم بأذن صاغية . علاوة فإنهم يردّون تحريريا على رسائل وخطابات مواطنيهم سواء كانت إقتراحية ، أو إعتراضية ، أو إنتقادية ، أو شكوائية بطرق حضارية وبصور لائقة وراقية ، وبأساليب محترمة ، وبصدور منشرحة ، وبنفوس مطمئنة ممتنة ، لأنهم يعلمون جيدا إنهم منهم واليهم ، وإنهم ليسوا بأفضل منهم . على هذا فهم لايستعلون على أيّ مواطن ، لأنهم يعلمون إنهم قد وصلوا الى سُدة الرئاسة من أجلهم وبواسطتهم ، وبآرائهم وأصواتهم وإختيارهم . 
سيادة الرئيس : لاشك فيه ، في ميزان العدل والانصاف إن ما قام به الجهاز الأمني – المخابراتي المركزي لحزبكم في إقليم كوردستان وهو ؛ كتابة تقارير عني وإرسالها ، أو تسليمها لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان أمرا بعيدا كل البعد عن قيم الحق والعدل والديمقراطية . إضافة قيام مخابرات حزبكم حشر إسمي وإدراجه ضمن قائمة ما تسمى ب<  الإرهابيون في الشرق الأوسط  > ، حيث إنه سلّمها فيما بعد للمخابرات المركزية الأمريكية أيضا . وذلك بإعتراف الدكتور محمد إحسان وزير حقوق الانسان السابق في حكومة إقليم كوردستان ، وبحضور السيد حسين مارونسي حينما إلتقيت به هنا في أمريكا في صيف عام <  2009  > !!! .
ولأجل التهم الباطلة والإفتراءات التي لفّقت ضدي تم إستجوابي ثلاث مرات من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي المعروف إختصارا بال<  F B I    > في مدينة سان دييكَو بولاية كاليفورنيا الأمريكية . وبحمد الله تعالى تمكّنت بكل سهولة من تفنيد ودحض ، بل بإبطال تلكم الوشايات الكاذبة والافتراءات الكيدية الحقدية في التقارير البهتانية السالفة الذكر من ناحية ، وإثبات برائتي مما آتهمت به من ناحية أخرى . وذلك من خلال الكثير من الأدلة والوثائق والاثباتات الدامغة التي كانت ومازالت بحوزتي ! . 
لهذا قالت مسؤولة التحقيق الخاصة من ال<  F B I  >السيدة <  ANNE  C  . SCHULTZ /special Agent , Federal Bureau Investigation  > والسيد <  DANIEL C.HIEL / criminal investigator   > المحقق الخاص من دائرة الهجرة الأمريكية في الساعة الثانية من جلسة الإستجواب الثانية من التحقيق ،  قالا لي بتعجب : [ إذن ، ما الذي يوجد بينك وبين ال<  K D P  > حتى يكتبوا إلينا كل هذه التقارير ، وبهذا الأسلوب عنك ! ؟ ] . أما في الجلسة الثالثة حيث الأخيرة من التحقيق والاستجواب قالت السيدة المذكورة وزميلها من دائرة الهجرة فخاطباني بالتالي : [ لقد ثبت لنا بوضوح بأن كل ما كتبه إلينا جهاز مخابرات ال<  K D P   >  من شمال العراق عنك من التقارير هي كاذبة ولا أساس لها من الصحة . وهذه آخر مرة نحقق معك ونستجوبك في هذا الموضوع . بالحقيقة نحن لم نشك بك ، ولم نتّهمك بشيء لولا هذه التقارير التي وصلتنا من شمال العراق من ال<  K D P   >  ، بحيث إنهم هم من إتّهموك بما نقلناه وصارحناك به . لذا أردنا أن نعرف ماهو رأيك فيما نقلناه لك ، وفيما إتهموك به ؟ وماهي ردودك على ماورد في التقارير المذكورة ؟ . والدليل على ذلك إنه منذ حدوث هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 على أمريكا والى الآن لم نشك فيك ، ولم نحقق معك إطلاقا لا في ولاية تكساس عندما كنت مقيما فيها آنذاك ، ولا عندما إنتقلت الى ولاية كاليفورنيا . ونحن من أجل الأمن القومي الأمريكي نحقق في هكذا حالات . وأخيرا نحن نعتذر منك للإزعاج والأخذ من وقتك ] !!! . 
وحول طريقة الاستجواب وأسلوب التحقيق والتعامل معي من قبل ال<  F B I   > ودائرة الهجرة للحكومة الأمريكية أحب أن أقول هنا كشهادة للتاريخ يا سيادة الرئيس والله شاهد وشهيد على ما أذكر هو ؛ بالحقيقة إني لم أرى منهم خلال جلسات التحقيق الثلاثة كلها سوى الاحترام والتقدير وحسن السلوك وإنشراح الصدر وراحة البال ، مع طرح الأسئلة بأسلوب هادىء ومهذّب والاصغاء إليّ دون مقاطعتي في الكلام والشرح مرة واحدة . وذلك بدون أيّ ضغط ، أو إكراه ، أو لغة تهديد ، أو مس لكرامتي ، أو خدش وإهانة لشخصيتي ! .  
وهنا ياسيادة الرئيس إسمح لي بالتساؤل ؛ لو إن الآسايش والباراستن إستجوبني وحقّق معي تُرى هل كان يتم بالأسلوب الانساني الرفيع ، وبالطريقة الحضارية الراقية والمهذبة التي ذكرتها توّا !؟ ، مع مزيد من الأسى والأسف الشديدين إن الحقائق والوقائع والأرقام والشواهد والشهادات والاثباتات تنفي ذلك نفيا قاطعا وجازما ! . وعليه فإن ما قام به الجهاز المركزي المخابراتي لحزبكم – للأسف البالغ – بكتابة تقارير تلفيقية كيدية وإفترائية عنى لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية كما أسلفت . وذلك بهدف تدميري فإنه يدل في ذات الوقت على سطحيته من جهة ، ومدى تشبّعه لروحية الانتقام ونفسية الثأر والبطش والكره والحقد الذي يظمره كجهاز مخابرات ، أو ربما كحزب للمخالفين والمعارضين والمنتقدين له سواء كانوا داخل إقليم كوردستان ، أو خارجه أيضا من جهة ثانية  . ثم عجبا لحزب تأسس عام < 1946> [ أي قبل خمس وستين سنة !!! ] بإسم الديمقراطية والادعاء بها والانتساب لها ، لكنه عمليا غريب عنها أولا ، وثانيا يجهل طبيعة النظام وأسسه في الولايات المتحدة الأمريكية . وربما إنه تخيّل إن ديمقراطية الولايات المتحدة كديمقراطيتها ، أو إنه على أمريكا والدول الغربية عموما أن تقوم بإستعارة وإستيراد الحلقة ، أو الحلقات المفقودة من الديمقراطية التي يبحثون عنها طويلا من الحزب < الديمقراطي > الكوردستاني ! .  
إن النظام في الولايات المتحدة كما هو معروف ، وبغاية في الايجاز هو نظام جمهوري ليبرالي مؤسساتي ديمقراطي قائم على الانتخابات ، ثم الفصل التام بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية . لذا فإن الأجهزة الأمنية والمخابراتية والبوليسية في هذا النظام – على الغالب الأعم - ، وفي هكذا أنظمة أيضا لاتتمكن من إعتقال مواطن بسبب وشاية ، أو عبر تقارير داخلية أو خارجية ، مالم تكن لديها أدلة مادية ملموسة وشواهد وإثباتات قاطعة . هذا بالاضافة الى الإذن الرسمي من السلطات القضائية ! . 
وهذا بالعكس تماما من نظم الغالبية الساحقة من الأحزاب السياسية والحكومات في الشرق الأوسط ، وفي مناطق وبلدان أخرى من العالم ، أي إن الحكومات ذات النمط السلطوي ، منها حكومة إقليم كوردستان وأحزابه ، وبخاصة حزبكم المنعوت ب<  الديمقراطي  > ياسيادة الرئيس . لذا أتعجب كيف غاب عن هذا الحزب هذه المعلومات الأولية عن طبيعة النظام في الولايات المتحدة الأمريكية !؟  ، لأن هذا النظام في داخل قارته الواسعة الشاسعة لايجرّم ولايتهم ولايعتقل مواطنا من مواطنيها إلاّ بالجُرم المشهود ، أو من خلال أدلة مادية جُرمية ، أو بعد إثباتات قاطعة لاتقبل الرد والجدل . وذلك طبعا بعد إذن قضائي رسمي كما ذكرنا قبل قليل . حتى المعتقل في هذه الحال سواء كان في مراحل التحقيق والاستجواب ، أو بعدها لايتعرض أبدا للتعذيب والضرب والسباب والشتيمة والتحقير والاهانة ، وهذا بطبيعة الحال بخلاف وعكس الأحزاب والحكومات المذكورة ! . 
بالاضافة الى ماجاء حتى الآن فقد علمت بمعلومات موثقة بأن جهاز الأمن والمخابرات <  الآسايش والباراستن  > مازال يتعقّبني إذن ، أعلن بكل صراحة ، وبكل علانية ولجميع المؤسسات والجهات القانونية والديمقراطية والانسانية في العالم ؛ إن أيّ ضرر وإضراربي ، أوخطر أتعرض له في الولايات المتحدة وخارجها ، أو في إقليم كوردستان حيث أنا عازم للسفر اليه لرؤية الأهل والأقارب والأصدقاء فإن الجهات الأمنية الأمريكية ، وهكذا أهلي وأصدقائي ومعارفي في الاقليم وخارجه يعلمون جيدا مصدر ذلك ! . 
على هذا الأساس ، وبحسب متابعتي لشؤون إقليم كوردستان إنني ياسيادة الرئيس أستميحك عذرا لأعلن عن ندمي على إرسال جميع الرسائل لكم . وإني نادم أيضا على الآراء والتقييمات السابقة التي كتبتها حولكم ، وبخاصة أنا نادم لارسال الرسالة الاعتذارية المؤرخة ب<  16 / 06 / 2003  > . وذلك لأنكم ، وكما أثبتت الحقائق والوقائع بأنكم لم تكونوا – للأسف الشديد – الحاكم العادل المنتظر للشعب الكوردي ! . 
أخيرا أحييك ثانية ياسيادة الرئيس وأتمنى ، كما يتمنى الشعب الكوردي كله أن تكون حاكما عادلا وديمقراطيا ومساواتيا فيما بعد ! . 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4152
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19